«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابن عربي..أدينُ بدينِ الحبِ أنّى توجّهتْ
نشر في البوابة يوم 01 - 07 - 2014


لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلبي قابلاً كلَ صُورةٍ
فمرعىً لغزلانٍ ودَيرٌ لرُهبَانِ
وبيتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائفٍ
وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآن
أدينُ بدينِ الحبِ أنّى توجّهتْ
ركائبهُ ، فالحبُّ ديني وإيمَاني
كلمات للقطب الصوفي، محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، وهو أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفية "بالشيخ الأكبر" ولذا ينسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية.
ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان الكريم عام 558 ه الموافق 1164م، وتوفي في دمشق عام 638ه الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون.
ومن ألقابه أيضاً: الشيخ الأكبر، رئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، سلطان العارفين.
يقول الروائي الدكتور يوسف زيدان: لم يحمل محيى الدين ابن عربى لقب الشيخ الأكبر مصادفةً واتفاقًا، وإنما حمله استحقاقًا لمرتبةٍ عالية فى الطريق الصوفىِّ ، ومكانةٍ لا يكاد يبلغها صوفىٌّ آخر فى تاريخ الإسلام - سواء فى القرون الخالية أو الأيام الحالية، وسواء فى ديار المسلمين أو فى العالم أجمع - فهو أكبر مؤلِّفٍ صوفىٍّ فى تاريخ الإسلام وهو صاحبُ أكبر موسوعةٍ صوفية : الفتوحات المكية . وهو أخيرًا : أكبر الذين صاغوا التصوُّف فى عصره صياغةً تامة، بعد قرونٍ من تطوُّر الرؤية واللغة الصوفية .
وبالنظر إلى سيرته، فقد كان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف. وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها، فنشأ نشأة تقية ورعة نقية.
انتقل والده إلى إشبيلية، وهي عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس، وما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء، فقرأ عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب الكافي، فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزًا في القراءات ملهمًا في المعاني والإشارات، ثم أسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه تنقل بين البلاد واستقر أخيرا في دمشق طوال حياته وكان واحدًا من أعلامها حتى وفاته عام 1240 م.
ذكر أنه مرض في شبابه مرضًا شديدًا وفي أثناء شدة الحمي رأى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر، مسلحين يريدون الفتك به، وبغتة رأى شخصًا جميلًا قويًا مشرق الوجه، حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها ولم يبق منها أي أثر فيسأله محيي الدين من أنت ؟ فقال له أنا سورة يس.
وعلى أثر هذا استيقظ فرأى والده جالسا إلى وسادته يتلو عند رأسه سورة يس، ثم لم يلبث أن برئ من مرضه، وألقي في روعه أنه معد للحياة الروحية وآمن بوجوب سيره فيها إلى نهايتها ففعل.
وتزوج بفتاة تعتبر مثالا في الكمال الروحي والجمال الظاهري وحسن الخلق، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية، بل كانت أحد دوافعه الي الإمعان فيها، وفي هذه الأثناء كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس التي تعلم سرا مذهب الأمبيذوقلية المحدثة المفعمة بالرموز والتأويلات والموروثة عن الفيثاغورية والاورفيوسية والفطرية الهندية. وكان أشهر أساتذة تلك المدرسة في ذلك القرن ابن العريف المتوفي سنة 1141م.
لم يكد يختم ابن عربي الحلقة الثانية من عمره حتى كان قد انغمس في أنوار الكشف والإلهام ولم يشارف العشرين حتى أعلن أنه يسير في الطريق الروحاني، وأنه بدأ في الاطلاع على أسرار الحياة الصوفية. وأن عددًا من الخفايا الكونية قد تكشفت أمامه وأن حياته سلسلة من البحث المتواصل عما يحقق الكمال لتلك الاستعدادات الفطرية.
أسفار ابن عربي
تنقل ابن عربي كثيراً، فسافر إلى مدينة فاس عام 594ه. وفي سنة 595ه كان في غرناطة مع شيخه أبي محمد عبد الله الشكاز، وفيما بين سنتي 597ه، 620ه الموافق سنة 1200، 1223 يبدأ رحلاته الطويلة المتعددة الي بلاد الشرق فيتجه إلى الشرق ويستقر خلال رحلته في دمشق.
