الحماية الاجتماعية أولوية فى التشريعات المصرية    النيابة الإدارية تهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    مدبولى: التصدى للتعدى على الأراضى الزراعية والتعامل معها بحسم    التعليم العالي: «القومي لعلوم البحار» يطلق مبادرة «شواطئ بلا مخلفات بلاستيكية»    بعد إطلاق خدماتها رسميًا.. ما الفارق بين ال4G وال5G؟    الأمين العام للناتو: أوكرانيا مدعوة لحضور قمة الناتو بلاهاي يونيو الجاري    كولومبيا تخطف السعودية 2-1 فى افتتاح بطولة خوفو تحت 20 عاما.. فيديو    بعثة الأهلي تغادر مطار القاهرة للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025    المشدد 7 سنوات لنجار مسلح لتعديه عليه طفلة بالقليوبية    أحدث ظهور ل ياسمين صبري رفقة شقيقها |صور    طرح البوستر الرسمي ل«آخر راجل في العالم» استعدادا لطرحه بدور العرض    يوم التروية يتصدر التريند وبداية مناسك الحج تفتح باب الدعاء    منتخب شباب اليد يتوجه إلي بولندا فجر 17 يونيو لخوض بطولة العالم    أول رد من الأوقاف بشأن ندب الأئمة.. ماذا قالت؟    يوم التروية فى الحرم المكى.. دموع ودعاء وتكبير يلامس السماء (صور)    مصرع طالب جامعي بطلقات نارية في الكرنك بقنا    الرقابة المالية تتقدم بمقترحات بشأن المعاملات الضريبية على الأنواع المختلفة لصناديق الاستثمار    ترامب: إبرام اتفاق مع الرئيس الصيني سيكون أمرًا «في غاية الصعوبة»    كريم محمود عبد العزيز يحيي ذكرى ميلاد والده برسالة مؤثرة    «إحلالٌ.. نعم! إغلاقٌ.. لا!»    سنابل الخير.. توريد 304 آلاف طن قمح محلى إلى شون وصوامع البحيرة    أمين الفتوى يوضح فضل قيام ليلة العيد: من الليالى التى لا تُفوّت    الوداد المغربى يستعجل رد الزمالك على عرض صلاح مصدق    حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن 22 صحفيا معتقلا بمناسبة عيد الأضحى    أهم أخبار الكويت اليوم الأربعاء.. الأمير يهنئ المواطنين والمقيمين بعيد الأضحى    جامعة القاهرة ترفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفياتها خلال عيد الأضحى    محمد بن رمضان يعيد أمجاد هانيبال مع الأهلي.. من هو وما قصته؟    بعد نشرأخبار كاذبة.. مها الصغير تتقدم ببلاغ رسمي ل«الأعلى للإعلام »    نجم الزمالك السابق: وسط الملعب كلمة السر في مواجهة بيراميدز    قرار عاجل من الزمالك بفسخ عقده لاعبه مقابل 20 ألف دولار    بعد اهتمام برشلونة والنصر.. ليفربول يحسم موقفه من بيع نجم الفريق    وفد من الأزهر والأوقاف والكنائس يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد الأضحى    صعب عليهم نسيان الماضي.. 5 أبراج لا يمكنها «تموڤ أون» بسهولة    محمد رمضان يطرح أغنية أنا رئيسها.. فيديو    القاهرة تستضيف النسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي «صحة إفريقياAfrica Health ExCon»    تكريم مصر إيطاليا العقارية بجائزة شنايدر إلكتريك للاستدامة 2024 في الشرق الأوسط وأفريقيا    برسالة باكية.. الشيخ يسري عزام يودع جامع عمرو بن العاص بعد قرار الأوقاف بنقله    خُطْبَةُ عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ 1446ه    زوارق إسرائيلية تختطف صيادًا من المياه الإقليمية بجنوب لبنان    رئيس هيئة الاعتماد يعلن نجاح 17 منشأة صحية فى الحصول على اعتماد "جهار"    جامعة القاهرة ترفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ بجميع مستشفياتها    وزيرة خارجية لاتفيا: سنعمل في مجلس الأمن لتعزيز الأمن العالمي وحماية النظام الدولي    الصحة: 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك    رئيس الوزراء: إزالة تداعيات ما حدث بالإسكندرية تمت فى أقل وقت ممكن    إنتر ميلان يفتح قنوات الاتصال مع فابريجاس لتدريب الفريق    ما تفاصيل مشروع قرار مجلس الأمن المرتقب بشأن غزة؟    