منظومة التعليم المتبعة حاليًا لن تبني إنسانا راقيًا.. وبالتالي لا أمل في بناء دولة قوية في ظل هذه المنظومة.. ما أراه إصلاحًا وعلاجًا لهذه المنظومة العقيمة يتلخص في الآتي: إلحاق الطفل بعد إتمام عامه الخامس بالصف الأول الابتدائي لتربيته إكمالا لتربية الأسرة.. أو المعدلة لها.. يقضي أربعة أعوام لا رسوب فيها ولا يحمل حقيبة مكتظة بالكتب والكراسات والأدوات المدرسية التي تكلف الآباء ما لايطيقون ولا يلجأون للدروس الخصوصية.. 'لابد أن يرتفع أجر المعلم'.. وفي نهاية السنة الرابعة يكون قد أتقن القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأولية ثم تجري اختبارات شفهية وتحريرية ليحصل التلميذ الضعيف علي المزيد من الحصص حتي يصل إلي مستوي أقرانه الناجحين.. في الصف الخامس يضاف إلي منهج التربية بعض المواد العلمية كاللغة الانجليزية _ العلوم _ الدراسات 'تاريخ وجغرافيا محلية'.. يتم اختبار التلميذ تحريريًا لينتقل إلي الصف الأول الاعدادي.. وهنا يبدأ تعليمه منهج الصف السادس الذي يدرس حاليًا.. يتضح من ذلك الميل إلي سهولة التعليم ليكون الهدف هو التربية.بطرق وأساليب يمكن الاتفاق عليها بعد مشورة المختصين.. بحيث نجعل من الطفل 'إنسانًا راقيًا منتجًا'.. يكبر وتكبر معه صفات الرجولة وتحمل المسئولية.. والوعي بالسلوك الراقي الذي به تبدو الحياة جميلة خالية من المشاكل النفسية.. يكبر الطفل ومعه حب العمل والمشاركة الفاعلة في بناء المجتمع.. فتشتد صلته ببلده ويزيد انتماؤه للوطن. أما عن طرق وأساليب التربية وهو بيت القصيد.. فهذا لابد وأن ينطلق من قناعتنا بأن الطفل في أعوامه الأولي وهو نبت صغير أولي بالرعاية والاهتمام لكونه رجل المستقبل.. وتربيته علي الأخلاق يشبه البناء في مرحلة وضع أساساته.. وباختصار شديد.. أرجو أن أري طفلا لا ينطق إلا بكل لفظ مهذب.. ولا يتصرف إلاّ كل تصرف متحضر.. أرجوأن أري طفلا عندما يطلب شيئا من أحد يقول: 'لوسمحت'. أو 'من فضلك'.. وإذا أخذ يقول: 'شكرا'.. وإذا أخطأ في القول أو الفعل يقول: 'أنا آسف' أو 'لا تؤاخذني'.. يحترم الكبير. وللوصول إلي هذه الحالة لابد من مشاركة المدرس والأطفال في تمثيليات تجسّد المعني أو الصفة الأخلاقية المراد غرسها في عقول التلاميذ.. مثل 'حب الآخر _ الإيثار _ الوفاء _ الصدق _ الشجاعة _ الكرم _ العناية بالمظهر النظيف.. الخ'.. نصنع له داخل الفناء مايشبه الطريق ويتدرب علي السير مراعيا آداب الطريق والتعرف علي اشارات السير والالتزام بها حتي لا يتعرض للمخاطر.. كيف يتعامل مع وسائل المواصلات.. كيف يحافظ علي الممتلكات العامة والخاصة كالحدائق والمنشآت.. والأهم أن يشب الطفل علي حب الجندية واحترام المؤسسات الأمنية التي تحمي حدود البلاد وتسهر علي حماية المواطنين.. غرس حب العمل وكسب المال الحلال الذي يشعره بقيمته الإنسانية ويوفر له الحياة الكريمة التي لا إسراف فيها ولا تقتير.. وعندما يصل التلميذ إلي المرحلة الثانوية وقد تزود بهذا القدر من التربية الأخلاقية المستمدة من الدين والعقيدة الوسطية السمحة سنجده ينبذ العنف ولا يقع ضحية التطرف.. بل سيكون مُعَدًا لتلقي العلوم التي تجعل منه مخترعا أو مبدعًا في أحد المجالات الإنسانية.. هكذا نصنع الانسان صانع الحضارة. وبفكره الراقي ترقي حضارته.. وتبقي..