وفي سنة 1201 م يرتحل إلى مكة فيستقبله فيها شيخ إيراني جليل، وفى هذه الأسرة يلتقي بفتاة تدعي نظاما وهي ابنة ذلك الشيخ، اتخذ منها محيي الدين رمزا ظاهريا للحكمة الخالدة وأنشأ في تصوير هذا الرمز قصائد سجلها في ديوان "ترجمان الأشواق" الذي ألفه في ذلك الحين.
وفي سنة 599ه زار الطائف، وفي زيارته بيت عبد الله بن العباس ابن عم رسول الله، صلّ الله عليه وسلم، استخار الله وكتب رسالة "حلية الأبدال" لصاحبيه أبي محمد عبد الله بن بدر بن عبد الله الحبشي وأبي عبد الله محمد بن خالد الصدفي التلمساني.
وفي سنة 601ه، 1204م يرتحل إلى الموصل حيث اجتذبته تعاليم الصوفي الكبير علي بن عبد الله بن جامع، وفي نفس السنة زار قبر النبي محمد، وفي سنة 1206م في طريقه يذهب إلى القاهرة مع فريق الصوفية.
وفي سنة 1207م عاد إلى مكة وأقام فيها ثلاثة أعوام ثم عاد إلى دمشق وزار قونية بتركيا حيث تلقاه أميرها السلجوقي باحتفال بهيج، وتزوج هناك بوالدة صدر الدين القونوي، ثم لم يلبث أن يرتحل الي أرمينيا.
وفي سنة 1211م رحل إلى بغداد ولقي هناك شهاب الدين عمر السهروردي الصوفي المشهور، وبعد ذلك رحل إلى حلب وأقام فيها ردحا من الزمن، وأخيرا أقام في دمشق سنة 1223م حيث كان أميرها أحد تلاميذه ومن المؤمنين بعلمه، وعاش في دمشق يؤلف ويعلم وكان واحدا من كبار العلماء في دمشق، فكان له مجلس العلم والتصوف في مدارس دمشق.
لابن عربي نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: "الفتوحات المكية" في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، "محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار" في الأدب، "ديوان شعر" أكثره من التصوف، و"فصوص الحكم"، وغيرها.
من أقواله ووصاياه..
- من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد
- يا إخوتي وإحبائي رضي الله عنكم، أشهدكم عبد ضعيف مسكين فقير إلي الله في كل لحظة وطرفة، أشهدكم علي نفسه بعد أن أشهد الله وملائكته، ومن حضره من المؤمنين وسمعه أنه يشهد قولا وعقدا، أن الله إله واحد، لا ثاني له وألوهيته منزهة عن الصاحبة والولد، مالك لا شريك له في الملك ولا وزير له، صانع لا مدبر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده, بل كل موجود سواء مفتقر إليه الله في وجوده فالعالم كله موجود به، وهو وحده متصف بالوجود لنفسه، ليس بجوهر متحيز فيقدر له مكان ولا بعرض فيستحيل إليه البقاء ولا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء، مقدس عن الجهات والأقطار، مرئي بالقلوب والأبصار.
- وتحسب أنك جِرم صغير و فيك انطوى العالم الأكبر.
- من أحبه الحق فقد جذبه، ومن جذبه فقد قرّبه، ومن قرّبه أفناه عن وجوده، وأبقاه بشهوده، ومنحه كمال مشهوده، وأطلعه على حقائق جوده.
- إذا عصيت الله بموضع فلا تبرح من ذلك الموضع حتى تعمل في طاعة وتقيم فيه عبادة، فكما يشهد عليك إذا استُشهد يشهد لك - الوصايا.
- الطاعة للعبد، والمسارعة إليها للمحب، والتلذذ فيها للعارف، والفناء فيها للمحققين.
- مقدارُ كُلَّ امرئٍ حديثُ قلبه .