حسام حبيب: مشكلة جودة أغنية "سيبتك" قد يكون بسبب انقطاع النت أو الكهرباء    زلازل وعواصف وجفاف.. هل تستغيث الأرض بفعل تغيرات المناخ؟    مجلس الوزراء يوافق على اتفاقية مع الاتحاد الدولي للاتصالات لتحقيق التنمية الرقمية    الإسكندرية ترفع حالة الطوارئ بشبكات الصرف الصحي استعدادًا لصلاة عيد الأضحى    مد فترة التشطيبات.. مستند جديد يفجر مفاجأة في واقعة قصر ثقافة الطفل بالأقصر    البابا تواضروس الثاني يهنئ فضيلة الإمام الأكبر بعيد الأضحى المبارك    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    مسابقة لشغل 9354 وظيفة معلم مساعد مادة «اللغة الإنجليزية»    أنشطة ثقافية ومسرح وسينما فعاليات مجانية لوزارة الثقافة فى العيد    «اللهم املأ أَيامنا فرحًا ونصرًا وعزة».. نص خطبة عيد الأَضحى المبارك 1446 ه    زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% تدخل حيز التنفيذ    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية اللبناني : نعمل للبحث عن أسواق عالمية جديدة
نشر في البوابة يوم 17 - 09 - 2014

نظمت وزارة الزراعة اللبنانية، بالتعاون مع كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس – الكسليك بلبنان المؤتمر الثاني العالمي للنبيذ اللبناني، تحت عنوان "النبيذ اللبناني: واقع وآفاق"، في حضور ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الزراعة أكرم شهيب، وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون هنري عطالله، سفير فرنسا في لبنان باتريس بأولى، الوزير السابق عادل قرطاس، النائب السابق سليم عون، رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، المدير العام للمنظمة الدولية للكرمة والنبيذ جان ماري أوران، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير وعدد من السفراء والدبلوماسيين والفعاليات السياسية والدينية والعسكرية والاجتماعية والتربوية.
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم قدمت الزميلة ريبيكا أبو ناضر المتحدثين في الجلسة الافتتاحية.
وأشادت بكلمتها ب"الرسالة الدينية والوطنية والتربوية لجامعة الروح القدس المستضيفة لهذا المؤتمر، إيمانا منها بإظهار حضارة النبيذ اللبناني عبر العصور إلى يومنا، التي تلاقي بذلك حضارة لبنان عبر التاريخ".
ثم ألقى رئيس الجامعة كلمة تحدث فيها عن صناعة الخمر، مثنيا على "التعاون بين وزارة الزراعة والجامعة لتنظيم للسنة الثانية على التوالي مؤتمر النبيذ اللبناني".
وقال: "رسالة النبيذ اللبناني إلينا وخصوصا في هذه الحقبة، حيث يدق الخوف أبواب قلوب كثيرين من بيننا، هي ألا نخاف وأن نفرح وأن ننظر إلى الحياة بإيجابية ودينامية.
فنعمل، غير عابئين بأي مخاطر حولنا أو بيننا ونغلب منطق "النمو المجهد" على منطق "الإنحدار الإرضائي. رسالة النبيذ اللبناني إلينا هي أن نسير إلى الأمام، على الدوام، مثل لبنان، الذي عبر التاريخ، هازئا بالمخاطر، ومثل ارزه الذي ينمو، دائما، بشموخ، ومثل نبيذه الذي يعطي الفرح، فالخمر يفرح قلب الإنسان".
بدوره، نقل مظلوم "بركات غبطته الموجود خارج لبنان وشكره، وتمنياته بالنجاح لهذا المؤتمر، ولكل ما تقوم به الوزارة والجامعة في سبيل تنمية القطاع الزراعي في لبنان، وتطوير دوره الاقتصادي والاجتماعي".
