أكدت وزارة الصحة الفرنسية، عدم وجود اختبارات إيجابية لحوالي 500 شخص يشتبه في إصابتهم بفيروس الإيبولا القاتل. وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه يتم علاج موظف بالأمم المتحدة أصيب بالفيروس في سيراليون، وأن هذا الشخص اجتاز عملية إخلاء طبية آمنة بواسطة طائرة طبية خاصة. وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن المصاب وضع في وحدة عزل تحت إجراءات أمنية مشددة في مستشفى تدريب عسكري في سانت- ماند بالقرب من باريس. وأشارت الصحيفة، إلى أن ممرضة فرنسية كانت تعمل في منظمة "أطباء بلا حدود" عولجت من مرض إيبولا في نفس المستشفى خلال شهر سبتمبر الماضي. تجدر الإشارة إلى أن فرنسا لديها 12 مستشفى بحثيًا مستعدة للمشاركة في الحالات التي يشتبه في إصابتها بالإيبولا. ومرض فيروس الإيبولا أو حمى الإيبولا النزفية هو أحد الأمراض البشرية التي تحدث بسبب الإصابة بفيروس إيبولا وتبدأ الأعراض عادة بالظهور بعد يومين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالفيروس، وتتمثل في حمى والتهاب الحلق وآلام العضلات وصداع وعادة ما يتبعها غثيان وقيء وإسهال، ويصاحبها انخفاض وظائف الكبد والكلية ويبدأ بعض الأشخاص بالتعرض لمشاكل النزيف في هذه المرحلة. ويمكن الإصابة بالفيروس عن طريق الاتصال بالحيوان المصاب بالعدوى من خلال الدم أو سوائل الجسم (عادة القرود أو خفاش الفاكهة) ولا يوجد دليل موثّق على الانتشار من خلال الهواء في البيئة الطبيعية. وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن حالة الطبيب كرايج سبنسر الذي يعالج من مرض الإيبولا عقب عودته من غرب إفريقيا تحسنت، وأصبحت مستقرة بعد أن كانت خطيرة. وقال المسئولون في مستشفى بليفو بمدينة نيويورك، إن الطبيب الذي كان يمارس مهنة الطب في المدينة مازال في وحدة العزل بالمستشفى التي دخلها في 23 أكتوبر الماضي. وكان سبنسر قد عمل على علاج مرضى الإيبولا في غينيا، التى تعد إحدى ثلاث دول تفشى فيها المرض بغرب إفريقيا وأدى لوفاة آلاف المواطنين. كما ذكرت صحيفة "الجارديان" أن هناك مشكلة كبيرة تواجه الأشخاص الذين يتم علاجهم من مرض الإيبولا، وهى أنهم يصبحون مسئولين عن عائلات توفى معظم أفرادها بسبب هذا المرض. وأشارت الصحيفة، إلى أنه إذا كان الشخص المصاب بالمرض ينجو من المرض، فإنه فى الحقيقة يفقد كل شىء، حيث يجد أن معظم أفراد أسرته قد توفوا بسبب هذا المرض، فضلا عن أقاربه، وبالتالي يجد نفسه مسئولًا عن رعاية ما تبقى من أفراد عائلته وأقاربه. وقالت الصحيفة إن المشكلة في سيراليون، على سبيل المثال لها أرث مزدوج، أولا حزن لا يمكن تخيله، وثانيا عبء أن تحل محل الوالد، ليس فقط في محيط الأسرة، وإنما في محيط القبيلة والمجتمع القروي. وقال أحد الأشخاص الذين تم علاجهم من الإيبولا للصحيفة، إنه وجد نفسه بعد رحلة العلاج مسئولا عن خمسة عشر شخصًا أصبحوا يعتمدون عليه سواء ما تبقى من إخوته أوأقاربه أو أفراد القبيلة الذين لم يعد لديهم شخص آخر يعتمدون عليه سواه. وأوضح أن والده كان طبيبا يعالج الفقراء ويقدم المساعدات المالية لهم، إلا أنه توفى بمرض الإيبولا وأصبح الجميع يعتمد عليه وأن الفقراء يقولون له، ليس لدينا أمل سواك في مساعدتنا، وهكذا، فإن الشفاء من مرض إيبولا كثيرا ما يصيب الناجين بأحزان كثيرة أكثر مما تسعدهم.