في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر 1886، قام الرئيس الأميركي جروفر كليفلاند بإفتتاح تمثال الحرية رسميًا. تمثال الحرية، بالإنجليزية: Statue of Liberty، هو عمل فني نحتي قامت فرنسا بإهدائه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في 28 أكتوبر عام 1886 كهدية تذكارية، بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية. ومنذ ذلك الحين استقر التمثال بموقعه المطل على خليج نيويورك بولاية نيويوركالأمريكية، ليكون في إستقبال كل زائري البلاد سواء كانوا سائحين أو مهاجرين، قام بتصميمه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي غوستاف إيفل. ففي عام 1869 قام فريدريك بارتولدي بتصميم نموذج مُصغر لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلاً، وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس المفتتحة حديثا في 16 نوفمبر من هذا العام، لكن الخديو إسماعيل إعتذر عن قبول إقتراح بارتولدي نظراً للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها. في هذا الوقت، كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة (1870-1940) تتملكها فكرة إهداء هدايا تذكارية لدول شقيقة عبر البحار من أجل تأصيل أواصر الصداقة بها، لذلك تم التفكير في إهداء الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكري المئوية لإعلان الاستقلال، والتي يحين موعدها في 4 يوليو 1876. وبدأت الإستعدادات علي قدم وساق، حيث تم الإتفاق علي أن يتولى الفرنسيون تصميم التمثال بينما يتولى الأمريكيون تصميم القاعدة التي سوف يستقر عليها، من أجل ذلك، بدأت حملة ضخمة في كل من البلدين لإيجاد التمويل اللازم لمثل هذا المشروع الضخم؛ ففي فرنسا كانت الضرائب ووسائل الترفيه التي يستخدمها المواطنون وكذلك اليانصيب هي الوسائل التي استطاعت من خلالها فرنسا توفير مبلغ 2.250.000 فرنك لتمويل التصميم والشحن إلى الولاياتالمتحدة. يستقر التمثال علي جزيرة الحرية الواقعة في خليج نيويورك؛ حيث يبعد مسافة 600 متر عن مدينة جيرسي بولاية نيوجيرسي و2.5 كيلومترا إلي الجنوب الغربي من مانهاتن، بمساحة إجمالية تقدر ب49,000 متر مربع. الإسم الرسمي لهذا التمثال هو (بالإنجليزية: Liberty Enlightening the World)، وهو يمثل الديمقراطية أو الفكر الليبرالي الحر ويرمز إلى سيدة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقيت عند إحدي قدميها، تمسك هذه السيدة في يدها اليمني مشعلاً يرمز إلي الحرية، بينما تحمل في يدها اليسرى كتاباً نقش عليه بأحرف رومانية جملة (4 يوليو 1776)، وهو تاريخ إعلان الإستقلال الأمريكي، أما علي رأسها فهي ترتدي تاجاً مكوناً من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم. يرتكز التمثال على قاعدة أسمنتية جرانيتية يبلغ عرضها 47 متراً، ويبلغ طوله من القدم إلى أعلى المشعل 46 متراً، بينما يبلغ الطول الكلي بالقاعدة 93 متراً، ويتكون من ألواح نحاسية بسمك 2,5 مم مثبتة إلى الهيكل الحديدي، ويزن إجمالياً 125 طناً. يحيط بالتمثال ككل حائط ذو شكل نجمي (نجمة ذات 10 رؤوس)، وقد تم بناؤه في عام 1812 كجزء من حصن وود (بالإنجليزية: Fort Wood) والذي استخدم للدفاع عن مدينة نيويورك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865). على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي كانت المعارض الفنية وتلك المسرحية وسيلة الأمريكيين لتوفير الأموال لبناء قاعدة التمثال، وكان يقود هذه الحملة السيناتور وعمدة نيويورك ويليام إيفارتز الذي أصبح وزير الخارجية الأمريكي فيما بعد، غير أن هذا لم يكن كافياً، مما حدى ب جوزيف بوليتزر صاحب جائزة بوليتزر فيما بعد، أن يقوم بحملة من خلال الجريدة التي كان يصدرها تحت اسم العالم (World News)، ثم لاحقًا تم اختيار موقع المشروع علي جزيرة الحرية التي كانت تعرف حينها بإسم جزيرة بدلو حتي عام 1956. من ضمن هذه الجهود أيضاً ما قامت به الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، حيث قامت بتأليف قصيدة تسمى قصيدة التمثال الجديد في 2 نوفمبر 1883، على أن هذه القصيدة لم تصبح مشهورة إلا بعد ذلك بسنوات. وهكذا، توفرت الأموال الأزمة، وقام المعماري الأميريكي ريتشارد موريس هنت بتصميم القاعدة وانتهى منها في أغسطس من العام 1885 ليتم وضع حجر الأساس في الخامس من نفس الشهر، وبعدها بعام اكتملت أعمال بنائها في 22 إبريل 1886، أما عن الهيكل الإنشائي، فكان يعمل عليه المهندس الفرنسي يوجيني لو دوك لكنه توفي قبل الانتهاء من التصميم، فتم تكليف غوستاف إيفل ليقوم بإكمال ذلك العمل، وبالفعل قام إيفل بتصميم الهيكل المعدني بحيث يتكون من إطار رئيسي للتمثال يتم تثبيته في إطار ثاني في القاعدة لضمان ثبات التمثال.