وقال: "إن وزارة الزراعة عندنا قد تنبهت إلى أهمية هذا القطاع، بصورة خاصة منذ عودة مديرها العام المهندس لويس لحود إلى رأس الهرم الإداري فيها، وإيلائه السهر والاهتمام بهذا القطاع لما له من أهمية اقتصادية واجتماعية ووطنية، والسعي إلى إيجاد أسواق جديدة لتصدير إنتاجه، من خلال تنظيمه "يوم النبيذ اللبناني" في عدة بلدان، بدءا بباريس في 14 مايو 2013، ثم برلين في 6 مايو 2014.
وقد أثبت النبيذ اللبناني مكانته في عدة معارض عالمية، بشهادة "المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ" التي أشادت بدينامية لبنان في المنظمة، وأشارت إلى أهمية الحدثين في باريس وبرلين، معتبرة أنهما يعدان أياما تاريخية للنبيذ اللبناني، شاكرة الأستاذ لويس لحود على جهوده للوصول إلى هذا المستوى العالمي، وعلى توطيد العلاقة بين هذه المنظمة ولبنان".
أضاف: "نحن نرحب معكم بمدير عام المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ، ونتمنى له وللوفد المرافق طيب الإقامة في ربوع لبنان، ونشكر له اهتمامه بقطاع النبيذ في وطننا، متمنين عليه ألا يبخل بنصائحه وخبرته الطويلة ومعرفته الواسعة على المسئولين في هذا القطاع، كي يساعدهم على الإحتفاظ بالمستوى العلمي والحرفي الذي بلغ إليه، بل وعلى تطويره إلى أعلى المستويات العالمية".
وتابع: "نضم صوتنا إلى صوت هذه المنظمة العالمية، حتى نشكر وزارة الزراعة، بدءا بمعالي الوزير الأستاذ أكرم شهيب، الذي يدرك بحسه الوطني والتاريخي، أهمية القطاع الزراعي، والدور الذي لعبته الزراعة عبر التاريخ في ترسيخ الانتماء إلى أرض الوطن، وضرورة الحفاظ عليها، والسعي إلى تنمية هذا القطاع في كل المناطق اللبنانية، كي يصبح شريكا أساسيا في ازدهار الاقتصاد الوطني، إضافة إلى دوره في تمتين العلاقة بين المواطنين ووطنهم، وإزكاء حسهم بالمسئولية تجاه بناء دولتهم، دولة القانون والعدالة وحقوق الإنسان.
كما نشكر سعادة المدير العام المهندس لويس لحود الذي، منذ توليه إدارته العامة في وزارة الزراعة، تجلى سلوكه المهني طموحا في تطوير الإدارة، ومثالا للعمل الشريف في الشأن العام على معايير الأخلاق والإستقامة، ما جعله واعيا دوره كمدير عام لا كمجرد وظيفة بل كرسالة يؤديها لوطنه وشعبه ودولته.
كما نشكره على كل الجهود التي بذلها في سبيل قطاع النبيذ اللبناني، ونهنئه على كل النجاحات التي أحرزها حتى الآن، ونتمنى له ولجميع معاونيه التوفيق والنجاح في كل القطاعات التي يتولى المسئولية عنها".
وقالت عميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الدكتورة لارا حنا واكيم: "في زمن يسكر فيه البعض من كؤوس الدم ويرقصون على جثث الشهداء، ويستسلم فيه آخرون إلى ثقافة الخوف واليأس والانهزامية، قررت أن أكمل الحكاية التي بدأناها السنة الماضية، مع كأس من نبيذ بلادي ارتوت كرمته من دماء ابطالنا الشهداء قبل أن يرويها عرق فلاحينا الجبابرة، لتسكرني رشفة من حب لبنان وتغمرني رعشة من الاحساس الوطني الفياض".
ولفتت إلى أن "الجامعة أيقنت أهمية هذا القطاع، إيمانا منها بأن صناعة النبيذ تلعب دورا أساسيا في التنمية الشاملة. فما إعلان كلية العلوم الزراعية والغذائية فيها عن افتتاح أول ماستر في علم الخمور، الأول في لبنان، إلا اعتراف بأهمية هذه الصناعة من خلال تركيز العالم على دورها الهام الذي يطبع تاريخ لبنان".
