سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أستاذ علوم سياسية: الولايات المتحدة صنعت "داعش" وغير جادة في القضاء عليه.. أوباما لن يتحدث في خطابه عن "إنهاء" التنظيم.. وتحركه لردع داعش للعودة إلى العباءة الأمريكية
تتوجه الأنظار إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتحرك الأمريكي لحشد التأييد لهذا التحرك الذي أعلن عنه في ختام اجتماعات قادة دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والذي جرى في ويلز الأسبوع الماضي. وتحشد الولاياتالمتحدة، التي من المنتظر أن يعلن رئيسها باراك أوباما إستراتيجية بلاده حول حرب داعش، لتأييد في الشرق الأوسط عبر تحركات بدأها اليوم وزير خارجيتها "جون كيري" التي استهل زيارته بالعراق، يليها زيارة مرتقبة للأردن قبيل توجهه إلى جدة حيث يجتمع مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية، وتركيا. تصريحات جون كيري في بغداد اليوم أكد فيها على سعي بلاده للقضاء على تنظيم داعش كلية، الأمر الذي يراه الدكتور محمد السعدني أستاذ العلوم السياسية، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، محاولة لامتصاص غضب المنطقة العربية، ولضمان تمويل دول الخليج لهذه الحملة الدولية. وأضاف السعدني في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز": "الأمريكان بارعين في ضربنا بأموالنا وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة"، لافتا إلى أن جولة كيري في المنطقة، ولقائه في جدة يهدف في المقام الأول للحصول على تأييد دول الخليج للتحالف الدولي لحرب داعش، ولضمان تمويل هذه الدول للحرب الجديدة كما جرت العادة. وأشار السعدني إلى أن كيري كعادته يقدم تصريحات عاطفية وردية إلا أنها لا تكون إلا مجرد مجاملات لكسب تعاطف العرب، مشيرا إلى أنه على أرض الواقع فإن لا الأمريكان ولا الاوروبيين سيحاربون داعش على الأرض وسيكتفون بتوجيه ضربات جوية، في حين أنهم سيبحثوا عن الدور العربي في محاربة التنظيم الإرهابي على الأرض. ولفت السعدني إلى أنه على الأرض فإن إدارة أوباما لا تريد نهاية أو قضاء فعلي على تنظيم داعش بدليل حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال إن الحرب على داعش قد تستمر ثلاث سنوات، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدة من مصلحتها أن تستمر المنطقة العربية في حالة عدم الاستقرار الحالية، وذلك لصالح حليفتها الوحيدة في المنطقة "إسرائيل". وشدد السعدني على أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما غير جادة في القضاء على إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأن الرئيس باراك أوباما ليس لديه أيه إستراتيجية فعلية حول ذلك. وأكد أن الولاياتالمتحدة تقوم بدور استعراضي سينمائي، فيما يتعلق بمشاركتها في الحلف الدولي لمحاربة إرهاب داعش، وغير جادة في حربها على داعش، لكنها تظهر للتنظيم العين الحمراء لرده إلى الهيمنة الأمريكية مرة أخرى بعد الخروج عليها والبدء في التوسع خارج الإطار المرسوم لها. وأشار إلى أن داعش هي صنيعة أمريكية، وأن كل ما ستقوم به لن يصب في إطار القضاء على داعش، وأن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي أعلن عنها اليوم في العراق بتوجه بلاده للقضاء كلية على داعش هي لكسب الدول العربية وخاصة دول الخليج التي يهددها التنظيم. وفيما يتعلق بخطاب الرئيس باراك أوباما المرتقب اليوم، والذي يعلن فيه الإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب يقول:" أوباما ليس لديه إستراتيجية فعلية، وان خطابه اليوم جاء بعد اتهامات وجهت له بعدم وجود إستراتيجية فعلية في التحرك ضد داعش، ودليل على ذلك أنه لن يتحدث اليوم عن إنهاء داعش على الإطلاق، بل إن تحركه الفعلي تجاه التنظيم لم يأتي سوى بعد وضعه في ضغط جماهيري عقب اتجاه داعش لذبح صحفيين أمريكيين". ويؤكد السعدني على أن قول أوباما بأن الحرب على داعش قد يستمر ثلاث سنوات يؤكد حديثه بأنه لا يريد القضاء عليها. وفيما يتعلق بالدول الأوربية قال بأنها محقة في انضمامها للتحالف الدولي ضد الإرهاب الذي أعلن عنه في ختام اجتماعات قادة دول حلف شمال الأطلسي الأخيرة بويلز، لافتا إلى أن هذه الدول أصبحت تستشعر التهديد الكبير الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لها". وأوضح أن الدول الأوربية أصبحت تستشعر الخطر الكبير نظرا للأعداد التي أعلن انضمامها لهذا التنظيم من جنسيات أوربية، مشيرا إلى أن من بين صفوف داعش أعلن أن هناك 3 آلاف من المانيا، 3 من فرنسا، إضافة إلى ألفي بريطاني. وأشار إلى أن الجماعات التي أعلن عنها في المانيا أيضا تحت مسمى "حراس الشريعة" هي تهديد مباشر لأوربا، ومن ثم فإن دول أوربا جادين في الدخول لهذا التحالف على عكس الولاياتالمتحدة التي تقوم بدور استعراضي في هذا الأمر ليس إلا. وفيما يتعلق بالدول العربية، قال إنها وخاصة دول الخليج أصبحت تواجه تهديدا مباشرا من قبل تنظيم "داعش الذي أصبح يهدد حدودها، الأمر الذي يدفعها إلى الاتجاه للمشاركة في التنظيم الدولي لمحاربة إرهاب داعش. وأوضح أن تهديد داعش تجاوز العراق، ولم يكتف بما حصل عليه من مناطق داخل العراق بل بدأت مناوشات على حدود السعودية، إضافة إلى الأخطار الأخرى من جانب النصرة والحوثيين، والقاعدة. وأكد السعدني على أن دول الخليج جادة في الانضمام لهذا التحالف ضد الإرهاب، وخاصة وقد دخل إلى عمقها وأصبح يهدد أمنها. ولفت إلى أن الاجتماع الثلاثي بين الدول العربية، الولاياتالمتحدةالأمريكية، تركيا، سيشهد دعما وانضماما من جانب الدول العربية لهذا التحالف الذي يهدف للقضاء على إرهاب أصبح يهدد الجميع.