كشفت وثائق مسربة عن وزارة الخارجية والديوان الأميري القطريين أن مستوى الفساد في إمارة قطر، التي شهدت في فترة قياسية فضائح دولية في مجالات سياسية ورياضية ومالية، بلغ حدودا قياسية أدت إلى تشكيل لجنة داخلية للبحث في مظاهر الفساد وتحديد أسبابها، لكنها اصطدمت بعائق أساسي من داخل العائلة الحاكمة. وتشير وثائق نشرها، اليوم السبت، موقع، "الأخبار" الإخباري اللبناني إلى أن فضائح هدر الأموال الحكومية تتركز على "رفاهية" أسرة آل ثاني الحاكمة، أكثر من المشاريع العابرة للقارات التي تحاول قطر الاستثمار فيها. وبحسب تقرير "الأخبار"، فإن الديوان الأميري أرسل في 12 ديسمبر 2013، برقيةً إلى رئاسة الوزراء ووزير الداخلية تحت خانة "سري وعاجل"، تبلغ فيها رئيس الوزراء عبد الله ناصر بن خليفة بقرار "تشكيل لجنة رفيعة المستوى برئاسة رئيس الوزراء والنائب العام وعضوية محافظ مصرف قطر ووزير العدل ورئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية ورئيس ديوان المحاسبة". وتم إقرار أن تكون اللجنة متخصصة في "البحث في حجم مظاهر الفساد في قطر وتحديد أنواع وأسباب الفساد وإيجاد أفضل السبل لمواجهتها والحد منها والقضاء عليها". هذه الرسالة تلتها أخرى في التاريخ نفسه من مكتب الأمير أيضاً، إلى رئاسة الوزراء تبلغها تشكيل لجنة خبراء، بإشراف رئيس الوزراء تختص بالبحث في "الأسباب الكامنة وراء ارتفاع تكلفة المشاريع في دولة قطر، مقارنةً بمثيلتها في الدول الأخرى"، وتطلب "اقتراح أفضل السبل لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها". وبحسب الوثائق المسربة، فإن الفساد الحقيقي الذي تشكو منه الإمارة القطرية لا يبعد في الدرجة الأولى من عائلة آل ثاني، الذي قد يشكل أزمة تعصي عليها "المكافحة"، وتساءل الموقع اللبناني "كيف تكافح لجنة هدراً تظنه أسرة آل ثاني من مسلمات الحكم؟". ومن خلال الوثائق المسربة، فإن الهدر الذي تشكو منه قطر يتركز في لجنة سميت "هيئة متاحف"، وتترأسها الأميرة مياسة بنت حمد آل ثاني، وتظهر الوثائق أن المهمة الرئيسية لهذه الهيئة تمويل الرحلات السياحية الباذخة التي تقوم بها الأميرة. وفق الوثائق، وصلت كلفة يومين أمضتهما الأميرة مياسة في فندق أمريكي إلى 73,765 دولارا أمريكيا، وبلغت تنقلاتها 80 ألف دولار، كما طلبت لجنة المتاحف نفسها من وزارة الخارجية الرد على طلب الوفد القطري الدائم لدى الأممالمتحدة بتسديد نحو نصف مليون دولار كلفة إقامة مياسة في فنادق الولاياتالمتحدة وزيارة مراكز الترفيه والمنتجعات، من دون نسيان استئجار الطائرات الخاصة التي تصل كلفتها إلى 222 ألف دولار لليوم الواحد فقط. والفواتير المحولة من السفارة القطرية في واشنطن إلى الخارجية، ثم إلى هيئة المتاحف، أن أجور "حمالي المطار والفندق" الذين استقبلوا وودعوا الأميرتين القطريتين آمنة وجفلة، لم تتجاوز 360$ و700$، ما يظهر أن "سخاء" حكام قطر، "الذي يبدو أنه لا يشمل العمال، يغدقه آل ثاني على "من هم فوق" فقط. ومن خلال ما كشف من وثائق عن قيام الأميرة مياسة، على سبيل المثال، بتكريم السفير الإسباني في الدوحة بشكل غير اعتيادي، من خلال تشكيل "قائمة هدايا مقترحة" صادرة عن الديوان الأميري تتضمن ساعة رولكس ب42 ألف دولار مهداة لابن السفير، وبروش ألماس "على شكل طاووس" ب60 ألف دولار لابنة السفير. حتى والد السفير شمله الكرم الأميري، عبر ساعة كارتييه بأكثر من 20 ألف دولار.