وكان للاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ كلمة ألقاها ظافر الشاوي أشار فيها إلى أن "عدد مصنعي النبيذ في لبنان قد عرف نموا سريعا بين عامي 1990 و2014 بسبب انضمام لبنان إلى المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ في العام 1995. فكان لذلك الأثر الفعال في تنظيم هذا القطاع وصدور قوانين وتشريعات تلائم المواصفات العالمية وشروط التصدير"، منوها بدور المنتجين الذين عملوا على "تطوير إنتاجهم عبر الاعتماد على تقنيات حديثة في التصنيع والتصدير".
من جهته، أكد أوران على الجودة العالية للنبيذ اللبناني، مذكرا بالعلاقات "الوثيقة التي لطالما جمعت بين المنظمة ولبنان منذ أكثر من عشرين سنة"، منوها بيومي النبيذ اللبناني اللذين عقدا في باريس عام 2013 وفي برلين عام 2014، خاصا بالذكر المدير العام لوزارة الزراعة الذي "حمل الملف في قلبه وعقله موصلا إياه إلى المراتب العالمية".
وقدم إلى لحود شهادة تقدير عربون شكر عن "عمله الدؤوب وجهوده الجبارة لتحسين قطاع النبيذ اللبناني".
بدوره، قال السفير الفرنسي: "أن الخمر يجمع بين التقاليد نظرا إلى وجوده منذ القدم في تاريخنا وبين الحداثة لأنه يعتمد حاليا على التقنيات المتطورة في تصنيعه وإنتاجه".
وأشاد ب"نوعية النبيذ اللبناني وجودته وسرعة توسعه عالميا"، شاكرا للبنان "دعمه لايصال جان ماري اوران إلى منصب مدير عام المنظمة العالمية للكرمة". وبارك للبنان "انتخاب مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود نائبا لمجموعة التحاليل والخبراء في المنظمة العالمية للكرة والنبيذ. وهي المرة الأولى التي يتولى فيها لبناني وعربي هذا المنصب".
وقال لحود: "أن استضافة جامعة الروح القدس لهذا الحدث للسنة الثانية، وبمباركة مشكورة من نيافة أبينا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، هي تأكيد على تلازم النبيذ زراعة وصناعة مع تاريخ الكنيسة.
إن وجود وفد المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ بيننا للسنة الثانية برئاسة المدير العام الجديد الدكتور جان ماري أوران، أبلغ اعتراف دولي بمجهود لبنان في هذا القطاع، وبالمكانة الرفيعة التي وصل اليها عالميا".
أضاف: "نغتنم هذه المناسبة أمس لنسرد جردة حساب ونعلن أن الغرسة التي احتضنتها وزارة الزراعة وأولتها رعاية استثنائية في السنتين الفائتتين، بدأت تكبر وتؤتي ثمارها داخليا وخارجيا: داخليا، تأسس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ بعد طول انتظار، وتمكن في سنة على انشائه من تحقيق الكثير لهذا القطاع، ومصانع النبيذ المسجلة في سجلات الوزارة ارتفع عددها من 27 إلى 35، ومكانة لبنان أصبحت ثابتة ورائدة داخل عائلة المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ. وخارجيا في أسواق التصدير، كان ليوم النبيذ اللبناني في باريس (مايو 2013) ويوم النبيذ اللبناني في برلين (مايو 2014) بتنظيم وزارة الزراعة، أثر كبير في تظهير صورة لبنان بلدا منتجا أفخر أنواع النبيذ ذات الجودة العالمية، وفي فتح الأسواق الأوروبية أمام المنتجات اللبنانية، لما حظيت به من استحسان في أوساط الصحافة وذوي الاختصاص".
وأعلن عن تنظيم يوم ثالث للنبيذ اللبناني في نيويورك فيمايو 2015.
أما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فقال: "نلتقي أمس في جامعة الروح القدس في الكسليك لنتكلم عن النبيذ اللبناني، وأتحدث إليكم بلسان وزارة الخارجية والمغتربين، فما يجمع بين الثلاثة: المكان والموضوع والمتحدث هو الكيانية".
