أثارت أنباء عن مقتل "أبو بكر البغدادي"، زعيم تنظيم "داعش"، التي أعلنت عنها وزارة الدفاع العراقية، ولم تؤكدها مصادر غربية حتى الآن، الكثير من التساؤلات حول مستقبل التنظيم وقدرته على البقاء، خاصة في ظل تمدده خارج سورياوالعراق، وإعلان تنظيمات أخرى الولاء له. وكانت "مؤسسة الاعتصام" التابعة للتنظيم أكدت عبر تغريدة لصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقتل "البغدادي" ومبايعة خليفة جديد خلال أيام. وحول مستقبل التنظيم في ظل المتغيرات الجديدة، أوضحت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، أن "داعش" ما زالت تحقق مكاسبا على الأرض وتفوز بحلفاء جدد بعيدا عن سورياوالعراق، في الوقت الذي تخسر فيه قادتها وآخرهم أبو بكر البغدادي. وفي تطور خطير، أعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي في مصر، الولاء لتنظيم "داعش"، ومبايعة "البغدادي"، ومن قبل كان هناك مبايعات لتنظيمات متطرفة في مدينة درنة الليبية ومناطق أخرى، فيما يعكس اعتناق المزيد من التيارات المتطرفة لأفكار داعش. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد أكدت في بيان لها، أنها قصفت رتلا عسكريا لداعش مكون من 10 سيارات، شمالي العراق الأسبوع الماضي، وأكدت أن البغدادي وقيادات هامة في التنظيم كانوا في الرتل، لكنها لم تستطع تأكيد وفاته، لكن وزارة الدفاع العراقية طرحت رواية منفصلة، وأكدت مقتل البغدادي، الذي كان في لقاء مع قيادات التنظيم في مدينة القائم بالقرب من الحدود السورية. وقال "مايك موريل"، النائب السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي ايه"، في تصريحات للشبكة الأمريكية: "الشيء المؤكد سواء في الرواية الأمريكية أو العراقية أنه جرى استهداف رتل عسكري لداعش، وأن البغدادي كان موجودا فيه." كما شدد "موريل" على أن الأهم من قتل البغدادي هو المضي قدما لما بعد ذلك، موضحًا أن مقتل البغدادي لن يؤثر كثيرا على مسيرة التنظيم الذي يمتلك مناطق نفوذ بالفعل. وعلى الجانب الآخر، يشير المراقبون إلى احتمالية انشقاق التنظيم، ونشوب صراع بين أفرعه العراقية والسورية، لتولي القيادة، خاصة وأن القيادة الحالية للتنظيم في مدينة الرقة السورية، بينما غالبية موارده تأتي من المدن النفطية العراقية. وكان هناك انشقاق سابق بين التنظيمات الإسلامية في سورياوالعراق، على إثر الخلاف بين أبو عمر الجولاني(السوري) وأبو بكر البغدادي، على زعامة تنظيم داعش، والتي كانت تحارب "بشار الأسد" في سوريا في ذلك الوقت، ووقع الانشقاق عام 2013، عندما أعلن الجولاني ولاءه لتنظيم القاعدة وانشقاقه عن الدولة الإسلامية التي أسسها البغدادي، وأكد الجولاني استقلال جبهة النصرة التي أسسها عن تنظيم داعش. السبب الرئيسي في انشقاق 2013 هو رفض السوريين لتولي شخص البغدادي، العراقي الجنسية، لقيادة تنظيم في سوريا، وأنهم الأولى بقيادة التنظيم، لأن المقاتلين الأجانب ومنهم العراقيين تابعون لهم، وهو ما دفع"البغدادي" لتغيير خططه والتوجه نحو العراق والاستيلاء على أجزاء منها، وإقامة دولة واحدة في سورياوالعراق، يكون هو زعيمها.