تؤكد حكومة النمسا الائتلافية الحالية برئاسة المستشار, فيرنر فايمن, رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي "إس ب أو", المتحالف مع حزب الشعب المحافظ "أو فاو ب", دوماً على أن الحل السياسي للنزاع الأوكراني الروسي يمثل الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الحالية, حيث جاء هذا التأكيد غير مرة على لسان رئيس الوزراء رافضاً بشكل قاطع التفكير في اللجوء إلى استخدام الخيار العسكري. وعلى الصعيد الأوروبي تضامنت حكومة النمسا مع دول الاتحاد الأوروبي في فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا بالرغم من الأضرار الاقتصادية التي لحقت باقتصاد النمسا جراء فرض هذه العقوبات, في عدة مجالات شملت الزراعة, الصناعة, والتجارة وبرر رئيس وزراء النمسا الاستجابة لفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يدافع عن نفسه سياسيا ويظهر موقفاً موحداً إزاء القضايا الهامة. بدوره أعلن المستشار النمساوي عن رغبته في لعب دور الوساطة بين أوكرانياوروسيا انطلاقا من موقع النمسا كدولة محايدة, وأرسل وزير خارجيته, سباستيان كورتس, أكثر من مرة إلى زيارات رسمية في أوكرانيا, حيث عقد محادثات مع نظيره الاوكراني واجتمع مع الرئيس, بترو بوروشكنو, أكثر من مرة, في إطار رغبة النمسا في إقناع أوكرانيا بتبني النموذج النمساوي المحايد, لتصبح أوكرانيا دولة محايدة تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من روسيا من جانب والاتحاد الأوروبي من جانب آخر, على أن تبقى بعيداً عن عضوية الأحلاف العسكرية, بالتزامن مع تأمين حقوق الأقلية الروسية التي تعيش في مناطق شرق وجنوب أوكرانيا. وقد ظهر هذا التوجه جلياً في تصريحات رئيس الوزراء وكذلك وزير خارجيته, كورتس, الذي اعترف بأن أوروبا ارتكبت خطأً عندما جعلت أوكرانيا تقف في موقف تختار فيه بين روسيا والإتحاد الأوروبي, لافتاً إلى أن البديل الأنسب هو بقاؤها في موقع محايد يتمتع بعلاقات جيدة مع الجانبين. واليوم الخميس بدأ رئيس وزراء النمسا, فايمن, زيارة هامة إلى مدينة روما لعقد لقاء مع مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي, فريدريكا موجيريني, للتنسيق مع الاتحاد الأوروبي قبل بدء جهود الوساطة التي يستهلها اليوم الخميس بإجراء اتصال تليفوني مع الرئيس الروسي, فلادمير بوتين, قبل أن يسافر لمقابلة الرئيس الأوكراني, بترو بوروشنكو في نهاية شهر سبتمبر الجاري, حيث كشف, فايمن, النقاب عن رغبته في اقناع الرئيس الأوكراني بتبني النموذج المحايد, محذراً من أن يؤدي توجه أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو إلى فرض المزيد من الضغوط على علاقتها بروسيا. جدير بالذكر أن النمسا تتمتع بعلاقات طيبة مع روسيا الإتحادية, حيث قام الرئيس بوتين بزيارة رسمية إلى النمسا في شهر يونيو الماضي وقع خلالها عدة اتفاقيات للتعاون فى مجال التكنولوجيا والابتكارات تزامنت مع توقيع اتفاقية ثنائية بين شركة "غاز بروم" الروسية, وشركة "أو إم فاو" النمساوية, يتم بمقتضاها إنشاء الجزء الأخير المتبقى من خط أنابيب غاز "سوث ستريم", فى الأراضى المجرية والنمساوية.