أضاف: "إن جامعة الروح القدس في الكسليك هي مرتبطة بالكامل بالكيان اللبناني، فإضافة إلى كونها صرح جامع مميز فهي تعود إلى الرهبنة اللبنانية المارونية، وغني عن القول لكم أن الاثنين -الرهبنة والكسليك - مرتبطتين بالحفاظ على الهوية اللبنانية والكيان اللبناني. وكم أن الاسمين لصيقين بهما، وكم أنهما رمزان أساسيان للمقاومة اللبنانية الحقيقية المعنية بالصمود والدفاع عن لبنان".
وتابع: "أما النبيذ فقد قلنا دوما عنه أنه منتج كياني لارتباطه الوثيق في الكيان اللبناني ولعمق تجذره، أولا بالتاريخ اللبناني حيث يلفت للانتباه ما حفره المعماريون من عناقيد عنب وكرمات على جدران الآثارات الرومانية ومعهد باخوس في بعلبك، ولقديم تجلياته، ثانيا بثقافتنا المشرقية من خلال ما ذكرته الكتابات المقدسة عن معجزات، على رأسها معجزة قانا التي هي معجزة المسيح الأولى، ولوثاقة علاقته، ثالثا بثقافتنا الأدبية من خلال ما أنشد له كتابنا وشعراؤنا من بيوت شعر وقصائد.
وتتطبع كيانية النبيذ مع ما يتعرض له كياننا أمس من أخطار وجودية ودور النبيذ في صد جزء منها وهو ما سنأتي على عرضه لاحقا".
وأردف: "أما المتحدث، فهي وزارة الخارجية والمغتربين، والتي هي أكثر من وزارة سيادية، بل هي وزارة كيانية لدورها المباشر المعني بالحفاظ على الكيان اللبناني وبتناول مقوماته الأساسية، السياسية والخارجية والاغترابية وبإزالة الأخطار المهددة له، لسيادته واستقلاله وحريته ولنموذج وصيغة ولجنسية وأصالة أبنائه، والتي، أي الوزارة، تقوم بإبراز وجهه والتعريف عن أهميته وتسوية دوره الحضاري الحواري الفريد".
وقال: "أؤمن شخصيا بالكيانية اللبنانية، وكان لي شرف العمل على موضوع النبيذ اللبناني عندما كنت وزيرا للزراعة بالوكالة في عهد الوزير حسين الحاج حسن حيث قام مدير عام وزارة الزراعة الأستاذ لويس لحود بتفعيل الأنشطة النبيذية ورئاسة أعمالها (إطلاق المعهد الوطني للكرمة والنبيذ، وإقامة يوم النبيذ اللبناني في فرنسا وبرلين). وكان لي وللنبيذ حسن حظ أن يأتي من بعدنا وزير الزراعة أكرم شهيب ليعير الموضوع كل الاهتمام اللازم ونتابع معا الأنشطة النبيذية المتعلقة بوزارتينا (فكان يوم النبيذ اللبناني في ألمانيا، برلين)".
أضاف: "كان لي طيب فرصة مواكبة تطور النبيذ في وزارة الخارجية والمغتربين من خلال الدبلوماسية الاقتصادية الفاعلة التي أطلقناها، والتي وضعنا النبيذ على رأس قائمة المنتجات اللبنانية التي يتوجب على دبلوماسيتنا العمل على تسويقها، والتعريف عنها في الأسواق العالمية ولدى مواطنينا اللبنانيين المنتشرين".
واعتبر باسيل "أن النبيذ اللبناني هو أحسن سفير للبنان في الخارج، يعرف عنه ويرفع اسمه كلما رفع أحد كأس لبنان أو نخب أحبائه، وتصدير النبيذ اللبناني هو تصدير لصورة لبنان وهويته الأصيلة، تلك التي تستمد قوتها من أرض سخية وشعب خلاق والتي تنزل جذورا عميقة في تاريخ عريق، والتي تأخذ معنى ثقافيا متنوعا كتنوع طعماته والتي تتأصل في ابعاد روحانية سماوية مشرقية. وهكذا، فإنه إضافة إلى كون النبيذ له تفاعلات مباشرة عديدة في الزراعة والصناعة والتجارة والثقافة والسياحة، وله مردود إيجابي في هذا البعد الداخلي، فإنه عندما نرسله سفيرا إلى كل أنحاء العالم يضيف لنا أبعادا خارجية ويزيد من قيمته الاقتصادية والتجارية، والأهم أنه يحمل معه ثقافة لبنان ورسالته إلى العالم".
