القى الشيخ نشأت زارع امام وخطيب مسجد سنفا التابع الى مركز ومدينه ميت غمر خطبة الجمعه اليوم الموحده " الإسلام دين البناء والتعمير " حيث قال الإمام " شاءت ارادة الله عزوجل ان تكون الدنيا دار عمل واسباب وسنن ونواميس لاتتبدل ولا تتغير ولاتجامل أحدا لدينه أو لعرقه أو لجنسه أو لونه، وإنما تجامل من احترم سنن الله الكونية، وقانون الأسباب في الأرض وان السماء لاتمطر ذهبا ولا فضة وان عصر المعجزات انتهى وان بناء الدول والاوطان ليس بالاحلام والتمنى والنوايا الطيبة وانما بالعمل والعرق والانتاج وتنفيذ كلام القران (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .........) .
كما ان القران جعل من أعظم المقاصد من سبب وجود الانسان فى الارض هذه الاية (( هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها )) اى طلب منكم عمارتها فعمارة الارض ونفع الانسانية عبادة نتقرب بها الى الله لاتقل عن فريضة الصلاة والعبادات الشعائرية .
والقرآن الكريم اشتمل على أكثر من 360 آية غير الأحاديث تحث على العمل، وكان نبينا ص يستعيذ بالله من العجز والكسل لأنه يعلم أن الإنسان إنما جاء لعمارة الأرض . فهو الذى قال (( اذا قامت الساعة وفى يد احدكم فسيلة فان استطاع ان لايقوم حتى يغرسها فليغرسها )) بمعنى ان القيامة على الابواب ومنطقيا يكون التوجه صلى ركعتين او استغفر او توب او شيء من هذا القبيل لكنه قال لك ازرع الشتلة وابنى وعمر الى اخر نفس فى الحياة ان ثقافة انتظار حلول السماء وانتظار المعجزات ثقافة دخيلة على الفكر الاسلامى الصحيح والسنن وقانون الاسباب لايجامل المسلم لانه مسلم بل هناك دولا فى العالم ملحدة ودول تعبد بوذا وتعبد البقر ومتقدمة حضاريا ودخل الفرد فيها مرتفع لان عندهم وعى بثقافة العمل والاسباب وكثير من بلاد المسلمين تقبع تحت الفقر والعوز والحاجة والعنف لانهم لايقدسون العمل والعلم والاسباب .
وبذلك نقول ان احترام قانون السنن والاسباب ايضا عبادة نتقرب بها الى الله . سيدنا عمر رأى رجلا في المسجد في غير وقت الصلاة قال له من ينفق عليك قال أخى قال أخوك أفضل منك، وأعبد منك فمن أعظم صور العبادات العمل و السبب الرئيسي في تدهور أحوال المسلمين الآن هو عدم تقديس العمل وعدم الوعى بقوانين الدنيا ونواميسها وهم يظنون أن الله سوف ينزل عليهم بركات من السماء والأرض وهم قعود بدون عرق وتعب وكدح إن الأمم والأوطان تتقدم بالعمل، ويتوقف مصيرها ومصير تقدم الامة على تقديس العمل واتقانه والأيمان به فالعامل اليابانى يعمل 8 ساعات والألمانى 7 وعندنا متوسط عمل العامل 20 دقيقة لذلك حالنا يدل على ثقافتنا نحو العمل والإنتاج .
والاسلام يريد من المسلمين ان يكونوا اصحاب فضل على البشرية وان تكون ايديهم هى التى تعطى ولا تكون عالة على احد فاليد العليا خير من اليد السفلى وخير الناس انفعهم للناس وخلى بالك من اللفظ للناس وليس للمسلمين فقط .
مقاصد الاسلام واياته واحاديثه الصحيحة والسنة الفعلية للنبى وما وجه اصحابه وامته اليه ان تكون الامة دائما هى امة العطاء للاخرين وبذلك تكون اعظم دعوة للاسلام لكن ان يكون هذا حالنا نستورد طعامنا ودوائنا وسلاحنا وكل احتياجتنا من الاخرين من القمر الصناعى حتى الطعمية ونقول للعالم نحن خير امة وهيصدقونا طيب بامارة ايه . لذلك لابد ونحن فى بداية عام جديد ننشد فيه ان يكون عام تغيير ثفافتنا الى تقديس العمل والعلم والبناء والانتاج ونفع الاخرين دون النظر الى العقائد ولا العرق ولا الجنس بل ننفع الانسان ايا كان . واتمنى وادعوالله ان يكون عام 2016 عام خير وعام القضاء على الارهاب بنوعيه المادى والفكرى والقضاء على الدواعش ماظهر منهم وما بطن الذين لوثوا البشرية واشبههم باسلحة الدمار الشامل .
وأخيرا وهو أهم عنصر فى الخطبة اليوم ان البناء الذى ينشده الاسلام والانسانية له شقين بناء مادى وهو بناء المصانع والمشاريع وتصليح الاراضى وزراعتها الى اخره من مشاريق كبيرة وصغير وقومية فى كل مجالات الحياة وبناء معنوى وهو بناء العقول والافكار لان لاهذا ينفع بدون ذاك ولا العكس بل هما جناحى استقرار الوطن فهل هناك طائر يستطيع ان يطير بجناح واحد بالطبع لا .
بل لا ابالغ اذا قلت لكم ان بناء العقول السليمة والافكار هى التى تساهم فى البناء المادى . وان البناء المادى بدون بناء للعقل والفكر يكون الوطن معرضا فيه للاختراق والضياع والعنف والقبلية وامراض وفيروسات التدين المغشوش والمنطقة من حولنا تشهد بذلك ومثال واحد لما اقول دولة بجوارنا من اغنى الدول عدد سكان 5 مليون وبترول ومساحات واسعة وهى ليبيا انتشرت فيها جماعات الخراب التى تقول عن نفسها اسلامية ماذا كانت النتيجة كل جماعة استولت على بلد وكل جماعة تحارب الاخرى وتم تخريب الوطن وعادوا الى عصور الجاهلية والظالم هذا مثال للبناء المادى دون البناء الفكرى والعقلى الذى يحصن ابناء الوطن من الانزلاق مع جماعات الشر والخراب.
ولأن الانسان اذا لم يتربى فكريا وعقليا بسهولى يلبس حزام ناسف ويفجر نفسه ويكون غنيا وميسورا ولكن لم يتربى فكريا لذلك اطالب الدولة بالاهتمام بهذه الجزئية لان اهمالها له عواقب خطيرة على الوطن بل هى اسقطت اوطانا وانتشر هذ الوباء فى العالم كله.