يؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري أن سيناء كانت أول منطقة بمصر تضاء بنور الحضارة الإسلامية وتعاقبت العصور الإسلامية على سيناء وتحولت أرضها الطاهرة إلى منابر إشعاع حضاري من خلال آثار إسلامية عديدة الدينية منها والحربية والمدنية وتعددت أماكن الصلاة فمنها المسجد الجامع الذي يشترط فيه وجود المنبر لإقامة كل الصلوات وصلاة الجمعة والمسجد لإقامة الصلوات عدا صلاة الجمعة لعدم وجود منبر والمصلى وهو مكان مكشوف لصلاة القيام في رمضان وصلاة العيدين وله محراب يحدد اتجاه القبلة وكانت هذه المنشآت منابر لنشر الفكر الإسلامى المستنير ومدارس لفن العمارة والفنون الإسلامية. ويضيف د. ريحان أن أول هذه المساجد هو مسجد الوادي المقدس داخل دير سانت كاترين الذي بنى في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500ه 1106م ويؤكد ذلك أدلة أثرية دامغة منها وجود كرسي شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابى من عهد الإنشاء فيه اسم منشئ الجامع وهو أبي المنصور أنوشتكين الأمري نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله وكذلك نص محفور على واجهة منبر الجامع بالخط الكوفي يؤكد أن بناء الجامع كان في عهد الآمر بأحكام الله الموجود اسمه بهذا النص وتاريخ الإنشاء واسم منشئ هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالى عام 500ه وبنى الجامع داخل الدير ثمرة العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين التي بلغت ذروتها في العصر الفاطمي ليصلي فيه قبائل سيناء الذين يقومون بخدمة الدير من قبائل الجبالية نسبة لجبل موسى وكذلك القبائل خارج الدير وكان يمر به الحجاج المسلمون في طريقهم لمكة المكرمة وتركوا كتابات تذكارية عديدة ما زالت على محراب الجامع إلى الآن. ويتابع د. ريحان أن الجامع يقع في الجزء الشمالى الغربي داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة وتخطيطه مستطيل ينقسم لستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية من الحجر الجرانيتي المنحوت ثلاتة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه وله ثلاثة محاريب الرئيسي متوج بعقد ذي أربعة مراكز كالموجود في الجزء القديم من الجامع الأزهر وله منبر خشبي آية في الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمي الأول منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا ببني سويف والثاني منبر الجامع العمري بقوص وللجامع مئذنة جميلة من الحجر الجرانيتي تتكون من دورتين قطاعهما مربع تعانق برج كنيسة التجلي داخل الدير في منظر لا يتكرر ولن يتكرر إلا في مصر. ويوضح د. ريحان أن سيناء تحوي مساجد أنشئت داخل قلاع إسلامية أحدهم يقع داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا (567ه 1171م) كشفت عنه منطقة آثار جنوبسيناء للآثار الإسلامية حيث عثر على اللوحة التأسيسية باسم منشئ الجامع وهو الأمير حسام الدين بأجل بن حمدان كما تحوي القلعة مصلى مكشوف وفي قلعة الجندى الذي بناها صلاح الدين من عام 1183 حتى 1187م على الطريق الحربي الخاص به بسيناء 230كم من القاهرة كشف عن مسجدان منهم مسجد جامع ومصلى والمسجد الجامع له محراب آية في الجمال كتب في صدره بالخط الكوفى "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد" ويمثل المحراب كتلة معمارية ذات زخارف من إشعاعات كما تحوي قلعة رأس راية بطور سيناء 420كم من القاهرة التي تعود للعصر العباسي وأعيد استخدامها في العصر الفاطمي جامع شهير اكتشفته بعثة آثار يابانية تحت إشراف منطقة آثار جنوبسيناء مبنى بالطوب اللبن والحجر المرجاني وهو حجر أكثر صلابة ومقاومة للأملاح. وينوه د. ريحان للمساجد الأثرية بشمال سيناء مثل مسجد حصن الطينة 35كم شرق مدينة القنطرة شرق كشفت عنه منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية له ثلاثة محاريب والقلعة بناها السلطان الغوري 914ه 1158م وظلت عامرة حتى 1140ه وبنيت بالطوب الأحمر وجامع آخر كشفت عنه منطقة شمال سيناء بقرية قاطية وكانت قاطية مركزًا للجمارك بمدخل مصر الشرقى آواخر العصر الأيوبي والجامع مبنى بالطوب الأحمر وله مئذنة وأماكن للوضوء كما بنيت المساجد أعلى الجبال مثل الجامع الفاطمي على جبل موسى 2242م فوق مستوي سطح البحر والجامع الفاطمى على قمة جبل الطاحونة بوادى فيران 868م فوق مستوى سطح البحر الذي كشفت عنه بعثة آثار ألمانية تحت إشراف منطقة جنوبسيناء والجامع من حجر الجرانيت وأنشأه أبي المنصور أنوشتكين الآمري 500ه، 1106م كما ورد في نص كرسي الشمعدان بجامع الوادي المقدس.