وقال: "قضية اهتمامنا بالنبيذ اللبناني ليست قضية عابرة، بل هي مسألة إستراتيجية للبنان ونعطيها الأولوية في سياساتنا الاقتصادية الخارجية، ونعمل معا بالشراكة والتكامل مع وزارة الزراعة والقطاع الخاص للبحث عن أسواق عالمية جديدة، وما أكثرها وما أكبرها، ونحن مستعدون في الوزارة لفتح كل أبواب سفاراتنا في العالم، وعلى منتجي النبيذ ومسوقيه اقتحامها والاندفاع بشجاعة نحو استكشاف الإمكانات الواسعة التي تعمل عليها سفاراتنا في عدد من المدن العالمية من خلال نشاطات عديدة تسويقية تجري من خلال سفرائنا في سفاراتنا ومن خلال التتابع المفترض تأمينه لإقامة يوم النبيذ اللبناني في الصين والبرازيل وروسيا وغيره".
أضاف: "قد اعتمدنا مؤخرا النبيذ اللبناني هدية رسمية لوزارة الخارجية، موضبة في علبة خاصة بالوزارة، نوزعها لكل الرسميين الذين نزورهم ويزورونا. إن هدفنا أن نصل إلى استهلاك قنينة واحدة في السنة لكل لبناني منتشر لنضاعف إنتاج النبيذ من 7 ملايين إلى 14 مليون قنينة".
وتابع: "أن زيادة استهلاكنا للنبيذ وتصنيعه وتسويقه في لبنان والعالم هو فعل إيمان بوطننا وهويتنا.
لا بل أقول أكثر من ذلك، إنه فعل مقاومة للحفاظ عليها في وجه الهجمة التكفيرية التي نتعرض لها، والتي تهدف أولا إلى إزالة هويتنا الثقافية والمشرقية الناصعة.
عندما نعرف أنه لا تستقيم صلاة قداديسنا دون خدمة النبيذ فيه.
ندرك كم نحن روحانيين في ارتباطنا بهذا المنتج الكياني، ونتيقن أهمية تمسكنا بإيماننا والتعبير عن إحدى تجلياته بالله وممارسة خيرة تجاه أبنائه. إنها إحدى التحديات التي يرفعها لبنان أمس في معركته ضد الإرهاب، تحد ثقافي طابعه، ولكنه فريد في مضمونه كون لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي ينتج النبيذ بهذه الأبعاد الروحانية المشرقية، والذي يحتاج ليعبر عن فرادته ودوره الإيجابي من ضمن المنظومة العالمية التي ترتسم للقضاء على داعش".
وختم باسيل: "إن النبيذ انتماء وإنماء، فهل نكون مؤتمنين عليه وعلى تطوره وازدهاره لننمي اقتصادنا وننمي روحانيتنا وايماننا بمشرقيتنا؟ تحد جديد نرفعه مع كأس لبنان عاليا ونتجرعه من فوق رافعي الرأس إلى الله عز وجل".
ومن جهته، قال وزير الزراعة أكرم شهيب: "يؤكد مؤتمرنا الثاني المشترك بالتعاون مع كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس - الكسليك، الذي يحمل هذه السنة عنوان "النبيذ اللبناني: واقع وآفاق"، يؤكد، بعد مؤتمرنا الأول العام الماضي جدوى إستراتيجية الشراكة التي تكرسها وزارة الزراعة، نهجا، في قطاعات الإنتاج الزراعي كل، مع كل المعنيين في كل قطاع، وجدوى الشراكة الرسمية - الاكاديمية - القطاعية، في تطوير الإنتاج الزراعي اللبناني، كما ونوعا، ورفع قدرته على اقتحام أسواق الاستهلاك، المحلية والعالمية، وتميزه".
