وفقا لدراسة نُشرت مؤخرا، فإن الماديات تؤثر سلبا على العلاقة الزوجية، وخصوصا عندما يحب كلا الشريكين شراء ملابس تحمل علامات تجارية(الماركات) أو أجهزة حديثة. رغم أن عالمنا مشبع بالرسائل التي تشجع المادية، يجب أن نتذكر ما هو مقياس الحب الحقيقي؟! ولكن دراسة حديثة كشفت أن مقولة "السعادة لا تشترى بالمال" صحيحة للغاية؛ فهذه السلع بالفعل لن تشتري لكم الحب والعاطفة، وهي ليست مقياس الحب الحقيقي. وفقا للدراسة، فإن الازواج الماديين الذين يحبون انفاق أموالهم على الملابس ذات العلامات التجارية، المطاعم الفاخرة واحدث الأجهزة الموجودة في السوق، هم اقل سعادة ويتشاجرون أكثر من الازواج الذين يولون أهمية اقل للنقود، مما يثبت أن المال وحده فعلا ليس مقياسا للحب الحقيقي. هل الماديات هي مقياس الحب الحقيقي؟ أجرى باحثون استفتاء لنحو 1700 زوج وزوجة في جميع انحاء الولاياتالمتحدة، وقد طلب منهم الاجابة عن الاسئلة التي تتعلق بموقفهم حيال قيمة العلاقة الزوجية وكل ما يتعلق بالمواضيع المادية، والعلاقة العاطفية، والتواصل، وتعريف مدى أهمية الشراكة بين الزوجين ومفهوم الزواج. إضافة إلى ذلك، تم سؤالهم عن طبيعة علاقتهم وما هو مدى تقييمهم للمال وامكانية استغلاله لشراء الاشياء من وجهة نظر كليهما. حيث لاحظ الباحثون أن الازواج الذين يكون فيهم أحد الزوجين ماديا والآخر لا، سيواجهون المزيد من المشاكل في علاقتهم وسيبدون انخفاضا شديدا في رضاهم عن الزواج وطبيعة العلاقة ومدى استقرارها، مقارنة بالازواج الذين لديهم اهتمامات مالية مشتركة ومتشابهة. وكانت خلاصة الدراسة أن الازواج الذين يكون فيهم كلا الزوجين ماديين على وجه التحديد هم اولئك الذين يعانون أكثر الصعوبات والمشاكل في علاقتهم. حيث تم تقسيم مستويات الاهتمامات المادية بين المشاركين بالاستفتاء إلى: 58.7 % من المشتركين اظهروا مستويات مرتفعة أو منخفضة من المادية. من ضمنهم: - لدى 24.1% من الازواج كان كلا الزوجين غير ماديين. - لدى 34.1% من الازواج كان كلا الزوجين ماديين. اما باقي الازواج فقد اظهروا مستويات مختلفة من الاهتمامات المادية لدى كل واحد من الزوجين. ومن إجمالي المشاركين فإن خمس الازواج الذين اشتركوا في هذه الدراسة كانوا من الازواج الذين لديهم اهتمامات مادية جدا. وفقا لنتائج الدراسة وخلافا للاعتقاد الشائع بات واضحا أن الزواج بين شخصين يحبان المال لن يكون أكثر نجاحا من الزواج بين شخصين يكون احدهما مادي فقط. اعترف خمس الازواج بحبهم للنقود، وبأن النقود هي المصدر الرئيسي لتولد المشاكل في العلاقة. وعندما سئلوا عن استقرار علاقتهم وتردد الخلافات بينهم، حصل الازواج الماديون على درجة منخفضة جدا، 10-15% مقارنة مع الازواج الذين اجابوا بان المال ليس مهما جدا بالنسبة لهم. أشار الباحثون إلى أن الازواج التي بها كلا الزوجين ماديين كانت في أسوأ وضع تقريبا وفق كل مؤشر تم فحصه. وذلك لأنهم يضعون العلاقة الزوجية في أدنى مكان في قائمة الأولويات ويمنحونها قدرا اقل من الاهتمام مقارنة بالازواج الذين يهتمون بشكل اقل بالنقود والممتلكات. لاحظ الباحثون أن الازواج الماديون اظهروا نموذجا واضحا لسوء التواصل، عدم القدرة على حل مشاكل علاقتهم واستجابة منخفضة للزوج. وقد أشار خبراء آخرون إلى أن السمات الشخصية النموذجية للاشخاص الماديين جدا هي تلك التي تؤثر على نظام الزوجية. ويقول اخصائيو علم النفس إنه غالبا ما يكون الاشخاص الماديون انانيون أكثر ويهدفون إلى لفت انظار الآخرين. وفقا للدراسات التي اجريت في هذا المجال، فان الاشخاص الماديون للغاية معرضون أكثر للمعاناة من الخوف والاكتئاب، كما أن كفاءة علاقتهم الزوجية غير جيدة وخاصة إذا كانت لديهم ثقة منخفضة بالنفس. هذه الصفات هي التي تسبب المشاكل بين الزوجين. واقترح الباحثون سببا آخر ممكن للمشاكل العديدة المندلعة بين الزوجين الماديين وهو انفاق أكثر مما يتيح الدخل المشترك للزوجين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراكم الديون والضغط المادي، وبالتالي فقد تتاكل العواطف وتضعف العلاقة الزوجية. وكذلك فقد يؤدي تركيز أحد الزوجين على المال إلى شعور الاخر بالهجر والحزن. إذا فخلاصة الدراسة وما تم إثباته هو أن المال وحده أو المادة ليست مقياسا أو دليلا على الحب الحقيقي ونجاح العلاقة بين الشريكين.