نقلت صحيفة "الشروق" التونسية عن مصادر قولها إن خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس أجرى اتصالات مكثفة مع السلطات التونسية على أعلى مستوى لتأمين اقامة له، بعد أن تلقى إشعارًا من قطر بضرورة الاستعداد لمغادرة البلاد. وأشارت المصادر للصحيفة إن خطوة قطر، المتعلقة بطرد عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، تأتى استجابة للضغوط التى مارستها عليها دول الخليج العربى، وفى مقدمتها السعودية والإمارات، وإعلان هذه الدول مؤخرًا التوصل لاتفاق مع الدوحة، يعيد قطر لمحيطها الخليجى بعد توتر فى العلاقات وصل إلى حد سحب السفراء، ومن نتائجه، طرد جماعة الإخوان المسلمين. كانت قطر قد طلبت رسميا أمس الأول من قيادات تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر، مغادرة البلاد، حيث غادر وجدى غنيم وآخرون، ويستعد البقية للمغادرة باتجاه تركيا كمرحلة أولى. ونقلت المصادر، أن مساعٍ حثيثة يقوم بها زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشى لإمكانية استضافة مؤقتة لعدد من قيادات التنظيم على الأراضى التونسية، بعد لقاء جمعه برئيس تركيا رجب طيب أردوغان فى الشهر الماضى تحسبًا واستعدادًا لهذه المرحلة، خاصة أن فرص هؤلاء أضحت محدودة فى إيجاد دول تستقبلهم، بعد تصنيف منظمة الإخوان كمنظمة إرهابية فى عدد من الدول العربية، ودراسة الأمر بدول غربية، فى ظل توتر الأوضاع فى ليبيا والغموض الذى تكتنف الأمور هناك، وعدم إمكانية استفراد الإخوان بالحكم، إضافة إلى توتر يعرفه اليمن التى يسيطر الإخوان على حكومته، لكن تواجه ثورة ومعارضة عارمة فى الشوارع من طرف أنصار الحوثى. وقالت الصحيفة التونسية "أمام هذه الأبواب المغلقة فى وجه قيادات الإخوان تشترط بعض الدول، كالجزائر التى تعرف تقاربا بين الإسلاميين والسلطات فى الفترة الأخيرة، عليهم فى حالة استقبالهم حظر أى نشاط سياسى على أراضيها، أو القيام بتصريحات إعلامية، على غرار ما تم التعامل به مع أسرة القذافى، ابنته عائشة وزوجته صفية التى لم يعرف بعد مقر إقامتهما فى الجزائر". ونقلت مواقع إلكترونية أمس الأول السبت، أن اجتماعا طارئا للتنظيم العالمى للإخوان المسلمين، سيعقد فى تركيا، لمناقشة انعكاسات الموقف القطرى تجاه الجماعة، وملفات أخرى تعنى جماعة الإخوان المسلمين، فيما يحل الرئيس التركى ضيفا، بالتزامن مع ذلك، فى قطر لمناقشة ذات القضية.