"أطلق على نفسي الحرب وأدمّر ذاتي أو أولد من جديد وهذا كلّ شيء". هكذا كتب الفيلسوف الوجودي ألبير كامو في مذكّراته عام 1959، قبل بضعة أشهر من وفاته، حيث نتوقف اليوم عند أشهر محطات حياته، بمناسبة مرور أكثر من مائة عام على ذكرى ميلاده حيث حضر إلى الدنيا في 7 نوفمبر 1913. وألبير كامو كاتب مسرحي وروائي فرنسي-جزائري، ولد في قرية الذرعان بالجزائر، من أب فرنسي، وأم إسبانية، وتعلم بجامعة الجزائر، وانخرط في المقاومة الفرنسية في أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة "الكفاح" اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية، واشترك في تحريرها جان بول سارتر. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول، إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته ورواياته عرضًا أمينًا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.