اقترح ثلاثة رؤساء أفارقة تأسيس صندوق خاص لمحاربة الإسلاميين المتطرفين الذين تتزايد قوتهم من كينيا إلى نيجيريا . وعرض رؤساء كينيا أوهورو كينياتا ، ونيجيريا جودلاك جوناثان ، وتشاد إدريس ديبي ، الأعضاء في الاتحاد الإفريقي ، اقتراحهم بعد محادثات في نيروبي بشأن مشكلة تسليط الضوء عليها استيلاء مقاتلي جماعة بوكو جرام المتشددة على بلدة في شمال شرق نيجيريا، وأسفر القتال عن مقتل عشرات الأشخاص وهروب 5آلاف على الأقل ، بحسب قوات الأمن النيجيرية. وقتل هجوم شنه مسلحون ينتمون لحركة الشباب الصومالية على مركز تسوق في نيروبي 67 شخصا. وحث الرئيس الكيني أوهورو كينياتا ، الدول الإفريقية على أن تساند بعضها بعضا في وجه خطر بوكو حرام وحركة الشباب الصومالية ..قائلا إنه يتوجب على الدول الإفريقية زيادة نفقاتها على الأمن لكبح نشاط المجموعات المتشددة المنظمة . وأضاف كينياتا "لا يمكن لدولة أن تواجه وحدها هذا الخطر ومن المقلق أن المنظمات الإرهابية حاليا - وعلى وجه الخصوص في إفريقيا - نمت من حيث العدد والإمكانات ، " من جانبه ، قال الرئيس التشادي إدريس ديبي رئيس مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي ، إنه "تم طرح اقتراح لتأسيس صندوق خاص لمكافحة الإرهاب" ، غير أن ديبي الذي كان محاطا بكينياتا والرئيس النيجيري جودلاك جوناثان في مؤتمر صحفي إثر اجتماعهم لم يذكر أية تفاصيل عن الجهة التي ستسهم في هذا الصندوق أو كيف سيستخدم هذا المال؟. واستولى مقاتلون إسلاميون على أجزاء من القارة الإفريقية مع شن بوكو حرام غارات في نيجيريا والكاميرون وهاجمت حركة الشباب الصومالية ذات الصلة بتنظيم القاعدة لأهداف عديدة في كينيا وأوغندا. وتتحالف الكثير من الدول الإفريقية ، ومن بينها كينياونيجيريا مع الغرب في الحرب العالمية على المقاتلين الإسلاميين وتتلقى أجهزة مخابراتها دعما ماديا وتدريبا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول المانحة . وقالت الولاياتالمتحدة إنها لا تزال في طور التأكد مما إذا كان زعيم حركة الشباب أحمد عبدي جودان قد قتل في غارة أمريكية في الصومال أم لا ..كما قالت السعودية إنها ستسهم ب10 ملايين دولار للاتحاد الإفريقي لقتال المجموعات المسلحة التي استفادت في أغلب الأحيان من الحدود التي يسهل اختراقها بين البلدان وقوات الشرطة التي تفتقر إلى الكفاءة في أنحاء القارة . وتسعى دول أوروبية وغربية للتصدي للإسلاميين المتشددين في القارة السمراء ، حفاظا على مصالحها ، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن متطرفين إسلاميين في شمال إفريقيا يشكلون خطرا وجوديا كبيرا ، وأن ما نواجهه هو جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة من المتشددين الإسلاميين، كما اضطرننا للتعامل مع ذلك في باكستان وأفغانستان، ولذلك يحتاج العالم أن يتحد للتعامل مع هذا التهديد في شمال إفريقيا . وارتبطت الجماعة الإسلامية المسلحة على وجه التحديد بالهجمات التي وقعت في منتصف التسعينيات في مترو باريس، كما ارتبطت الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالمخططات التي وقعت في أوروبا وأمريكا الشمالية قبل هجمات نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عام 2011. كما أن الجماعات المختلفة في شمال أفريقيا لديها عداوة تاريخية خاصة تجاه القوة الاستعمارية الإقليمية السابقة، فرنسا. وما يثير القلق بشأن الأحداث في إفريقيا، هو أن جماعات العنف التي تتبنى خطابا متشددا متشابها يمكن أن توجد في عدد من الدول ففي مالي وحدها، وإلى جانب تنظيم القاعدة، والحركة من أجل التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وكتيبة /الموقعون بالدم/ ، توجد جماعة أنصار الدين، وهي جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وتسيطر