أثار اللواء مصطفى كامل عبدالباسط مصطفى هدهود، محافظ البحيرة، جدلًا واسعًا منذ توليه منصبه، في الرابع عشر من أغسطس الماضي. بداية معرفة أهالي محافظة البحيرة، برئيس إقليمهم الجديد، كانت على حدث هام حيث يوم توليه المنصب قام التنظيم الإرهابي للجماعة بحرق مبنى ديوان عام المحافظة، ولم يقف تعريف أهالي البحيرة بمحافظة الجديد عند ذلك الحد، حيث شهد أول لقاء بالصحفيين بالمحافظة مصرع الزميل تامر عبدالرؤوف، مدير مكتب الأهرام، عقب الاجتماع الذي جمع المحافظ ورابطة الصحفيين بالبحيرة، وشهد هذا اللقاء تحديدًا حالة من الاستنفار ومحاولته فرض أسلوبه وتعامله مع الصحفيين، حيث لم يسمح لأحد بالحديث قبل الحصول على إذن، ليبدأ صدامًا مبكرًا بين المحافظ والصحفيين، لتتوالي الأحداث بعد ذلك من جانب المحافظ تجاه الإعلاميين. ولم يتوقف هدهود في فرض سيطرته عند ذلك الحد، حيث واصل الصدام مع المواطنين والعاملين بالمحافظة الذين كان نصيبهم الاعتداء اللفظي من جانبه والتطاول عليهم بالضرب، حدث ذلك في واقعة عامل النظافة عبد ربه عاشور،، الذي تلقى صفعة على وجهه، وضربه بكيس القمامة خلال مرور المحافظ بجولة تفقدية وسط شوارع البحيرة، يضاف إلى ذلك أنه سبَّ الأهالي في مدينة إيتاي البارود عندما تجمهروا للمطالبة بحل مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي بالمدينة. ونسي محافظ البحيرة، منصبه وقام بالتعدي على مراسلي جريدة التحرير المصري، خلال تغطيتهما لاعتصام أسر مساكن الإيواء المعتصمين أمام استراحة المحافظ، وقام بتكسير كاميرا التصوير الخاصة بهما، بحسب المحضر رقم 5788 إداري بندر دمنهور ضد المحافظ. وخلال مؤتمر محافظة البحيرة العلمي الأول للبحوث والتكنولوجيا "مستقبل البحيرة بعقول أبنائها"، والمنعقد خلال الفترة من 2 - 3 مارس بمجمع دمنهور الثقافي، قام بتكريم حفيده لوجوده في البحيرة فأهداه درع المحافظة، موضحا أنه حتى يتذكر أنه في كبره أنه حصل على درع من المحافظة. وفي عهد المحافظ هدهود، تزايدت المخالفات وإهدار للمال العام، حيث كشف تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات لعام 2013عن مخالفات صارخة، وإهدارا للمال العام في عملية إدارة واستغلال مشروع المحاجر التابع لمحافظة البحيرة والذي يعد أحد أهم مصادر تمويل صندوق الخدمات بالمحافظة. وفي عهد محافظ البحيرة الحالي أنتشر الفساد المالى والإداري وتدهورت البنية التحتية بجانب اهدار ملايين الجنيهات في عدد من المشروعات الكبرى بالمحافظة والتي أوشكت على الافلاس وقفا لتقاريرالجهاز المركزى للمحاسبات ورغم ذلك يحرك المحافظ ساكنا، ولم يقم بإحالة هذه المخالفات للنيابة العامة، كما تم قصر التعيينات في المصالح الحكومية على ابناء القيادات بمشروعات المحافظة. حيث رصد التقرير مخالفة إدارة المشروع - لقرار محافظ البحيرة رقم 758 لسنة 2012 بشأن المتعاقدين بعد سن الستين، حيث قرر المدير التنفيذى للمشروع التجديد لعدد من الذين تجاوزوا السن القانونية دون وجه حق ورصد التقرير قيام المدير التنفيذى بصرف 6 ملايين و104آلاف و304 جنيهات مصرية في صورة مرتبات ومكافآت وتأدية خدمات وإنجاز أعمال دون عرضها على محافظ البحيرة. كشفت وثيقة مسربة من أحد مكاتب ديوان محافظ البحيرة واردة من وزير المالية بشكل سرى تتضمن عجز المحافظة ومشروعاتها الخاصة بسداد مرتبات العاملين المتعاقدين والذين يبلغ تعدادهم بعشرت الآلاف بالوحدات المحلية وديوان عام المحافظة ومشروعاتها الخاصة بزعم مطالبة هؤلاء العاملين بطبيق الحد الأدنى عليهم. و لأول مرة في بمحافظة البحيرة في عهد الدكتور مصطفى هدهود محافظ البحيرة يتم تدعيم بمبلغ 15 مليون جنيه لسد عجز صرف مرتبات المتعاقدين بعد إبلاغ المديرية المالية بتاريخ 3/1/2014 رقم 5303، كما طالب محافظ البحيرة، وزير المالية بتاريخ 3/2/2014 لتدبير مبلغ 136.215 مليون جنيه في السنة المالية 2013/2014 لمواجهة العجز في مرتبات المتعاقدين بعد شهر واحد فقط من دعم وزارة المالية المحافظة بمبلغ 15 مليون جنيه. و قد رفض وزير المالية طلب "هدهود" وأبلغه بالتنبيه على الجهات المختصة بتنمية مشروعات المحافظة التي كانت تصرف منها مرتبات المتعاقدين عليها خلال السنوات الماضية في عهد المحافظين السابقين والتي لم تشهد خلال الفترة الماضية هذا العجز الرهيب الذي اصاب