اعتاد أهالي الوادي الجديد، منذ زمن طويل، على تناول وجبات معينة في الأعياد والمناسبات الخاصة والعامة، ولكل قرية أو واحة في الوادي الجديد عادات معينة، خاصة في الطعام المرتبط بالمناسبات العامة. وأعتاد الكثير من أبناء المحافظة، على تناول "عيش السعادة" والتمر والمشمش الناشف وليس المجفف، في معظم أيام عيد الفطر المبارك، خاصة في موائد الإفطار الخفيفة، بينما لا تخلو مائدة من "الممبار المحشو بالكبد" في وجبة الغداء عند العديد من أبناء الوادي الجديد. ويقول محمد حسن، من الخارجة، إننا اعتدنا دائمًا أن تقوم النساء بخبز "عيش السعادة" مع الكحك العادي قبل العيد بيومين، حيث يقوم الرجال بإحضار شوالات الدقيق للنساء في آخر يومين من شهر رمضان استعدادا لخبز العيش أو كحك السعادة، وهو عبارة عن مخبوز من الدقيق يشبه العيش الشمسي العادي المعروف لدى أبناء المحافظة، ولكن يتم خبزه بالسمن البلدي ويترك مجوف في المنتصف، وكثيرًا يتم خبزه في أيام الأفراح ليقدم للعرائس. وتقول روحية محمد، من أبناء باريس، إن الكحك أو عيش السعادة يقدم على موائد الإفطار مع التمر ومشروب المشمش الناشف وليس المجفف، وهو المشمش الذي يتم وضعه لفترات طويلة في الشمس حتى يجف، وهو يختلف عن المشمش المجفف والذي يستخدم في "الخشاف"، وتعتبر وجبة الكحك مع التمر ومشروب المشمش من الوجبات المفضلة لدى العديد خاصة في مركز باريس وقراه. ويؤكد محمد صلاح، من الخارجة، أن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي بالمحافظة، هو تقديم "طبليات" أو موائد عليها أطعمة خفيفة في فترة الصباح، مكونة من الكحك البلدي أو العيش الشمسي والجبن لعابري السبيل، خاصة في المناطق القديمة والأحياء الشعبية بالخارجة، بينما يتم تقديم موائد عليها "الملوخية" أو "الويكا" وهي خضار "البامية"، إضافة إلى الكحك والعيش مع اللحوم المحمرة في موائد بالشوارع والميادين، ليتناول منها عابرو السبيل والمسافرون. ويشير المهندس صلاح السيد، مدير عام التموين بالوادي الجديد، إلى أن المحافظة تستهلك كميات كبيرة من الدقيق أكبر من الاحتياجات الفعلية لعدد السكان الذي لا يتجاوز 250 ألف نسمة، وذلك بسبب الموروث لدى أبنائها من أعمال المخبوزات في المواسم والأعياد.