نشرت صحيفة الإندبندنت في صفحتها الأولى تقريرا عن طفلة فلسطينية مصابة إثر قصف منزل مجاور لمنزلها. وقال مراسل الصحيفة "كيم سنجوباتا" إن مريم المصري طفلة فلسطينية ذات التسعة أعوام هي قرة عين أبيها لم يستطع أن ينجبها الا بالتلقيح الصناعي، ونقل المراسل قول والدها وهو في حالة انهيار تام:" "انها أهم ما في حياتنا، هي أغلى ما لدينا، لقد انتظرنا طويلا حتى ننجبها، والآن لا نعرف إذا كانت ستفيق مرة أخرى أم لا". وتابع قائلا:" إنها كانت تلعب في حديقة منزلنا حينما قصفت إسرائيل المنزل المواجه لنا اخترق الانفجار منزلنا ثم رأيت ابنتي تسقط على الأرض غارقة في دمائها". وأضاف المراسل أن مريم هي الطفلة الوحيدة لأسرتها، وكانت لا تخرج من البيت وقت القصف الإسرائيلي، وأنها واحدة من ضمن أطفال كثيرين سقطوا ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة. ويتراوح عدد قتلي الأطفال ما بين 21 و22 طفلا، فضلا عن 700 مصاب من الشباب والنساء، موضحا أن هناك قصصا أخرى لأطفال سقطوا بسبب القصف الإسرائيلي بينهم طفلان في الخامسة من عمرهما في عنبر مجاور لمريم ". وحذر أشرف قادري، مدير المعلومات في مستشفى الشفاء في غزة من الآثار الكارثية على حياة الشباب في حال استمرار دوامة العنف، متسائلا عن سبب استهداف إسرائيل للأطفال! ويقول سكان غزة: إن الصواريخ الإسرائيلية التي تستهدف منازل الناشطين تصيب الجيران أيضا وعلي الرغم من ادعاء إسرائيل غير ذلك بأن عمليات القصف تجري بدقة لاستهداف الناشطين فقط. يقول الكاتب إن الدكتور نبيل شرقاوي هو أحد الأطباء الذين يعالجون الأطفال في مستشفى الشفاء وينقل عنه القول إن علاج الأطفال "يحتاج إلى جهد معنوي كبير للتعامل معه. نحن أطباء لكننا أيضا بشر، ونرى حالات من الخوف الشديد لدى الأطفال بشكل مؤلم للغاية. مريم اصيبت في المخ. نأمل أن تعيش ولكننا لا ندري إذا كانت ستتمكن من الكلام أو المشي أو الرؤية مرة أخرى، وللأسف سنشهد المزيد من هذه الحالات. ويروي الطبيب المعالج للأطفال عن حكايات أطفال فقدوا أطرافهم جراء القصف، وعرض صورة لطفل صغير مصاب بجروح مرعبة وقال:" أفكر فيه دائما، عندما وصل إلى المستشفى أمس وكان يصرخ من شدة الألم حيث فقد ذراعيه وإحدى رجليه وكان بالرغم من ذلك واعيا بما يحدث من حوله، وكان يرجوني أن أوقف الألم. لكن لم يكن بوسعنا أن نفعل الكثير. ومات بعد ذلك بوقت قصير".