على مساحات كبيرة من شما، ولا تزال تفرض قوانين الشريعة الإسلامية الخاصة بها هناك . وفي نيجيريا، قامت حركة بوكو حرام الإسلامية بحملة إرهابية دموية لزعزعة الاستقرار، وذلك في قتال متجذر في عمق التوترات المحلية الاجتماعية والاقتصادية التي لها تاريخ طويل في البلاد. وقالت تقارير صحفية إن أحد قادة هذه الجماعة ربما يكون قد وجد طريقه إلى شمال مالي، وذلك في الوقت الذي يتحدث فيه الجيش الأمريكي عن وجود صلة بين تنظيم القاعدة في المغرب وحركة بوكو حرام النيجيرية. وما يدل كذلك على وجود روابط محتملة بنيجيريا، هو اتهام رجلين في محكمة بمدينة أبوجا بالارتباط بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي يعد شريكا يمنيا للتنظيم. وعبر خليج عدن من ناحية اليمن، توجد الصومال التي تضم جماعة الشباب الإسلامية، وهي الجماعة الجهادية التي أعلنت العام الماضي ضم نفسها رسميا إلى تنظيم القاعدة. وكانت هناك تقارير أيضا تقول إن مقاتلين من حركة بوكو حرام يتدربون بجانب مقاتلي حركة الشباب، والمعروفة أيضا بعلاقاتها القوية بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ومن المقلق بصفة خاصة لرجال الأمن في الغرب هو أن العديد من هذه الجماعات قد اجتذبت عددا غير معروف من المقاتلين الأجانب. ففي حركة الشباب، هناك بعض المقاتلين الذين اختاروا أن يكونوا أشخاصا عاديين بعيدا عن الحركة، مثل عمر حمامي، وهو شاب أمريكي سوري نشأ بين صفوف هذه الجماعة الصومالية قبل أن يتراجع مؤخرا وينفصل عنها. ومن المعروف أن شبكات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أصبحت تمتد إلى فرنسا، وأسبانيا، وإيطاليا، وحتى المملكة المتحدة أيضا. ويزعم عمر ولد حماها، زعيم تنظيم الحركة من أجل التوحيد والجهاد، أنه أمضى 40 يوما في فرنسا بتأشيرة شنجن في نهاية عام 2000، بينما هناك تقارير عديدة حول عدد من الغربيين الذين تم رصدهم أو ألقي القبض عليهم وهم يحاولون أن يلتحقوا بالجهاديين في شمال مالي. ويوجد تهديد أكبر للمصالح الغربية في أفريقيا، كما هو الحال في مواقع مثل عين أميناس بالجزائر ، والتي سيعاد تقييمها كأهداف محتملة للجماعات التي تسعى لجذب الانتباه العالمي إليها، أو الانتقام من الجهود التي تقودها فرنسا في مالي، أوالجهود الغربية لمواجهة هذه الجماعات في أماكن أخرى. وكانت فرنسا قد أعلنت عزمها القيام بعملية عسكرية جديدة في منطقة الساحل في شمال إفريقيا في محاولة لوقف انتشار الجماعات الجهادية في المنطقة .. مشيرة إلى أنه سيتم نشر 3 آلاف جندي فرنسي بالإضافة إلى قوات من مالي وموريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد. وأنهت فرنسا نشر قواتها في مالي الذي بدأ منذ ثمانية عشرة شهرا بعد حدوث تمرد للاسلاميين المتشددين هناك .. وقد ساعدت القوات الفرنسية الحكومة المالية على استعادة شمال البلاد العام الماضي من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وستتخذ العملية الجديدة والمسماة "العملية بارخين" مقرا لها في العاصمة التشادية نجامينا ولكنها ستمتلك صلاحيات للحركة عبر الحدود وستستهدف تلك القوات المتطرفين الاسلاميين في مالي وتشاد والنيجر وستضم تلك القوات ست طائرات حربية مقاتلة، وعشرين طائرة هليوكوبتر، وثلاث طائرات دون طيار. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إن الهدف الاساسي لتلك العملية سيكون مكافحة الارهاب .. وتضم منطقة الساحل بعض أفقر مناطق العالم إلا اأها تحتوي مصادر طبيعية غنية بالمعادن والغاز وكانت فرنسا قد ارسلت قواتها إلى مالي في يناير 2013 بعد أن هدد المسلحون الاسلاميون بالسيطرة على العاصمة باماكو ، وقال وزير الدفاع الفرنسي إن الجماعات الاسلامية المتشددة تشكل تهديدا للمنطقة بأسرها.