بالإمكان أن تهذبي طفلك منذ أن يبدأ الكلام لتصبح عبارات "صباح الخير" و"شكرًا" و"لو سمحت" لا إرادية لديه. إليك خمس حيل لتهذيب طفلك بسهولة. كوني مثالًا يحتذى به من الضروري أن تكوني مثالًا لطفلك ليدرك ما يجب فعله أو قوله في كل المواقف: كقول "صباح الخير" عند الاستيقاظ و"شكرًا" عندما يقدم له أحد شيئًا الخ. بمجرد أن يسيتقظ طفلك قولي له صباح الخير. وعندما توصلينه إلى بيت جده أو إلى الحضانة قولي له "إلى اللقاء". واعتمدي المبادئ نفسها لعبارات "شكرًا" و"لوسمحت" و"عذرًا" الخ... فهذا النوع من الخطاب يساعده على المحافظة على هذه الضوابط واتباعها. ومجرد التلويح للتوديع هو من الآداب أيضًا. امدحيه إذا ما كنت ترغبين في تهذيب طفلك لا بد من أن تثني على سلوكه الجيد وأن تشجعيه على المواظبة. يحب طفلك الاهتمام فعندما تهنئينه على تصرف جيد سيحرص على حسن السلوك ليسمع المديح من جديد. ولكن انتبهي أيضًا من المبالغة في التهذيب فالحرص على السلوك الحسن قد يدفع طفلك إلى إلقاء التحية على كل من يصادف في الشارع! من الضروري إذًا أن تفسري له في أي ظروف يلقي التحية وعلى من! فسري له مفهوم الاحترام لا بد من أن تساعدي طفلك على التمييز بين ما هو مسموح وما هو ممنوع في البيت أو في مكان عام. على سبيل المثال، علميه ضرورة الوقوف في الباص عندما يكون مزدحمًا والتأسف عندما يوقع شيئًا ما بالأرض وعلميه التكلم بصوت منخفض في صالات السينما...وهنا أيضًا لا بد من أن تكوني مثالًا يحتذى به. وأمض وقتًا كافيًا في تفسير الأسباب التي تجعلك تتصرفين بهذه الطريقة أو تلك. فهو سيدرك ضرورة التهذيب بشكل أفضل إذا ما كان كل شيء واضحًا! عندما يتفوه بكلام غير مقبول، أوضحي له لماذا لا يجب أن يكرره وعندما يستفزك ماذا تفعلين؟ إنه يستفزك ويرفض أن يشكرك على الرغم من كل جهودك؟ لا تتراجعي فهو يختبر صبرك! وفي هذه الحالة لا تعيريه اهتمامًا كبيرًا. اجعليه يدرك موقفك بلطف وهدوء. فكلما غضبت كلما أعاد الكرّة! جاريه في لعبته وقلديه والعبي دور الأم غير المهذبة، الأمر الذي سيفاجئه وسرعان ما يدرك أنه يفضل الأم المهذبة. والأرجح أن لا يعيد الكرة بعد هذه المسرحية! تذكري أن التهذيب نسبي لن يتعلم طفلك الآداب في عمر السنتين. وبالتالي لا داعي لخلق أزمة عندما يأكل بيديه أو عندما لا يضع يده على فمه أثناء التثاؤب. فهو سيتعلم الآداب واللياقات مع الوقت ومن خلال مراقبة الأطفال الآخرين. مهمتك هي توعيته منذ نعومة أظافره على مفاهيم التهذيب الأساسية. ومن ثم يأتي دوره!