تناول كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم/الخميس/ عددا من الموضوعات على رأسها حادث "الفرافرة"الإرهابي، والعدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، والصورة التي قدمتها مسلسلات رمضان هذا العام عن العشوائيات. وقال الكاتب محمد بركات في مقاله (بدون تردد) صحيفة "الأخبار" إن الجريمة الإرهابية الغادرة التي تعرضت لها مجموعة من أفراد القوات المسلحة عند واحة "الفرافرة"، تفرض علينا أن ننظر بوعي وواقعية إلي حقيقة ما تتعرض له مصر من مؤامرة دنيئة، تستهدف كسر إرادتها وتعويق حركتها للمستقبل، والنيل من أمنها واستقرارها. ولفت الكاتب إلى ضرورة أن ندرك أن الحرب الشرسة التي تخوضها ضد الإرهاب في سيناء وبقية المحافظات، هي حرب طويلة تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزة الأمن في مواجهة قوي الشر والظلام وجماعات التكفير والتطرف والإرهاب والقتل والدمار. ونبه الكاتب إلى أنه من الخطأ أن يتصور أحد منا أن ما تخوضه مصر الآن، هي فقط،...، حرب محدودة مع قوي وفلول جماعة إرهابية محلية، فهذا تصور خاطئ، لان مصر تواجه بالفعل هجمة شرسة وحربا شاملة، علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية أيضا. وأوضح أن القراءة المتفحصة للواقع والمدققة فيما جري ويجري منذ الثلاثين من يونيو، وإسقاط الشعب لسيطرة الجماعة ومرشدها علي السلطة والحكم، تقول بوضوح، أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مصر، هي نتاج مؤامرة واضحة المعالم والأركان، لها أطرافها المحلية والإقليمية والدولية، المتمثلة في فلول الجماعة الإرهابية وتنظيمها الإقليمي والدولي، بدعم وتورط كاملين من تركيا وقطر وتابعتهما حماس، وبتنسيق شامل مع إسرائيل في ظل رعاية ومباركة أمريكية،... ولكل أهدافه التي يسعى لتحقيقها من وراء المؤامرة علي مصر، وهو ما بات واضحا وجليا. على صعيد أخر تناول الكاتب عماد الدين أديب "أزمة النخبة السياسية فى مصر" في مقاله(بهدوء) بصحيفة "الوطن"، وقال: هي «محاولة المزايدة» بدلاً من السعي للإنجاز.. أزمة النخبة في مصر هي كيفية تسهيل المواقف المستحيلة التى يعرف أصحابها أنها لن تؤدى إلى شيء والمزايدة الكبرى على الذين يحاولون التوصل إلى نتائج عملية. وأضاف: أزمة النخبة في مصر أنها تحاول بيع كلام إلى الرأى العام بصرف النظر عن جدوى أو حقيقة هذا الكلام..مثلاً اطلب من الحكومة تحقيق العدالة الاجتماعية كمطلب سياسي فى المطلق دون التفكير فى كلفة هذا المطلب أو التساؤل عن أسلوب تدبير الموارد اللازمة لتحقيقه.. مثلاً اطلب من الحاكم سريراً فى مستشفى لكل مواطن بصرف النظر عن قدرة الجهاز الإدارى على تحقيق ذلك. وتابع: مثلاً قم بالمزايدة على أجهزة الأمن إذا ما حدثت جريمة هنا أو سرقة هناك وكأننا نعيش فى زمن المدينة الفاضلة وكأن أعظم دول العالم لا تعانى من هذه المشاكل.. أطلب المستحيل دائماً بصرف النظر عن استحالة تحقيقه تصبح دائماً من أعظم رجال النخبة، وأهم رجال المعارضة. واستطرد: آخر مطالب النخبة هو مطالبة الحكومة بفتح المعابر مع غزة بصرف النظر عن دور حماس التخريبى للأمن فى مصر.. وآخر مطالب النخبة ضرورة قيام مصر بالتدخل لنجدة أهل غزة بينما تقوم حماس بتسليح وتدريب «أنصار بيت المقدس» التى أعلنت مسئوليتها عن قتل جنودنا فى واحة الفرافرة. ومنذ أيام اشتكت القوى الثورية من عدم السماح لها بدخول غزة لنصرة الشعب الفلسطينى دون حساب العواقب الخاصة بذلك، بدءاً من وقوع هذه النخب فى الأسر من داخل غزة بهدف المقايضة بهم، أو تعرضهم للاعتقال من قبل قوات الاحتلال أو سقوط صاروخ أو قنبلة على قوافلهم.. المهم ليس توصيل المساعدات، ولكن الأهم هو السب والتحريض على الحكومة والعسكر الذى «ثقب الأوزون»!. العدوان الإسرائيلي علي غزة وتوقع الكاتب مكرم محمد احمد في عموده(نقطة نور) بصحيفة"الأهرام" أن تتراجع العلاقة بين حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية في ظل أزمة العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، ويكبر الخلاف الراهن بين الجانبين إلي حد يدفعهما إلي فض شراكتهما الأخيرة وإنهاء حكومة الوحدة الوطنية. ولفت الكاتب إلى امتعاض الرئيس الفلسطيني محمود عباس من إصرار حماس علي القيام بمغامرات خاسرة دون علمه،اخرها خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم، وفتح معركة مريرة في غير أوان ترتب عليها استشهاد اكثر من 260فلسطينيا وإصابة اكثر من الفين،مقابل ضحيتين إسرائيليين احدهما مدني والاخر جندي.. وأعرب الكاتب عن اعتقاده ان موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي المبادرة المصرية ومشاركته في وضع خطوطها العريضة، زادت من ازمته مع حماس التي اتهمته بالخيانة لانه طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار دون اية شروط مسبقة حفاظا علي دماء الفلسطينيين. واستنبط الكاتب ان إسرائيل وحماس تتفقان علي ضرورة فصل غزة عن الضفة، علي أمل ان تقوم في غزة دولة فلسطينية تحكمها حماس بشروط إسرائيلية أمريكية تم الاتفاق عليها مع جماعة الإخوان المسلمين ابان حكمها لمصر، بينما تبقي الضفة نهبا لأطماع إسرائيل وإصرارها علي بناء المستوطنات, لكنه عشم إبليس في الجنة لانه ما من حل للمشكلة الفلسطينية يضمن استقرار الشرق الأوسط سوي قيام دولة فلسطينية علي ارض الضفة والقطاع. وفي مقاله(معا) بصحيفة"المصري اليوم" قال الكاتب عمرو الشوبكي، إن معركة الشعب الفلسطينى مع الاحتلال الإسرائيلى تحتاج إلى مقاومة، ولكنها ليست بالضرورة ما تقوم به حماس فى مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، لأن المقاومة المسلحة هى خيار ضمن خيارات أخرى قد تضطر الشعوب إلى القيام بها من أجل نَيْل استقلالها وأضاف: أن المقاومة ليست مجرد صاروخ يلقى أو عملية انتحارية، إنما هى استراتيجية متكاملة يتوافق عليها شعب بأكمله حين يقرر أن ينتقل من المقاومة السلمية والانتفاضات الشعبية إلى المقاومة المسلحة، خاصة فى ظل الواقع الفلسطيني الذى يدفع فيه الأبرياء ثمناً باهظاً دون أى انتصار حقيقى على إسرائيل. وتابع: أن الحقيقة أن حماس اعتادت أن تدخل فى مواجهات مسلحة، وتعلن أن ما تقوم به هو مقاومة ضد المحتل، ولكنه لم يسفر عن أى تغيير فى موازين القوى بين الجانبين العبرى والفلسطينى، ولا فى نَيْل دعم حقيقى لصالح القضية الفلسطينية، ولا فى دفع إسرائيل إلى وقف الاستيطان والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وهو ما جعل البعض يرفض خيار المقاومة المسلحة من حيث المبدأ وبشكل مطلق. والمؤكد أن تعامل مصر مع موضوع المقاومة فى فلسطين قد تأثر بحالة الانقسام التى شهدتها البلاد بعد سقوط حكم "الإخوان"، فقد أسقط القطاع الأغلب من مؤيدى الإخوان موقفهم الرافض النظام الجديد على القضية الفلسطينية، بحيث لم تصبح حماس ضحية أخطائها والعدوان الإسرائيلى، إنما المبادرة المصرية التى اعتبروها متواطئة مع العدو الإسرائيلى، وكأن محمد مرسى قدم مبادرة مختلفة فى شىء عما قدمه السيسى.. صحيح أن هناك بعض مؤيدى النظام الجديد وبعض الإعلاميين والسياسيين لم يعارضوا، ولو فى داخلهم، العدوان الإسرائيلى مادام يستهدف حركة حماس ويضعف من قوتها، واعتبروا أنها عدو لا يقل خطراً على مصر من إسرائيل، وساوت نظرة قطاع من المصريين بين تجربتهم المريرة مع الإخوان وبين مقاومة حماس، وتحولت مناقشة موضوع المقاومة واستراتيجياتها وأيضا إخفاقاتها إلى نوع من الشماتة السياسية المتبادلة دفع ثمنها الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى. وخلص إلي أن معضلة قراءة ما يجرى فى غزة أنه ضحية الاستقطاب السياسى على الساحة المصرية، فلم ير كثير من الإسلاميين أن هذا الأسلوب من المقاومة قد جرب وفشل وسنظل نجربه وسيفشل بصرف النظر عن الهوية السياسية لمن يقوم به، ولن يدفع ثمنه إلا الأبرياء والمدنيون.. إن من يريد أن يصنع مستقبلا جديدا للمقاومة فى فلسطين عليه أن يبدأ بدعم حكومة الوحدة الوطنية وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة وإنهاء مشروع الإمارة الإخوانية، ووضع الضفة الغربية والقطاع فى مسار ومصير سياسى واحد، وقبل البدء فى محاربة المحتل بالسلاح يجب أولاً ألا يحل المقاومون خلافاتهم بالسلاح، ويؤسسوا لنموذج سياسى يحترم التنوع الداخلى ويحترم الشعب الفلسطينى ويقاوم المحتل، وهو عينه على الحاضنة الشعبية وعلى المكسب والخسارة اللذين يحققهما قبل إطلاق أى صاروخ على إسرائيل. من جانبه، قال الكاتب عماد الدين حسين في مقالة(علامة تعجب) بصحيفة "الشروق" ما أعرفه شخصيا أن كراهية إسرائيل ورفض سياستها التوسعية هى تقريبا الشىء الوحيد الذى يكاد المصريون على اختلاف انتماءاتهم يجمعون عليه. وأضاف: حتى أكثر المختلفين مع جماعة الإخوان وحماس وسائر فصائل تيار الإسلام السياسى.. وفى أحاديثهم الخاصة يكرهون إسرائيل أكثر بكثير، وبالطبع نستثنى النماذج الشاذة والمريضة.. إذا كان الكثير من السياسيين الأوروبيين يتحدثون عن إسرائيل بقرف فى أحاديثهم الخاصة، فهل نتوقع من السياسيين المصريين بغض النظر عن انتمائهم ان يتعاطفوا مع هذا الكيان العنصرى؟!. وتابع: وحتى حسنى مبارك الذى يصفه الإسرائيليون بأنه كان كنزهم الاستراتيجى فأظن أنه صادق الإسرائيليين حفاظا على حكمه ورغبة فى توريث ابنه من بعده، وليس حبا فى الصهاينة أو عمالة لهم، ومن الثابت ان مبارك كان "يسبهم" فى جلساته الخاصة، لكن سياسات نظامه للأسف هى التى جعلتهم يعربدون فى المنطقة بالطول والعرض.. السؤال هو: إذا كان الأمر كذلك فما الذى يدفع البعض للقول بأن الحكومة المصرية منحازة للعدوان الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى غزة؟! واستطرد: بطبيعة الحال يصعب بل يستحيل ان تنحاز أى حكومة مصرية إلى العدو، وبالتالى علينا أن نسأل السؤال الجوهرى وهو: لماذا وصل إلى البعض هذا الشعور؟!.. هناك مجموعة من الأسباب أولها الدعاية الإخوانية النشطة بتصوير مصر وكأنها انحازت للعدو، والمحاولات التركية القطرية مع حركة حماس، لرفض أي اقتراح مصري بالتهدئة حتى لا تجنى الحكومة أي مكاسب سياسية دولية. السبب الثاني هو أن الحكومة المصرية أخطأت بالفعل حينما لم تتشاور مع حركة حماس عبر أي قناة قبل اقتراح المبادرة المصرية للتهدئة.. طالما هناك مبادرة فكان المفترض أن أضمن الحد الأدنى من موافقة طرفي النزاع أو الأقل مشاورتهما، والطريقة التى تصرفنا بها كانت خاطئة تماما، وأعطت حماس الفرصة لتصور الأمر وكأننا نحاول إجبارها على الاستسلام. وقال : ان الإخراج السياسى والإعلامى للمبادرة كان كارثيا، فعندما تقبلها إسرائيل فورا وترفضها حماس وبقية فصائل المقاومة، كان ينبغى على الحكومة المصرية الإعلان فورا بأنها منفتحة على أى تعديلات، بدلا من الإصرار عليها، ما مكن ماكينة جماعة الإخوان الإعلامية من تصوير الأمر وكأنه مؤامرة ضد المقاومة.. أخطأنا أيضا فى تأخير فتح معبر رفح وكان علينا فتحه فورا للحالات الإنسانية والمصابين مع الاستمرار فى التدقيق على أى حالات قد تهدد الأمن القومى. واضاف: أخطأنا أيضا فيما يتعلق بقافلة الإغاثة التى كانت متوجهة لغزة.. كان ينبغى السماح لها بالدخول أو منعها تماما من البداية.. وجهة نظر الحكومة أنها تخشى تعرض القافلة لصاروخ طائش من إسرائيل أو نيران من أطراف مجهولة من أجل «لخبطة كل الأوراق» وتوريط مصر..وإذا كانت هذه التخوفات صحيحة، فلماذا سمح للقافلة بالتحرك أساسا؟!. أخيرا، فإن بعض الأصوات الجاهلة والمنفلتة والمتحللة من كل قيم عروبية أو إسلامية أو أخلاقية والأهم إنسانية أساءت إلى صورتنا كثيرا حينما فهمت ان الخلاف السياسي مع حماس معناه التبرؤ من القضية الفلسطينية ومن العروبة والإسلام، هؤلاء لا يدركون ان دفاعنا عن فلسطين هو دفاع عن امننا القومى قبل أى شىء. وخلص الكاتب إلي أن عدونا الرئيسى والأساسى وربما الوحيد هو إسرائيل.. كان ذلك قبل نشأة حماس أو فتح، وسيظل إلى ان تقوم الساعة أو تختفى إسرائيل أو ترتدع وتقبل بالقوانين الدولية، فإذا كنا قد أخطأنا فعلينا ألا نتمادى فى الخطأ.