وأضاف: "يشكل إنتاج الكرمة نموذجا قابلا للتطوير، ذلك أن مؤشر الإنتاج والتسويق وحجم الطلب المتنامي، يدفعنا إلى تشجيع الاستثمار في قطاع الكرمة، سواء في إنتاج النبيذ والخمور، أو في عنب المائدة المطلوب، والذي ينمو الطلب عليه، عربيا وآسيويا وأوروبيا، تماما كالنبيذ، وذلك لاعتبارات عدة، أبرزها: أولا بيئة الإنتاج المتنوعة شبه الفريدة التي تؤمن الجودة والتميز، وثانيها الخبرات التاريخية في الكرمة زراعة وتصنيعا، وثالثها مواكبة التطور وتحسين شروط الإنتاج وضمان معايير السلامة والنوعية المنافسة التي بات المزارع مقتنعا بأنها أساس النجاح في تأمين المردود الانسب".
واعتبر شهيب "أن الآفاق في قطاع النبيذ والقطاعات الزراعية واعدة.. أوروبا فتحت ابواب استيراد إنتاج لبنان الزراعي ثقة بتحول زراعاتنا نحو المواصفات العالمية والجودة. همنا في وزارة الزراعة التأكيد على المعايير وتأمين جودة الإنتاج واستدامة المراقبة وتأمين الأسواق.
واستراتيجيتنا الوصول إلى يوم قريب نقول فيه إن زمن التخلي عن الإنتاج الزراعي قد ولى، وإن العودة إلى الأرض وعدم إهمالها والإنتاج فيها والتشبث بها هي أمور ليست فقط لأزمة، بل ملحة، لمواجهة البطالة والحد من الهجرة، وبناء منعة الوطن الاقتصادية.. الأرض نعطيها تعطينا...".
وأكد "أن أرضنا موئل خيراتنا، رمز صمودنا، ملاذنا جميعا، ملاذ كل لبناني مؤمن بلبنان الوطن لكل أبنائه، بلبنان الحرية والسيادة والاستقلال والعزة والكرامة، هذه القيم التي من أجلها سالت دماء الشهداء، ومن أجلها واجه الجيش وواجهت القوى الأمنية وتواجه في عرسال وغير عرسال".
ولفت إلى أن "المسئولية الوطنية تحتم في الظروف الخطيرة التي نعيش، الالتفاف جميعا، قوى سياسية ومجتمعا أهليا، حول الدولة، حول الحكومة والمؤسسات، هذه الحكومة التي لم تقصر في مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة، متفاهمة، ثابتة على تفاهم مكوناتها، بحكمة رئيسها وصدق توجهه، وبغير هذا الالتفاف حول الحكومة، نفقد في لبنان ورقة قوة نحتاجها بالحاح للصمود والمواجهة والانتصار، وتحتم المسئولية الوطنية، في الظروف الخطيرة التي نواجه، أن نعود إلى ذواتنا، إلى بعضنا البعض، لنخرج من شغور وفراغ قاتل وتعطيل مهدد للدولة ومؤسساتها".
وأضاف: "نقول لمن يراهن على تغيرات هنا واتفاقات هناك، تعالوا نصنع اتفاقنا الداخلي، تعالوا نبني على تسوية تجمعنا، تعالوا إلى حوار ينتج تسوية يحتاجها لبنان ويحتاجها اللبنانيون لمواجهة العواصف الأمنية والاقتصادية والوجودية، تعالوا لننتخب رئيسا لكل لبنان".
وختم: "أملنا أن نستطيع جميعا حماية أرضنا ووطننا، وأن نكون جميعا جديرين بالانتماء إلى هذه الأرض الطيبة والى هذا الوطن".
وفي ختام الجلسة الافتتاحية قدم المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود درعا تقديرية لرئيس الجامعة الاب هادي محفوظ.
هذا وتضمن المؤتمر أربع حلقات عمل. تناولت الحلقة الأولى موضوع التصريف والترويج، فيما تركزت الحلقة الثانية حول البيئة والجودة.
أما الحلقة الثالثة فانعقدت تحت عنوان المواصفات والتجارة.
واختتم المؤتمر بحلقة عمل رابعة حول موضوع تنمية القطاع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.