هذه المشروعات حتى تستطيع الوفاء بمرتبات المتعاقدين في المرحلتين الأولى والثانية. ورصدت البوابة نيوز أراء المواطنين والقوى السياسية والثورية بمحافظة البحيرة، حول رأئهم بمحافظ البحيرة، وأدائه خلال الفترة الماضية، رؤيتهم في منصب المحافظ بالمرحلة القادمة. قال أحمد قيمحة أمين حزب العدل بالبحيرة، أن حركة تغير المحافظين ضرورية، وأن عامل نجاج الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، مرتبط باختيار حكومة قوية تعمل على تلبية مطالب الشعب المصري وتحقق أهداف ثورتي يناير ويونيو". وأضاف قيمحة أن نجاح الحكومة كذلك مرتبط باختيار محافظين، يعملون في الشارع، ويقومون على التواصل مع المواطنين وليس للشو الإعلامي والظهور أمام الكاميرات. وأوضح أمين حزب العدل، أن محافظ البحيرة الحالي لا يتواصل مع القوى السياسية بالمحافظة، التي تعد وسيط لنقل مشاكل وهموم المواطنين، وليس الاعتماد على تقارير القيادات التنفيذية بالمحافظة. ويري قيمحة أن استمرار الدكتور مصطفى هدهود محافظ البحيرة في منصبه لا يضيف جديد لمواطني البحيرة خاصة أن معاناة الشارع البحراوي كما هي دون تغير بعد ثورتين. و في سياق متصل أكد الدكتور زهدي الشامي نائب حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، أن عمليات التغير في مصر تأتي دائما متأخرة،وأن التغير في منصب المحافظين مطلوب لترجمة أهداف ثورتي يناير ويونيو، مطالبا بتعيين شخصيات عملية، وليست من أصحاب التصوير والتصريحات، أن تكون من الوجوه الجديدة وليس من الوعاء القديم، مشيرًا إلى أن محافظ البحيرة الحالي لا توجد له نتائج مثمرة في الخطط والمشروعات التنموية بالمحافظة، حيث أن مشروعاته طويلة الأمد، كما أنه لا يشعر بمعاناة المواطنين بالمحافظة، ويجب تغيره بمحافظ يأتي ليحقق أهداف ثورتي يناير ويونيو. و من جانبه شدد عادل محلاب منسق جبهة 30 يونيو بالبحيرة، على إجراء حركة المحافظين الجديدة، بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، التي تحتاج العمل بكل إخلاص وتفاني من أجل المصلحة العامة. و أكد محلاب أن محافظ البحيرة الدكتور مصطفى هدهود، يعتمد على التقارير من القيادات التنفيذية من المحافظة ومسئولية من المكاتب، أكثر من التحقق من الأمور على أرض الواقع، فضلا عن تهميشه لدور الشباب، مطالبا بتولي منصب المحافظ في المرحلة القادمة أحد أبناء المحافظة، لدرايتهم بمشاكل وهموم المحافظة. وُلد الدكتور اللواء المهندس مصطفى هدهود، في صفط زريق، ديرب نجم بمحافظة الشرقية، حاصل على الدكتوراه 1976 في الهندسة الكيميائية والبوليمرات والمواد المركبة من أكاديمية برونو - تشيكوسلوفاكيا، ودبلوم في الهندسة الكيميائية من الكلية الفنية العسكرية المصرية. عمل هدهود، مستشارًا لوزير الإنتاج الحربي2007، و2008 رئيس مجلس إدارة مركز البحوث والتصميم والتطور والتكنولوجي " وزارة الإنتاج الحربي"، عضوً ا بالجمعية العامة للشركة القابضة للصناعات الكيميائية، مدرسًا للعلوم وتكنولوجيا الكيمياء العضوية وهندسة البوليمرات لطلبة كليات الفنية العسكرية، وهندسة القاهرة، وعلوم الزقازيق، والمعهد العالي للتكنولوجيا بالعاشر من رمضان، والهيئة العربية للتصنيع، والهيئة القومية للإنتاج الحربي. وقام محافظ البحيرة قبل توليه المنصب، بزيارات علمية وصناعية لأكثر من 12 دولة أوربية وعالمية منها "،"الولاياتالمتحدةالأمريكية، انجلترا، الصين، روسيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، اليونان، الهند، الإمارات، إيطاليا. أما النشاط العلمي والأكاديمي والصناعي والبحثي لمحافظ البحيرة، فهو عضو بالجمعية المصرية للهندسة الكيميائية منذ عام 1971، عضو مؤسس في الجمعية المصرية لعلوم البوليمرات منذ عام 1986، عضو بالجمعية المصرية للمعالجة الحرارية للفلزات والسبائك منذ عام 2004، عضو بالمجلس الأعلى لنقابة المهندسين وشعبة الهندسة الكيميائية بالنقابة ثلاث دورات. كما دعا عدد من النشطاء السياسيين وشباب القوى الثورية بمحافظة البحيرة إلى تنظيم وقفة احتجاجية "سلمية" غدا الثلاثاء القادم بميدان الساعة بدمنهور الساعة السابعة مساء للمطالبة بإقالة اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة. ومن جانبه صرح محمد علام أحد الداعين للوقفة أنه تم ممارسة بعض الضغوط عليه من أجل إلغاء الوقفة .