- عم برحمتك وشفقتك جميع الحيوان والمخلوقين، إذا أنفقت فلا ترد سائلا ولو بكلمة طيبة، وألقه طلق الوجه مسرورا به فإنك إنما تلقي الله، ان لله حقا على كل مؤمن في معاملة كل أحد من خلق الله علي الإطلاق من كل صنف, من ملك وجان وانسان وحيوان ونبات ومعدن وجماد ومؤمن وغير مؤمن، افعل الخير ولا تبال فيمن تفعله تكن أنت أهلا له، ولتأت كل صفة محمودة من حيث ماهي مكارم الأخلاق تتحلي بها، وكن محلا لها لشرفها عند الله وثناء الحق عليها، فاطلب الفضائل لأعيانها واجعل الناس تبعا لا تقف مع ذمهم ولا مدحهم، لاتكن لعانا ولاسبابا ولاسخابا، اياك أن تسأل الناس تكثرا وعندك مايغنيك في حال سؤالك فان المسألة خموش في وجهك يوم القيامة، التؤدة في عمل كل شيء.. إلا في عمل الآخرة.
- الراحمون يرحمهم الرحمن، فمن رحم نفسه يسلك بها سبيل هداها ويحول بينها وبين هواها، كن فقيرًا من الله كما أنت فقير إليه، بمعني ألا يشم منك رائحة من روائح الربوبية، بل العبودية المحضة، إياك أن تقبل هدية من شفعت له شفاعة، فإن ذلك الربا الذي نهي الله عنه، كن علي نفسك ولا تكن لها أن أردت أن تسعدها عند الله وإياك ماتستحليه النفس الا أن يكون معها الشرع في ذلك فهو الميزان، إياك أن تظهر للناس بأمر يعلم الله منك خلافه.
- إياك وصحبة من تفارقه ولا تصحب الا من لا يفارقك.. وهو عملك وإياك والحرص علي المال إياك ومايعتذر منه، وخف ثلاثة.. خف الله وخف نفسك وخف من لا يخاف الله، عامل كل شخص من حيث هو لا من حيث ما أنت عليه، كن نعم الجليس للملك القرين الموكل بك ولا تعص الله بنعمه، وإياك والبطنة فإنها تذهب بالفطنة، إذا فعلت فعلاً فحسنه فإن الله كتب الإحسان علي كل شيء، وعليك بالتواضع وعدم الفخر علي أحد، لكل شيء اذا فارقته عوض، وليس لله إن فارقت من عوض.
ويمكن تلخيص وصايا ابن عربي في أن: يد الله مع الجماعة، إذا عصيت الله في موضع فلا تبرح منه حتى تعمل فيه طاعة، أحسن الظن بالله على كل حال، اذكر الله دوما، تقرب من الله بالإيمان بما جاء به، انوِ عمل الخير وترك المعاصي ، فيكتب لك أجر النية، ثابر على كلمة الإسلام: لا إله إلا الله، لا تعاد أهل لا إله إلا الله، أد الفرائض وتنفل، بالفريضة تؤدي حق الله وبالنوافل تتقرب الى الله.
راعي أقوالك كما تراعي أفعالك، عليك بعيادة المريض وسقيا من استسقاك وإطعام من استطعمك حتى تجد ذلك عند الله يوم القيامة.
- إذا رأيت عالمًا لم يستعمل علمه، فاستعمل أنت علمك في أدبك معه، حتى توفي العالم حقه من حيث ما هو عالم، ولا تحجب عن ذلك بحاله السيئ، فإن له عند الله درجة علمه، فإن الإنسان يحشر يوم القيامة مع من أحب.
- الحكم نتيجة الحكمة والعلم نتيجة المعرفة فمن لا حكمة له لا حكم له ، و من لا معرفة له لا علم له.
شخصية مثيرة للجدل
يعد ابن عربي شخصية بارزة في عالم الفكر الديني وشهرته لا تنحصر في حدود العالم الإسلامي فحتى الغربيين والآسيويين بلغهم صيت هذا الرجل، بل وساهموا في دراسته واستلهامه.
كذلك فإن شخصيته مثيرة للجدل فلا يكاد يتفق عليه اثنان حتى أن تحديد مذهبه الفقهي أو الكلامي من خلال كلماته يكاد يكون ضربا من التعسف والمجازفة، و يعزو البعض ذلك إلى أنه فوق المذاهب وأعلى من أن يتمذهب بها.
