الإغماء هو فقدان مؤقت للوعي بسبب انخفاض في تدفق الدم إلى المخ. ويكون الإغماء مصحوبًا بسقوط المريض، إذا كان واقفًا أو جالسًا، وبعد ذلك يسترجع المريض وعيه تلقائيًا. وعادة ما يصاحب الإغماء ضعف عام في عضلات الجسم، وعدم القدرة على الوقوف أو الجلوس لمدة زمنية قصيرة، تتراوح بين عدة ثوان وحتى دقائق معدودة. وقد يكون الإغماء حميدًا، إذ ينتج عن انخفاض غير طبيعي في سرعة القلب وتوتر الاوعية الدموية، أو يكون مرضيًا نتيجة لاضطراب نظم نبض القلب. أسباب الإغماء أسباب الاغماء متعددة، وهي: انخفاض ضغط الدم والتوتر العضلي بالتزامن مع نتاج قلبي طبيعي، ولكنه غير كاف عند انخفاض ضغط الدم. كما يحدث بسبب بطء نبض القلب والذي يؤثر سلبا على قدرة الجسم على الحفاظ على ضغط دم سليم وتزويد المخ بكمية كافية من الدم. الإغماء الموضعي: يحدث الاغماء الوضعي لدى الاشخاص الذين يعانون اضطرابا مزمنا أو حادا في المنعكس المحرك الوعائي، فانخفاض ضغط الدم لدى هؤلاء المرضى، أثناء الوقوف، ينجم عن انعدام المنعكسات التي تؤدي في الوضع الطبيعي إلى انقباض الاوعية الدموية في الرجلين. يحدث الاغماء عند الوقوف بشكل مفاجئ أو سريع، بالانتقال من الاستلقاء إلى الجلوس وخاصة بالانتقال من الاستلقاء إلى الوقوف. هذا الاغماء هو نموذجي بعد الاستلقاء المتواصل في اعقاب مرض أو جراحة، ولدى مرضى السكري، المدمنين على الكحول والمرضى الذين يعانون من إصابة في الجهاز العصبي الانباتي وفي المنعكسات المسئولة عن انقباض الاوعية الدموية عند النهوض. قد يحدث مثل هذا الاغماء لدى المسنين أثناء التبول، خاصة بعد النهوض. االاغماء الظرفي: ويعني وجود: خلل في ملء البطين الايمن نتيجة لقصور قلبي ويمكن أن يؤدي إلى الاغماء عند السعال، أو أثناء مناورة فولسالفا (الغطس في المياه الباردة، بذل الجهد أثناء التبرز، والتبول)، أو في مرحلة الحمل المتقدمة التي تؤدي إلى الضغط على الاوردة الموجودة في البطن. الإغماء الناتج عن مشكلة قلبية: يحدث الاغماء النابع من مشكلة قلبية نتيجة لانخفاض فجائي في نتاج القلب، والذي غالبا ما يكون نتيجة لاضطراب النظم القلبي غالبا ما يعاني المريض من أمراض أخرى في صمام القلب أو أمراض في الشرايين التاجية، أمراض في الاوعية الدموية في المخ أو من فقر الدم. الاحصار الاذيني البطيني واضطرابات في جهاز التوصيل في القلب وهي أسباب شائعة للاغماء الناتج عن مشكلة قلبية. أمراض الاوعية الدموية في المخ: نقص في تدفق الدم إلى المخ يؤدي إلى الاغماء، وخاصة في حال انخفاض تدفق الدم في الشرايين الفقرية القاعدية المسئولة عن تزويد الدم لمراكز الدماغ المسئولة عن حالة الوعي. علاج الإغماء لدى الاشخاص الذين يعانون من حالات متكررة من فقدان الوعي، يوصى بالامتناع عن ممارسة الرياضات الخطرة مثل تسلق الجبال، الطيران، أو السباحة من دون مرافق. أثناء الاغماء يجب وضع المريض على ظهره وتوجيه وجهه جانبا لمنع الاختناق. وبشكل عام العلاج هو علاج ظرفي، حيث يهدف العلاج إلى منع المحفز المسبب لفقدان الوعي. إذا كان الاغماء ناتجا عن نقص ضغط الدم الوضعي، يوقف العلاج بالادوية، التي قد تكون سببا للاغماء، وأيضا يوصى المريض بالامتناع عن النهوض الفجائي أو الانتقال الحاد من الاستلقاء إلى الجلوس. ويوصى المختصون المرضى الذين اصيبوا بالاغماء نتيجة لمحفز وعائي مبهمي، بتجنب المواقف التي ادت لاغمائهم في الماضي (مثل التبرع بالدم، والتواجد في حمام البخار).