قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، (مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه)، وقال (أفضل الصدقة صدقة في رمضان)، وقال (عمرة في رمضان تعدل حجة معي)، وقال (الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة)، وقال (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لها بينهن ما اجتنبت الكبائر). فالله الله عباد الله، اغتنموا شهر المتاب وما وعدكم فيه من جزيل الثواب، أتاكم شهر رمضان خير وبركة يغشاكم الله فيه بالرحمة، ويغفر فيه الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، وينظر فيه إلى تنافسكم، ويباهي بكم الملائكة -فقدّموا فيه لأنفسكم خيرًا، فإن الشقى كل الشقى من حرم فيه رحمة الله تعالى، وقيل لو يعلم الناس ما لهم فى شهر رمضان لتمنّوا أن تكون السنة كلها رمضان- يا مَن طالت غيبته عن مولاه، قد قربت أيام المصالحة، يا مَن دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة.. مَن لم يربح في رمضان ففي أي وقت يربح. التهنئة بقدوم رمضان (كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يبشر أصحابه بقدوم رمضان، قائلًا (قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حرم خيرها فقد حرم). لا يتقدَّم رمضان بصوم يوم ولا يومين. عن أبى هريرة، رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال (لا يتقدّمن أحدكم رمضان بيوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم)، رواه البخارى. وقال صلى الله عليه وسلم (ولا تقدموا شهر رمضان بصوم قبله بيوم ولا بيومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومًا فليصمه) رواه أحمد ومسلم. قال العلماء: معنى الحديث لا تستقبلوا رمضان بصيام على نيّة الاحتياط لرمضان، ومقتضى الحديث أنه لو تقدمه بصيام ثلاثة أيام أو أربعة جاز لمن له عادة. ومعنى الاستثناء (أنه من كان له ورد فقد أذن له فيه لأنه اعتاده وألفه وترك المألوف شديد وليس ذلك من استقبال رمضان في شيء ويلتحق بذلك القضاء والنذر لوجوبهما).