تنتشر ظاهرة اجتماعية خطيرة في مصر هذه الأيام تتمثل في زيادة الاقبال على اقتناء "الدمية الجنسية" التي تأتي حتى وقتنا هذا عن طريق عمليات التهريب التي يتصدى لها رجال الجمارك بكل حزم.. لكن كما هو معروف فإن حجم المضبوطات لا يزيد على نسبة 10% مما يتم تهريبه وبالتالي تتزايد المخاوف من إغراق البلاد بهذه "الكارثة الكاوتش". شيء لزوم الشيء أصبحت بمثابة زوجة بديلة للشباب غير القادر على الزواج وليس ذلك فحسب بل أنها تحولت إلى "شريكة فراش" لكثير من الأزواج الذين يجدون في الحصول عليها "شيء لزوم الشيء" للتغلب على الملل والفتور الذي تمر به العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة بعد فترة معينة. ويعتبر البعض أنها حل سحري لمواجهة الأيام التي يتعذر فيها اللقاء الجنسي بين الزوجين مثل فترة الحيض التي تمتد في بعض الحالات إلى 7 أيام بخلاف فترة النفاث التي تعقب عملية الولادة والتي تصل لأكثر من 40 يوم. ومع انتشار العادات الاجتماعية التي تلفظ بيع هذه الأدوات في مصر كمجتمع شرقي محافظ .. تنشط عمليات التهريب غير المعلنة لهذه الدمى الجنسية لدرجة أنها بات ينظر إليها على أنها أغلى هدية من صديق لصديقه وتطلب دوماً ممن يسافرون الصين على وجه الخصوص حيث البدائل أكثر والسعر أكثر مناسبة. حرب الصينواليابان ومن هنا كانت الصين على رأس الدول المتبرعة بتقديم الحلول -الذكية- بما يتناسب والطموحات الجنسية لراغبي الجنس الحرام بعيدًا عن تلصص الآباء وفضائح بوليس الآداب، لذا غزت السوق العربية من بلاد المغرب مرورًا بتونس ولبنان ثم البحرين ومصر قريبا، ب"دمى" تشبه المرأة تمامًا وتمارس الجنس فقط مع صاحبها ولا تستجيب لأى أحد سوى مالكها فقط عن طريق بصمة الصوت والإبهام . وبطبيعة الحال لم تقف اليابان مكتوفة الأيدي أمام المنتج الصيني.. فمنذ أيام أعلنت شركة يابانية نجاحها في تطوير دمية جنسية لفتيات تكاد تتطابق مع الفتيات الحقيقيات سواء من حيث الملمس الطبيعي للبشرة أو من حيث نظرة العين الحية، بوسائل التكنولوجيا الحديثة بهدف التفوق على نظيرتها الصينية. وقال المتحدث الرسمي للشركة إن الجيل الجديد لتلك الدمى مصنوع من مادة السليكون فائقة الجودة، وهي أقرب إلى الحقيقة ولا يمكن تمييزها عن الفتيات الحقيقيات من النظرة الأولى، كما أنها تأتي بمفاصل شبيهة بالبشرية تمكنها من تحريك أجزاء الجسم بشكل مرن. وقالت الشركة في إعلاناتها بأن أي شخص يشتري تلك الدمية والتي يصل سعرها إلى نحو 12 ألف جنيه مصري، لن يحتاج إلى صديقة أو زوجة بعدها. وتأتي الدمية مع مجموعة من الملابس المختارة لإعفاء المالك الجديد من حرج زيارة متجر الملابس الداخلية، كما يمكن للمشترين المحتملين أيضا تخصيص دمى، بمعنى أنه يمكن اختيار الحجم ولون البشرة والشعر والعينين. ويقول مدير الشركة المصنعة "لي جيان" أن العروسة مصنعة للرجال المنعزلين وغير الاجتماعيين، وبعض الرجال من أصحاب المراكز الكبيرة والذين لا يكون لديهم وقت للتعرف على سيدة والتورط بعلاقة معها-على حد قوله. وأضاف "جيان"، مخترع العروسة الصينية، أنه يمكن تصنيعها حسب الطلب من ناحية الشكل