د. عصام العريان.. أحد أقطاب “,”الجماعة“,”، ومستشار الرئيس محمد مرسي، ونائب رئيس الحزب الحاكم.. أثارت تصريحاته الأخيرة، بشأن رغبته في عودة اليهود المصريين إلى وطنهم الأصلي، وهو “,”حلم يتمنى أن يتحقق“,”!.. أثارت جدلاً كبيرًا.. وأيده في دعوته “,”المشبوهة“,” القيادي الإخواني “,”حمدي حسن“,”! تصريحات د. العريان جاءت صادمة لتاريخه الوطني.. والتي جاءت في أعقاب زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة أسبوع!.. فهل كانت هناك “,”صفقة“,” من أجل كسب التأييد والدعم الصهيوني- الدولي للجماعة؟!.. أم هي محاولة لظهوره بمظهر المتسامح دينيًّا مع اليهود؟! كان يمكن أن تُقبل هذه التصريحات لو أن الدولة الإسرائيلية اعترفت بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، واعترفت بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم فلسطين.. وماذا عن حقوق المصريين في الثروات المنهوبة من سيناء عقب حرب يونيو 1967 من بترول ومعادن والمقدرة ب27 مليار دولار، بالإضافة إلى الاستثمارات السياحية خلال تلك السنوات؟.. وماذا عن آلاف الأسرى من الجنود المصريين الذين ثم دفنهم أحياء ودهسهم بالدبابات، وهو ما اعترف به جنرالات إسرائيل ووسائل إعلامهم؟ لكن الرئيس المخلوع “,”كنزهم الإستراتيجي“,” آثر غلق هذا الملف، دون أدنى اعتبار لدماء وأرواح هؤلاء الشهداء!.. وسارعت “,”الجمعية اليهودية المصرية“,” في باريس بتوجيه الشكر إلى د. العريان على دعوته “,”الرسمية“,” لليهود المصريين بالعودة واسترداد ممتلكاتهم أو تعويضهم عنها، وطالبت الرئيس مرسي بفتح حوار لحل المشاكل العالقة بخصوص هذه الموضوع بدلاً من اللجوء إلى المحاكم الدولية!.. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجمعية أرسلت برقية تهنئة للرئيس مرسي على إقرار الدستور الجديد! وقد أجمع المؤرخون الإسرائيليون أنفسهم على “,”العصر الذهبي للطائفة اليهودية المصرية منذ عصر محمد علي إلى نهاية الملكية“,”، وقد أثبتُّ -من خلال دراساتي المتعددة والمنشورة عن تاريخ اليهود المصريين- كيف كانوا جزءًا متفاعلاً في نسيج المجتمع المصري، متمتعين بسلوكيات التسامح والحميمية التي تعد موروثًا مصريًّا خالصًا، حتى توالت حالات الرحيل النهائي بإشراف “,”الوكالة اليهودية“,”، وكيف تمتعوا بكافة الامتيازات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية (حرية إصدار الصحف والمجلات بعدة لغات والتي بلغت نحو خمسين صحيفة ومجلة في الفترة 1877 – 1947)، وبرز منهم نجوم ونجمات في السينما والمسرح والموسيقى.. وفي عالم المال والتجارة برزت عائلات: قطاوي، موصيري، سوارس، رولو، شيكوريل، منشه، توريل، درة ، جرين، جوهر، عدس.. ولم نسمع عن أحد منهم واصل صعوده في عالم الاقتصاد والسياسة في إسرائيل مثلما تحقق لهم في مصر، ولم يصبح لأحدهم شأن في قيادة المجتمع الإسرائيلي!.. لقد باع هؤلاء يا د. العريان ممتلكاتهم في مصر قبيل هجرتهم، أي ليس لهم حقوق.. لقد هربوا بثرواتهم إلى هناك، وعاشوا بلا قيمة.. عبيدًا للسادة من يهود أمريكا وأوروبا! وتلقى أولادهم “,”مبادئ“,” الصهيونية والولاء لإسرائيل في كيبوتز “,”ناهشونيم“,” المخصص ليهود مصر في جنوب تل أبيب، رحل هؤلاء في إطار “,”الحل الصهيوني للمشكلة اليهودية“,”، وأكثرهم كانوا متعاونين مع الوكالة اليهودية، فالغدر والخيانة ونقض المواثيق شيمة اليهود في كل العصور.. وأذكر د. العريان أن انتماءهم الأول هو لإسرائيل، وطبقًا لمقولة بيجين، صديق السادات: “,”إن كل يهودي أيًّا كانت جنسيته هو إسرائيلي في المقام الأول“,”!.. وتحت يدي عدة وثائق ليهود تنازلوا عن جنسيتهم المصرية بمحض إرادتهم، منهم: “,”يوسف مناحم ليفي“,”، صاحب شركة “,”إيكا“,”، ورجل الأعمال الشهير “,”ألبير أوفاديا سالم“,”، وهذا الرجل -بصفة خاصة– يمثل النجاح الوحيد ليهود مصر، عندما أسس ورأس حزب “,”شاس“,” الديني المتطرف.. بعد أن أطلق لحيته وارتدى زي “,”الحاخام“,”!.. ربما التقت أفكار قطب “,”الجماعة“,” مع فكر الأحزاب والمنظمات الدينية المتطرفة في الدولة اليهودية؛ تمهيدًا لرقصة من “,”الغزل السياسي“,”.. لكنه.. رقص مع الذئاب!!