بعدما دخلت بلاده مرحلة المفخخات الانتحارية: السفير الليبي: تفجير سفارتي مصر والإمارات ليس من "أخلاق الليبيين"

شهدت ليبيا مؤخرا سلسلة تفجيرات من الشرق إلى الغرب، استهدفت مدينة طبرق والبيضاء شرقي ليبيا بالقرب من الحدود المصرية ، وهى المدن التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا ، بالإضافة إلى تفجيرات أخرى استهدفت السفارتين المصرية والإماراتية في مدينة طرابلس، العاصمة الواقعة تحت سيطرة الميليشيات المتطرفة.
ويعتقد أن الانفجار الأول، الذى وقع صباح الأربعاء الماضي، في شارع مزدحم بالمارة بمدينة طبرق كان يستهدف مقر المخابرات الليبية، بينما استهدف الانفجار الثاني الذى وقع بالبيضاء قاعدة جوية، وهو الأمر الذى يحلله سياسيون بأنه تحول في نهج الجماعات الإسلامية في عملياتها الإرهابية، حيث إن الواضح كما ورد في التقارير المتعلقة بتلك الاحداث، أن الانفجارات وقعت بسيارات مفخخة وهى متحركة، ما يعنى أن فيها العنصر الانتحاري.
وإثر ذلك عقد "عمر السنكى" وزير الداخلية الليبي، اجتماعا طارئاً مع القيادات العسكرية والأمنية، وتقرر إنشاء غرف عمليات مشتركة بالمناطق التي شهدت الانفجارات لمتابعة التحريات وتبادل المستجدات وتأمين المدن.
من جانبه دان السفير "فايز جبريل" سفير ليبيا بالقاهرة التفجيرات الإرهابية التي طالت مقر سفارتي مصر والإمارات في طرابلس، مؤكداً إنه عمل غادر وإجرامي وإرهابي خسيس، و ليس له أي علاقة بأي احتجاج سياسي.
كما دانت وزارة الخارجية المصرية التفجير الإرهابي الآُم الذى استهدف محيط السفارة المصرية بطرابلس واعتبرته انتهاكا سافرا للقوانين والاعراف الدولية وحرمة مقار البعثات الدبلوماسية ، ويسئ للعلاقات التاريخية وروابط الدم بين مصر وليبيا.
في نفس السياق شهدت بنغازي حمله إخلاء لمواطنيها لم تشهدها من قبل ، بسبب الصراعات الحادة بين الميليشيات المسلحة التي تتناحر على الاستئثار ببنغازي.
وقد أعلن البرلمان الليبي الأسبوع الماضي المعترف به ممثلاً عن الشعب الليبي رفضه لقرار المحكمة الدستورية بأنه غير شرعي وأي قرارات صدرت عنه باطلة.
وأشار " جبريل " إلى أن الإرهاب الذى تشهده بعض المدن الليبية الآن ولا يقع في المناطق التي تخضع لسيطرة حكومة السيد " عبد الله الثني " ليس من عادات الليبيين ولا من تقاليدهم .
ويرى الخبير الاستراتيجي اللواء " طلعت مسلم " أن التفجيرات الارهابية التي طالت سفارتي مصر والامارات بليبيا محاولة لتقليص النفوذ المصري الدبلوماسي في ليبيا، ومحاولة فاشلة ممن يحكمون طرابلس لإفشال التحالف العربي ضد الاخوان المسلمين.
وأوضح السياسي والقانوني الليبي " أحمد أبو خريص" أن تفجيرات طرابلس ضد سفارتي مصر والإمارات تؤكد بلا مواربة دموية المؤتمر الوطني العام في لييببا والجماعات المسلحة المحسوبة عليه.
وشدد على أهمية تضافر مختلف الجهود المصرية والعربية لإخراج ممثلي المؤتمر الوطني العام في ليبيا من المشهد تماما لأنهم غير شرعيين ويتخذون من الإرهاب وأعمال التفجيرات عنوانا لبقائهم في المشهد السياسي الليبي.