والصوت والتحكم في الحركات والأوضاع الحركية عن طريق الريموت كونترول . واختارت الشركة المصنعة اسم" روكسي" وهو اسم حركي للعروسة الصينية التي تغزو البلاد العربية حاليا، وهى دمية لها ملمس الجنس البشرى ويبلغ وزنها 54 كجم وطولها 173 سم ولها أربعة أنواع فمنها الخجولة الودودة والتي أطلق عليها "وايلد ديندى"، ومنها التي تجيد كافة الفنون الغناء والرقص ويطلق عليها "ماتشار مارتا"، وهناك "فريجيد" المرأة المتحفظة ذات العادات والتقاليد، ومنها "إس سوزان" المرأة المسيطرة العصبية صاحبة الأوامر في البيت . هلاك الشباب وفي الواقع فإننا نعلم كم المخاطر المحدقة بهذا الموضوع الشائك الذي يتحفظ الكثير من المصريين في الحديث عنه على أساس أنه أحد أخطر التابوهات التي يحيطها المجتمع المصري بالسر والكتمان على أساس أنها منطقة سرية "ممنوع الاقتراب أو التصوير" لكن خطورة الظاهرة ونتائجها المدمرة دفعتنا دفعاً لدق أجراس الخطر بوضع الحقائق أمام المسئولين لاتخاذ ما يلزم للحفاظ على شبابنا من الانحدار الأخلاقي والهلاك الصحي. وينظر الكثيرون إلى أن هذه "الدمية الجنسية"، الصينية أو اليابانية، على أنها ضمن حلقات مسلسل تدمير طاقة المصريين وإنهاك قواهم العقلية والجسدية في الغرائز الجنسية بصورة تشبه تأثير المخدرات مثل الحشيش والبانجو والسم الأبيض "الكوكايين" وهي المؤامرة التي لا يمكن بأية حال فصلها عن سلسلة المخططات الأجنبية لاختراق الغرائز البشرية والسيطرة عليها لتدمير كل من تم السيطرة عليه وعلى غرائزه وفي مقدمتها بطبيعة الحال الغريزة الجنسية التي تدمر الصحة وتهلك الأجساد. دمية المشاهير وقد انتشرت الدمى الجنسية التي تحاكي وجوه وأجساد النجمات الشهيرات كما أنه أصبح بمقدور راغبي "الدمية الحرام" طلب "ماكيتات حريمي" لمن يفضل من الممثلات والمغنيات فيمكن تصميم "سبشيال ريكويست" لهذه الدمية وأن تكون على هيئة ملكات جمال العالم ونجمات الغناء والمشاهير إن رغب صاحبها. وتتنافس نجمة الإغراء العالمية كيم كاردشيان مع اللبنانية هيفاء وهبي والعروس الشهير "باربي" على اكتساح أسواق "النساء الكاوتش" حول العالم وتباع نماذج المحاكاة التي تشبههن بعشرات الآلاف من الدولارات. "رذيلة كافيه" من الحوادث التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية أن رجال الشرطة لدى مهاجمتهم أحد أوكار الدعارة ضبطوا من بين الأحراز كمية من هذه الدمى الجنسية يقدمها من يديرون هذه الأوكار ضمن ما يتم تقديمه لراغبي المتعة الحرام .. وهذا في حد ذاته ينذر بكارثة أخطر أن الأمور تسير في تقديم هذه الخدمات الجنسية بأوكار رذيلة تجتذب الشباب والمراهقين على طريقة ال"كافيه نت" أو محلات ال"بلاي ستيشن". وهذا بطبيعة الحال يمثل منعطفاً أخلاقياً خطيراً خصوصاً أنه يأتي في ظل انتشار المواقع الإباحية التي تهدف لنشر الرذيلة في أخلاق الشباب الذين هم بمثابة أعمدة بناء المجتمعات.. وبذلك تكتمل المؤامرة حيث يشاهد الشاب أو المراهق هذه الأفعال الجنسية ثم يشق طريقه نحو التنفيث أو التنفيذ فيجد ما يبحث عنه في هذه الأوكار. أمراض مدمرة ويحذر خبراء الصحة التناسلية