ساعات قليلة ويطوى عام 2014 بكل ما حمله من أحداث ومواقف طبعت على وجوه ما يزيد عن خمسة ملايين مواطن بمحافظة البحيرة علامات متباينة وربما متناقضة. لكن العام الذى يقترب من نهايته سيظل يذكر بدماء سقطت على الأسفلت، ورسم لوحة مأساوية أدمت قلوب مصر عندما راح 18 طالبًا فى عمر الزهور، وأصيب 16 آخرون فى حادث مرورى بشع على طريق "القاهرة – الإسكندرية" الزراعى؛ مما دفع غالبية أعضاء حكومة محلب إلى زيارة البحيرة؛ للوقوف على تلك المأساة، وكان ذلك مع بداية شهر نوفمبر الماضى. ولم يتوقف نزيف الدم عند هذا الحد، فقد شهد العام أكبر معدل فى حوادث الطرق بمدن البحيرة، راح ضحيته 512 ضحية تقريبًا وفقًا لمصادر أمنية بإدارة مرور البحيرة. وإذا كان حادث طلاب مدرسة الأورمان هو الأسوأ خلال العام، إلا أن بداية 2014 لم تكن سعيدة على مواطنى المحافظة الذين استقبلوا العام باستمرار الانفلات الأمنى وتفاقم عمليات العنف والإرهاب من جانب جماعة الإخوان، وجاء نصيب البحيرة وافرًا من حيث ضحايا العنف، حيث بلغ عدد أفراد الشرطة والجيش الذين استشهدوا خلال العام 28 شهيدًا، وشهد شهر يونيو اشتعال قرية بأكملها، حينما شردت 54 أسرة فى قرية "القزازين" بمركز دمنهور، بعدما أتت النيران على منازلهم. أزمات عمالية وفئوية لم يخلُ العام من أزمات عمالية وفئوية، حيث شهد شهر إبرايل دخول شركة غزل كفر الدوار وصباغي البيضا بمحافظة البحيرة في اعتصام مفتوح داخل الشركة، احتجاجًا على تأخر صرف مرتباتهم عن شهر مارس التي كان مقررًا صرفها يوم 28 من الشهر المنتهي. كما اتهم العمال رئيس مجلس الإدارة برفض توزيع خطابات الترقيات التي وافق رئيس الشركة القابضة عادل عيد عليها، وتزايدت الأزمات بإضراب عمال هيئة البريد؛ للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية. كما ارتفعت وتيرة الغضب بين عمال شركة مياه الشرب الذين حاصروا مسئولى الشركة، ولم يتوقف الامر عند ذلك، فقد دخل المئات من أمناء الشرطة فى عدة إضرابات خلال العام. الإرهاب يستهدف سيارات الشرطة وشهد العام أيضًا أكبر معدل لاستهداف التنظيمات الإرهابية لسيارات رجال الشرطة، بلغ إشعال 9 سيارات خلال شهر واحد. بينما تمكنت أجهزة الأمن من القبض على أكبر خلية إرهابية عرفت إعلاميًّا باسم "عفاريت"، والتي قامت بإشعال النيران في سيارة العقيد أحمد أبو اليزيد قائد قطاع الأمن المركزى بإدكو أسفل منزله. محافظ البحيرة وعام الأزمات وقد شهد العام أزمات متتالية، كان طرفها اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة، حيث شهد شهر مارس مؤتمر البحيرة العلمي الأول للبحوث والتكنولوجيا "مستقبل البحيرة بعقول أبنائها"، والذى قام خلاله هدهود قام بتكريم حفيده بدرع المحافظة. وتتواصل أزمات هدهود بعدما قررتخصيص أربعة موظفين لتوزيع بيان بإنجازات اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة على المواطنين خلال شهر رمضان، وقرر محمد الصيرة السكرتير العام المساعد لمحافظة البحيرة تكليف عدد من الموظفين بتوزيع "بانفلت" يحتوى على إنجازات المحافظ على رواد معارض السلع التموينية التى تقام بدمنهور خلال شهر رمضان. وفي عهد المحافظ هدهود تزايدت المخالفات وإهدار المال العام، حيث كشف تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات لعام 2013 عن مخالفات صارخة وإهدار للمال العام في عملية إدارة واستغلال مشروع المحاجر التابع لمحافظة البحيرة والذي يعد أحد أهم مصادر تمويل صندوق الخدمات بالمحافظة. كما تدهورت البنية التحتية بجانب إهدار ملايين الجنيهات في عدد من المشروعات الكبرى بالمحافظة والتي أوشكت على الإفلاس وفقًا لتقاريرالجهاز المركزى للمحاسبات. ورغم ذلك لم يحرك المحافظ ساكنًا، ولم يقم بإحالة هذه المخالفات للنيابة العامة، كما تم قصر التعيينات في المصالح الحكومية على أبناء القيادات بمشروعات المحافظة. حيث رصد التقرير مخالفة إدارة المشروع لقرار محافظ البحيرة رقم 758 لسنة 2012 بشأن المتعاقدين بعد سن الستين، حيث قرر المدير التنفيذى للمشروع التجديد لعدد من الذين تجاوزوا السن القانونية دون وجه حق. ورصد التقرير قيام المدير التنفيذى بصرف 6 ملايين و104 آلاف و304 جنيهات مصرية في صورة مرتبات ومكافآت وتأدية خدمات وإنجاز أعمال دون عرضها على محافظ البحيرة. وكشفت وثيقة مسربة من أحد مكاتب ديوان محافظ البحيرة واردة من وزير المالية بشكل سرى عجز المحافظة ومشروعاتها الخاصة عن سداد مرتبات العاملين المتعاقدين والذين يبلغ تعدادهم عشرات الآلاف بالوحدات المحلية وديوان عام المحافظة ومشروعاتها الخاصة، بزعم مطالبة هؤلاء العاملين بتطبيق الحد الأدنى عليهم. كما شهدت البحيرة فى عهده ترديًا واضحًا فى مستوى الخدمات، خاصة فى قطاع الصحة. ولا يمكن اعتبار الواقعة الشهيرة بقيام سيدة بالولادة فى طرقات مستشفى كفر الدوار سوى مثال صارخ لهذا التردى. كما شهد قطاع التعليم عشرات الحالات من التعذيب والتحرش فى عدد من مدارس البحيرة، حيث شهدت مدرسة معاذ بن جبل الثانوية للبنات بدمنهور واقعة تحرش من جانب مدرس، كما شهدت مدرسة النجيلة قيام مدرسة بتعذيب تلميذة بسبب رفض التلميذة الدروس الخصوصية. وعلى مستوى خدمات البنية الأساسية فقد عانت قرى مركز أبو حمص من انقطاع مياه الشرب لمده ثلاثة أشهر متواصلة؛ مما دفع الأهالي إلى الاعتصام أمام مبنى المحافظة، فيما تغرق معظم قرى البحيرة فى مياه الصرف الصحى، فيما تفرغ المحافظ لتسويق إنجازات وهمية لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع. عودة دمنهور للدوري ممتاز فرحة يتيمة وفى شهر أغسطس عمت الفرحة محافظة البحيرة، وخرج الآلاف من الأهالي ومشجعي نادي دمنهور للشوارع؛ للاحتفال بصعود فريق نادي ألعاب دمنهور للدوري الممتاز بعد غياب دام 22 عامًا عن دورى الأضواء.