أثار إعلان جماعة أنصار بيت المقدس رسميا مبايعتها لتنظيم «داعش» الإرهابي ولأميرها أبى بكر البغدادي حالة من الجدل، خصوصا أن هذا الإعلان جاء في وقت يواجه فيه التنظيم تصفية لعناصره في سيناء على أيدي الجيش المصري. وتوقع باحثون في الشئون الجهادية، أن يكون هذا الإعلان محاولة للتغطية على عمليات الجيش في سيناء والتي تمكنت من إضعاف قدرة التنظيم وتصفيه معظم كوادره وعناصره، وأيضا محاولة من فلول التنظيم لإثبات تواجدهم في مصر كرد فعل معنوي على عمليات الجيش التي نالت من التنظيم على الأرض. وحول الجدل الذي أثارته "بيت المقدس" بعد إعلانها مبايعة داعش، كشف محمد كامل – الباحث في شئون الجماعات والحركات الإسلامية والقيادى بالجبهة الوسطية، أن جماعة أنصار بيت المقدس بايعت داعش منذ فترة طويلة، مؤكدًا على أن هناك وفودا من رجال "داعش" دربت قيادات تلك الجماعة، بجانب سفر بعض من قيادات تلك الجماعة للعراق وسوريا؛ للحصول على الدعم المسلح واللوجيستي؛ لوجود "بيت المقدس" على الأراضي السيناوية. وفى السياق نفسه، رأى صلاح الدين حسن، الباحث في شئون الجماعات الجهادية، أن ولاء جماعة أنصار بيت المقدس لداعش ظهر في إصدارات التنظيم الأخيرة بشكل واضح وجلي حتى قبل المبايعة الرسمية التي تمت مؤخرا. وأضاف، ظهر هذا الولاء من خلال تنفيذ الجماعة لمضمون الرسالة التي وجهها أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم داعش، والتي حرض فيها التنظيم في سيناء على نسف بيوت المتعاونين مع الجيش المصري، وأثنى ثناء حسنا على التنظيم في الرسالة المعروفة باسم "هم العدو فاحذرهم ". وتابع حسن، بيت المقدس لغى كلمات الظواهري، وابتعد عن فكره، وأصبح الذراع الرسمي ل "داعش" في مصر، ومن المتوقع أن يتغير الاسم من أنصار بيت المقدس إلى أسود الدولة الإسلامية في أرض الكنانة، وهو التنظيم الذي كان مسئولا عن حادث كمين كرم القواديس. وفي السياق ذاته، وجه أبو مالك المصري، القيادي بتنظيم دولة الخلافة الإسلامية المعروف ب"داعش" رسالة إلى كل من يريد الهجرة والنفير إلى التنظيم، موضحًا أن الانضمام إليه هو سلاح الفرسان، وأنه يجب الإعداد والتجهيز له؛ ليمر المجاهد بثلاثة مراحل، الإعداد الديني، ثم البدني، والثالث عسكري.