من الخطورة الكبيرة لهذه الدمي الجنسية في إشارة إلى أن كل دخيل على الطبيعة يسبب خللا بها والإضرار بمن حولها، وهكذا الحال مع العروسة الصينية التي تم الاستغناء بها عن الزوجة البشرية الطبيعية، وهي في الأصل مصنعة لتفريغ الطاقة الجنسية وماذا بعد ذلك؟! . إذن هي لاتعد زوجة حقيقية وأن مباشرتها ليست عملية طبيعية إنما تسمى "عادة سرية" وهي خطيرة ومضرة لصحة وجسم الإنسان والشباب . كما أن هذه الدمى سلاح خطير في نقل الأمراض التناسلية بين الشباب المصري، حيث سيتحايل عليها المجتمع ويقوم بشرائها أصحاب المهن المخلة بالآداب وتأجيرها بدلا من الفتيات الحقيقية وهذه العملية تعد بالنسبة لهم اسهل وأضمن، ولذلك ستكون وكراً لكثير من الأمراض الخطيرة التي تتناقل بين الشباب الغير قادر على الزواج . ويرى أطباء أمراض الذكورة أن هذه الدمية الجنسية تشبه ممارسة "العادة السرية"، مشيرًا إلى أنها لا تعطي إشباعًا كاملاً للرغبة الجنسية كالعلاقة الحميمة بين الزوجين التي تقوم على التفاهم والمشاعر المتبادلة فيما بينهم لذا فهي تؤدي إلى تدمير العلاقة بين الزوجين وخراب البيوت ومضاعفة أعداد حالات الطلاق كما أنها بمثابة إشاعة للفاحشة بين الناس على نحو يزيد جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب أكثر مما هي عليه الآن كما أنها وقبل كل هذا تزيل كافة الحواجز الأخلاقية والدينية بين الشباب والرذيلة. كسر الحواجز الدينية ولعل أخطر الآثار المترتبة على انتشار هذه الدمى الجنسية كسر الحواجز الدينية التي تحرم العلاقات الجنسية خارج الإطار الشرعي المقصود به الزواج.. وتحويل الأمر من مجرد "حرام" إلى "علاقة سرية" خصوصاً في ظل الأحوال الاجتماعية القاسية التي يعيشها الشباب من الجنسين من ارتفاع معدلات العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج لعدة أسباب في مقدمتها تلك المتعلقة بتراجع الظروف الاقتصادية وبالتالي توفر هذه الدمى الجنسية عالماً افتراضياً يزيد الأزمة ويعزل الشباب عن الاقبال على "غريزة الحياة" التي هي أساس إعمار هذا الكون. ويرى بعض علماء الدين أن الزواج هو طريق الوصول للقضاء على الرغبة الجسدية بين الذكر والأنثى، وقد حرم الإسلام كل طريق إلى قضاء هذه العلاقة بغير الزواج وهي مقدمة للزنا ويدخل في ذلك الاستمناء ومباشرة من لا تحل له، وهناك قاعدة تنص على "مقدمة الحرام إنما تعد حرام". وقد حارب الإسلام هذه الظاهرة بتيسير الزواج وعدم المبالغة في المهور أو التعسف في الشروط، فقال النبي محمد صلى الله علية وسلم حينما سأله فقير عن الزواج قال "التمس ولو خاتم من حديد" وقال أيضا "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، كما نصح الرسول الغير قادرين على الزواج من تهذيب شهوته بالعبادة والصوم فإنه له وجاء. ويعتبر العلماء هذه الظاهرة الجديدة بمثابة حرب تدميرية على الشباب لهدم الأمة الإسلامية لأن الشباب هو عماد هذه الأمة ومستقبلها، وطالب من الدولة بأن تقوم بعمل مهامها الأساسية في حماية مجتمعها ورعايتها بمنع مثل هذه الظواهر المدمرة من الدخول والمتاجرة بها واستيرادها أو تهريبها.