ولقد اختلف أرباب المذاهب الإسلامية المختلفة بشأن ابن عربي فبينما حاول البعض التبرؤ منه، وإخراجه عن دائرة المذهب بل و الدين وتكفيره، ترى من نفس هذا المذهب من هو على النقيض من ذلك ، فكما تنافس بعض أرباب المذاهب لإخراجه من مذاهبهم تنافس البعض الآخر في جره إلى نفس ما أخرج منه من مذاهب .
يمتزج لدي ابن عربي التصوف بالشعر والفلسفة وقد كتب ابن عربي قائلا "نحن قوم يحرم النظر في كتبنا" وذلك أن الصوفية تواطأوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتفارقة بين أهل العلم الظاهر كفر كفرهم.. وقد حذر ابن عربي من تداول الكتب بين "الجهلاء".
وكما لاحظ الدكتور عثمان يحيى - بحق- فإننا لو قارنَّا بين ابن عربى وغيره من أعلام الفكر الإسلامىِّ ، لوجدناه أقلُّهم حظّاً ونصيباً من اهتمامات الدارسين ، حتى يومنا هذا ، وهو ما يرجع فى المقام الأول ، إلى: الانبهار أو الدهشة التى تأخذ بتلابيب الباحث وهو ينظر إلى التراث الفكرىِّ والروحى المترامى الأطراف .. فهناك ما يزيد على 900 كتاب (تشتمل على 1395 عنوانًا) قد نُسبت بالفعل إلى الشيخ الأكبر .
كما يرجع -أيضًا - إلى تلك: الخاصة الغريبة التى تتميَّز بها مؤلفات الشيخ ، حيث تغزر المصطلحات الغامضة وتسود الأفكار المعقَّدة .. وأكثر من كل ذلك ، أيضًا ، فإن ابن عربى وقد ارتقى مكانًا متميَّزًا من المعارف الإسلامية ، لم يصوِّر مذهبه كاملًا فى كتابٍ محدَّدٍ ، ولم يطرحه فى صورةٍ منهجية.
قصائد ابن عربي
للحقِّ فينا تصاريفٌ وأشياءُ
ولا دواءَ إذا ما استحكم الداءُ
الداءُ داءٌ عضالٌ لا يذهبه
إلا عبيدٌ له في الطبِّ أنباءُ
عن الإله كعيسى في نبوته
ومن أتته من الرحمن أنباء
لا يدفعُ القدرَ المحتومَ دافعهُ
إلا به ودليلي فيه الاسماء
إنا لنعلمُ أنواءَ محققة
وقد يكفرُ من تسقيه أنواءُ
العلمُ يطلبُ معلوماً يحيط به
إنْ لم يحط فإشاراتٌ وإيماء
ليس المرادُ من الكشفِ الصحيح سوى
علمٍ يحصلهُ وهمٌ وأراءُ
إن الذين لهم علمٌ ومعرفة
قتلى وهم عند أهلِ الكشفِ أحياءُ.
يقول ابن عربي كذلك
لكل شيء إذا فارقته عوض
وليس لله إن فارقت من عوض
استتغفر الله من ظلمي ومن زللي
فإنني منهما والله في خجل
إني عجلت إلى ربي لأرضيه
من قوله خُلِقَ الْإِنْسانُ من عَجَلٍ
ويقول أيضاً:
فألسنة الأحوالِ أفصحُ ناطق
لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم
علومٌ رسولِ الله ضربٌ منزَّهٌ
عن الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلم
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ
مخارجُها يدريه عُربٌ وأعجمُ
فلا تفزعن إلا إليها فإنها
هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ
الا من هنا قد جاء في أي صورة
يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا
إذا قلتُ ذا حقٌ فقل بحقيقةٍ
بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ
وكيف يُرى حقٌ بغيرِ حقيقة
لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجم
وما كون حقي غير كونِ حقيقتي
ولكنها الألفاظ بالفرقِ توهم
نظم الشيخ محمود الدرة أبياتاً في مدح الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، وهي موجودة عند ضريح الشيخ الأكبر، في الصالحية بدمشق ، والأبيات نقرأ منها :
لمحي الدين ذي الفضلِ العظيمِ
وذي العلمِ اللَّدُنِّي العميمِ
لباب المصطفى المختار طه
لذاك القُطب والغوث الرحيمِ
https://www.youtube.com/watch?v=5wEktvEbrxM#t=253
https://www.youtube.com/watch?v=uUZa3iT5PzM


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.