تساءلت صحيفة "التليجراف" البريطانية في مقال لها، اليوم الإثنين، عن مصير تنظيم الدولة الإسلامية داعش "الإرهابي"، إذا ما صحت التقارير التي تفيد بمقتل زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" في غارة نفذتها طائرات أمريكية، استهدفت مكان يعتقد أنه كان موجودا فيه قرب الموصل، أمس. وتساءل المقال في البداية عن ما أهمية شخصية البغدادي بالنسبة لتنظيم داعش؟، وتوصلوا إلى أن الهيكل الشبكي للعديد من الجماعات الجهادية يجعلها مرنة للغاية، ولكن مع زيادة كثافة الشبكة فإن عدد الهجمات التي تهدف إلى قتل أو أسر زعماء هذه الجماعات تزيد، إضافة إلى أن تنظيم داعش الإرهابي يختلف عن الشبكات الجهادية الأخرى، من حيث أنه يدعي أنه يؤسس لخلافة إسلامية، وأن البغدادي هو الخليفة، ولذلك، فإن الضربات التي تستهدف قيادات التنظيم يمكن أن يكون مشكوك في فعاليتها؛ لأن قيادة البغدادي مهمة لداعش، ولكنها لم تكن بالأهمية القصوى قبل إنشاء الخلافة بالفعل، ولكن أثرها الرمزي والنفسي أمر لا جدال فيه. كما تساءل المقال عن الشخصية التي يمكن أن تتولى زمام القيادة بعده، مشيرا إلى أن هناك العديد من القادة الذين يمكنهم أن يتولوا مقاليد التنظيم الإرهابي، ولذلك ينبغي على داعش أن تقوم بتعيين زعيم جديد، وأنه من المحتمل أن تعتمد على قائد مؤقت حتى تصل إلى توافق في الآراء بشأن من ينبغي أن يكون الخليفة المقبل. وأضافت الصحيفة أنه من بين الشخصيات الرئيسية المرشحة لتولي قيادة داعش في حال مقتل البغدادي، هو السوري أبو محمد العدناني، الذي يوصف نفسه بأنه قائد بارع، يستطيع إدارة حملات الدعاية العالمية، إضافة إلى شخصية أخرى مثل أبو مسلم آل تركماني، وهو قائد عسكري ماهر، ولكنه يفتقر إلى امتلاك الشخصية القيادية، ويمكن قول الشيء نفسه عن أبو أيمن العراقي، وأبو على الأنباري الذين خدموا في الجيش العراقي في ظل نظام الرئيس الأسبق صدام حسين. وكان آخر سؤال طرحه المقال هو: هل التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية قادر الآن على تأمين فوز صريح على داعش، وأجابت الصحيفة قائلة: إن القضاء على البغدادي قد تكون خسارة فادحة بالنسبة لداعش، ولكنه لا يمثل رصاصة الرحمة.