أكد الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، أن الدين جاء لمصلحة الإنسان لكى يحييه حياة طيبة، كما جاءت مقاصد الشريعة لحفظ النفس والعقل والدين والنسل والعرض، مشيرًا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بالعمل والإنتاج والتنمية فلقد حرص الإسلام حرصا بالغا على تنمية الإنسان وتنمية موارده الاقتصادية، ليعيش حياة طيبة كريمة، هانئة مليئة بالإنجاز والعمل الصالح الذي يؤتي ثماره مرتين مرة في الحياة الدنيا، ومرة في الحياة الآخرة. جاء ذلك خلال خطبته التي ألقاها اليوم الجمعة بمسجد سنفا تحت عنوان "المشروعات الاقتصادية بين الامل والعمل"، حيث أوضح أن لفظ التنمية الاقتصادية لم يكن شائعا في الكتابات الإسلامية الأولى، إلا أنه جاء بمعان أخرى مثل العمارة والتمكين والنماء والتثمير، وأغلب المفسرين والعلماء أكدوا أن التنمية واجبة وفرض في قوله تعالى " هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها"، فلم يقل صل ركعتين أو استغفر الله أو تب إلى الله برغم أهمية ذلك، ولكنه قال ازرع الشتلة إلى آخر نفس في الحياة حتى لو كانت القيامة على الأبواب ماضيعنا الا فهم معوج للإسلام من تيارات الإسلام السياسي بفهم مغلوط لايات القران يمنيك أنك مجرد اداءك للعبادات فان السماء تنزل عليك أنهارا ويمددك بأموال وجنات، ناسين أن عصر المعجزات انتهى وان السماء لاتمطر ذهبا ولا فضة. وأشار إلى أن ثقافة الخوارق والمعجزات دخيلة على التدين الصحيح وأن الحياة تسيير بسنن ونواميس لاتتغير ولاتتبدل ولاتجامل أحدا لعقيدته أو جنسه أو عرقه، فلقد عنف الرسول مجموعة من الصحابة لانهم قعدوا عن العمل واتكلوا على آية "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب"، مضيفا أن الفشل في الدنيا هو فشل في الاخرة فإذا أعطانا الله خيرات ونعم في بلادنا وتعجز عقولنا أن تستثمر ذلك لمصلحتنا ولكى نعيش حياة طيبة فإننا بلاشك معنفون وربما معذبون بسبب تقصيرنا وظلمنا لانفسنا. وأكد أن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله وأن أغلب الايات في القران تبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات وإذا كنا في مصر والحديث الشاغل للناس الآن حفر قناة السويس فانها من افضل المشاريع الاقتصادية القومية العملاقة التي تنقل مصر من الوضع المتردى اقتصاديا الا المستقر بل لانبالغ إذا قلنا انها تتسبب في الرخاء الاقتصادى السريع، مشيرًا إلى أننا في عالم لايعترف إلا بقوة الاقتصاد وهذه هي القوة الحالية اليوم من يستغل ويستثمر موارده فسوف يضع لنفسه مكانا في العالم. وأضاف أن الامة اليوم تقدمها مرهون بعقول أبنائها وثقافتهم التي تجعل من البناء والعمل والتنمية وعمارة الارض انها من ثوابت الدين مثل الصلاة والزكاة وأن ينسوا ثقافة الخوارق والمعجزات فالدنيا لها قوانين وأسباب، والدول التي تقدمت لم تتقدم صدفة أو ارتجالا وانما بالعرق والعمل والتنمية والمشاريع الاقتصادية، وأن هناك شتان بين إنسان يقضى وقته ويومه في العمل والتنمية وعمارة الأرض لنهضة بلده ووطنه وهو أعظم جهاد في سبيل الله بنص القران والاحاديث وبين إنسان يخطط لضرب وتخريب اقتصاد بلده لخلاف سياسي - هذا ينتمى لفقه الحياة وذاك لفقه الخراب هذا لعالم الإنسانية وذاك لابليس وجنوده وأن دعم اقتصاد بلدك في هذه الظروف هو من أولى الأولويات ومن ثوابت الدين، وهو أولى من تكرار الحج والعمرة فالى كل من يريد تكرار الحج والعمرة دعم اقتصاد بلدك اثوب وافضل عند الله ورسوله نحن في وقت لايجب تضييع أوقات فيه انتهى عصر الكسل والعجز وان التاريخ والاجيال القادمة لاترحم المخربين والكسالى والعجزة، طالب الرئيس السيسي بعد القرار البطولى الجرىء بتحديد الحد الأقصى بالعدل بين الوزارات فمن المعلوم أن البلاد لاتتقدم الا بالتنمية والمشاريع الاقتصادية والعدل الاجتماعى ومحاربة الفساد والفاسدين سدد الله خطاك واعانك على محاربة الفساد ومزيد من التنمية الاقتصادية.