تناول الكاتب اليساري الإسرائيلي "غدعون ليفي" الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في قطاع غزة جراء العملية الإسرائيلية على القطاع "الجرف الصامد" في مقاله بصحيفة "هآرتس"، وقال ليفي عندما الأطفال الفلسطينيين الخمسين الأُوَل في غزة لم يطرف جفن لإسرائيلي، بل إنهم كفوا عن عد الأطفال بعد الطفل المئة، ثم اتهموا حماس بقتل الأطفال مع الطفل ال200، مع الطفل 300 اتهموا الآباء، ثم اختلقوا الأعذار بعد الطفل ال400، ثم لم يعد أحد يهتم بعد الطفل ال478، ثم جاء نبأ مقتل الطفل الإسرائيلي الأول فتزلزلت إسرائيل. وأعرب ليفي عن اندهاشه من تفاعل الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي حول مقتل الطفل "دانييل تريغرمان" 4اعوام، قائلا، "أصبح للموت فجأة وجه وقميص وعينان زرقاوان حالمتان وشعر أشقر وجسم صغير لن يكبر أبدا. وأصبح لموت طفل صغير فجأة معنى ومزلزلا، هذا إنساني ومفهوم ومؤثر، لكن الذي لا يعقل هو الرد الإسرائيلي على قتل الأطفال الفلسطينيين، ولكننا لو كنا في عالم أفضل لكان من اللازم إبقاء الأطفال خارج لعبة الحرب القاسية، ولو كنا في عالم أفضل كنا سنرتاح من فهم بلادة الحس المطلقة أمام قتل مئات الأطفال، الذين هم ليسوا منا وليسوا اطفالنا، ولكننا نحن من قتلهم، "إن حائطا حديديا من الانكار وعدم الإنسانية يحمي الإسرائيليين من أعمالهم المخزية في غزة، ولكن هذه الاعداد صعبة الهضم، فمن الممكن القول أن مئات الرجال القتلى كانوا "مشاركين في الحرب"، ويمكن القول أن مئات النساء كن "دروعا بشرية"، ويمكن الزعم بأن الجيش الأكثر اخلاقا في العالم لم يقصد قتل الأطفال، لكن ماذا نقول عن 500 طفل قتلوا؟، هل يمكن أن نقول إن الجيش الإسرائيلي لم يقصد قتلهم 500 مرة؟، وإن حماس اختبأت وراءهم جميعا؟ وإن ذلك الأمر يُحلل قتلهم؟ قد تكون حماس اختبأت وراء عدد من هؤلاء الأولاد لكن إسرائيل تختبيء الآن وراء دانييل تريغرمان، الذي اصبح قتله تغطية لكل خطايا الجيش الإسرائيلي في غزة، فلقد قالوا في إسرائيل عن قتل الطفل الإسرائيلي أنه "قتل متعمد"، وسمى رئيس الوزراء قتله "إرهابا"، بينما المئات من أطفال غزة في قبورهم الجديدة ليسوا ضحايا قتل ولا إرهاب. وقال ليفي علينا، أن نعترف بحقيقة اننا نرى أطفال الفلسطينيين كالحشرات، فحينما يُباد خلال شهر ونصف مئات الأطفال، لتجتمع جثثهم تحت الانقاض، والمشارح بل وفي ثلاجات خضراوات لعدم وجود مكان بثلاجات المشارح، حينما يحمل الأباء جثث صغارهم، وعندما تخرج الجنازات غادية رائحة 500 مرة، كان على الإسرائيليين أن يعلموا أنه ليس هناك طفل يحل قتله، وآخر يحرم قتله، فهناك مئات الأطفال الذين قتلوا عبثا، ولايعني إسرائيل مصيرهم، بينما قتل طفل واحد، واحد فقط، يتحد الشعب الآن حزنا لموته.