قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بالدقهلية، إن حضارات الأمم تقاس بما تركت من علم وعمل ينفعها وينفع البشرية، مشيرا إلى أن الإنسان لكى يعرف قيمة العمل والعلم عليه أن يعرف أن الغاية من وجوده على الأرض هو عمارة الأرض، وعمارة الأرض لا تكون إلا بالعلم والعمل، لافتا إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يستعيذ بالله من العجز والكسل، ومن الهم والحزن، ومن غلبة الدين وقهر الرجال، مؤكدا أن واحدة من هذه الصفات تكفى لتراجعنا عن العالم. وقال الخطيب، إن سبب تخلفنا عن الأمم الأخرى، لأن تلك الأمم قدست العمل فتقدموا بالعرق والتعب والعمل، لافتا إلى أن هذه هى الدنيا التى لا تجامل أمة كسولة وفقيرة ومتسولة لطعامها ودوائها وسلاحها ومنتجاتها، ولا تستطيع حفظ كرامتها فى عالم اليوم. وقالها سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللهم ارزقنى وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة"، وقد قال النبى، صلى الله عليه وسلم، لرجل فى المسجد جالس للعبادة "من الذى يطعمك؟ قال آخى، قال له أخوك أعبد منك، وأفضل منك" وكان النبى صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب، ويحث أصحابه على ثواب العمل. وأشار الخطيب إلى أن من أسباب الفقر الذى نعيشه، هو عدم الدراية بأهمية العلم والعمل، لافتا إلى أن الأمم المتقدمة يعمل العامل فيها متوسط 7 ساعات، بينما يقدر معدل وقت العامل فى بلدنا بمتوسط 20 دقيقة، فشىء طبيعى أن يكون حالنا هكذا. وقال الخطيب، انظروا إلى اليابان التى لا تمتلك أى موارد طبيعية وتتكون من عدة جزر فى البحر، ورغم تدمير بلادهم بالقنابل الذرية إلا أنهم نجحوا فى تأسيس أعظم اقتصاد فى أقل من 70 عاما لأنهم يقدسون العلم والعمل، ونحن العرب الذين نملك الموارد والإمكانيات والأرض الخصبة والمياه والبترول نتسول غذائنا ودواءنا من الآخرين، ونعيش عالة على العالم، بسبب عدم تقديس العلم والعمل، لذلك لا أمل ولا تقدم ولا احترام لنا من الآخرين، إلا بتقديس العلم والعمل والعدالة الاجتماعية. واختتم الخطيب كلامه، قائلا، هناك من يمنيك أنك بحفاظك على الصلاة والعبادات وحفظك القرآن فإن الله سوف يرسل لك السماء مدرارا ويمددك بأموال وبنين ويجعل لك جنات ويجعل لك أنهارا، وأن الله يذلل لك كل المعجزات على الأرض، مؤكدا أن تلك خطيئة كبرى، لأن الدين لا علاقة له بالتقدم والتخلف، فهناك دول تعبد البقر ومتقدمة جدا، وهناك دول ملحدة متقدمة، وهناك دول تعبد بوذا ومتقدمة، وهناك دول مسلمة ومع ذلك متخلفة، فالتقدم أسباب وسنن وعلم وكفاءة وتجارب.