وزير الشباب والرياضة: الاستماع للشباب ركيزة لصنع السياسات ومحاربة التطرف    المتحدث العسكري: ختام فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك نسور الحضارة- 2025    وزير الري: خطة وطنية لمراجعة منشآت حصاد مياه الأمطار    قرار عاجل من التعليم لإعادة تعيين العاملين من حملة المؤهلات العليا (مستند)    لليوم السادس.. التموين تواصل صرف مقررات مايو حتى التاسعة مساءً    استعدادات عيد الأضحى... التموين تضخ المزيد من السلع واللحوم بأسعار مخفضة    محافظ الجيزة يلتقي برئيس صندوق التنمية الحضرية لبحث تعزيز التعاون في المشروعات المشتركة    المنظمة الدولية: الذكاء الاصطناعي يهدد 75 مليون وظيفة    زيادة السولار والبنزين تعمق من انكماش أداء القطاع الخاص بمصر بأبريل    البيئة: خط إنتاج لإعادة تدوير الإطارات المستعملة بطاقة 50 ألف طن    الذراع الاستثماري لوزارة النقل.. 1.6 مليار جنيه إيرادات شركة "إم أو تي" خلال 2024    وزير خارجية الجبل الأسود: الشعب الفلسطيني يستحق السلام    البرلمان الألماني: ميرتس لم يحصل على الأغلبية المطلقة لمنصب المستشار في الجولة الأولى    بعد 14 عامًا.. وصول أول طائرة أردنية إلى سوريا    وزير السياحة الإسرائيلي: مهاجمة الحوثيين لا فائدة منها    الأمم المتحدة تحث الهند وباكستان على ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري    فضيحة جديدة بسبب سيجنال ووزير الدفاع الأمريكي.. إليك الكواليس    فانتازي يلا كورة.. أرنولد "المدافع الهداف" ينتظر إنجازا تاريخيا قبل الرحيل    شوبير: الأهلي استقر على مدربه الجديد من بين خمسة مرشحين    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    «الداخلية»: ضبط (390) قضية مخدرات وتنفيذ (84) ألف حكم قضائي متنوع    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    محافظة دمياط تستعد لامتحانات نهاية العام    كم يوم متبقي حتى عيد الأضحى 2025 ؟    التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 500 بلاغ في المحافظات خلال أبريل الماضي    سلمى أبو ضيف تحتفل بعيد ميلاد زوجها بطريقة رومانسية    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيونى العدوانية والعنصرية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 في محافظة قنا    وزير قطاع الأعمال العام يبحث مع رئيس هيئة الرعاية الصحية تعزيز التعاون المشترك لدعم الصناعة الوطنية والتنمية المستدامة    بالصور- محافظ أسوان يترأس اجتماع المجلس الإقليمى للسكان بحضور نائب وزير الصحة    مدير التأمين الصحى بالقليوبية تتابع جاهزية الطوارئ والخدمات الطبية بمستشفى النيل    منتخب شباب اليد يقص شريط مواجهاته في كأس العرب بلقاء العراق    صور حديثة تكشف أزمة بسد النهضة، والخبراء: التوربينات توقفت وإثيوبيا تفشل في تصريف المياه    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «ليه محدش بيزورني؟».. تفاصيل آخر لقاء ل نعيم عيسي قبل رحيله    القائم بأعمال سفير الهند يشيد بدور المركز القومى للترجمة    رسميًا.. جداول امتحانات النقل للمرحلة الثانوية 2025 في مطروح (صور)    وزير السياحة: قريبا إطلاق بنك للفرص الاستثمارية السياحية بمصر    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    «الصحة» تستعرض إنجازات إدارة الغسيل الكلوي خلال الربع الأول من 2025    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    السعادة تغمر مدرب جيرونا بعد الفوز الأول بالليجا منذ 3 أشهر    النيابة تأمر بإيداع 3 أطفال بدار إيواء بعد إصابة طفل بطلق ناري بكفر الشيخ    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    تامر عبد الحميد: لابد من إقالة بيسيرو وطارق مصطفى يستحق قيادة الزمالك    وزارة الصحة: حصول 8 منشآت رعاية أولية إضافية على اعتماد «GAHAR»    علي الشامل: الزعيم فاتح بيته للكل.. ونفسي أعمل حاجة زي "لام شمسية"    19 مايو.. أولى جلسات محاكمة مذيعة بتهمة سب المخرج خالد يوسف وزوجته    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    السودان يطلب مساعدة السعودية للسيطرة على حريق مستودعات وقود بورتسودان    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء حسام سويلم يكتب: خطة إيران لزعزعة الاستقرار في مصر.. أسرار العلاقات الخاصة بين الجماعة الإرهابية ونظام الملالي الشيعي في إيران
نشر في البوابة يوم 12 - 06 - 2014

- زرع مليشيات مسلحة لها في سيناء وتدعيم جماعة الإخوان الإرهابية في تنفيذ مخطتها
- المؤامرة الإيرانية لإعادة النفوذ الاستعماري الفارسي
- إيران تتعمد إطلاق اسم الصحوة الإسلامية على ثورات الربيع العربي تمهيدًا لهيمنتها عليها ونشر المذهب الشيعي بمساندة جماعة الإخوان
تحت هذا العنوان نشر موقع Gate store Institute تقريراً بقلم Amma Mahjar-Barducci في 6 يونيو 2014، ذكرت فيه:
«إن إيران تخطط لهجوم ضد مصر من الغرب ومن الجنوب، وأن الحكومة الإيرانية لديها خطط طويلة الأجل لتحقيق ذلك ۔ وأن العدو الجديد للنظام الإيراني على ما يبدو هو رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، وأن ملالي إيران من الواضح أنهم يخشون موقف السيسي العلماني ضد الحركات الإسلامية، ويعتبرونه بمثابة عقبة أمام النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط».
ثم يمضي التقرير المشار إليه قائلاً ما نصه: «ووفقا لموقع «البوابة نيوز» الإعلامية المتمركزة في الأردن فإن
إيران، قررت وضع حد ونهاية لحكم السيسي من خلال تدريب مجموعة إسلامية متمركزة في ليبيا تعرف باسم «جيش مصر الحر» (Free Egyption Arm( FEA ويتكون هذا الجيش من جهاديين مصريين ممن ذهبوا للقتال في سوريا، خلال فترة حكم الرئيس المصرى السابق، الإسلامي محمد مرسى، فضلا عن مصريين آخرين يتبعون ميليشا جماعة الإخوان المسلمين فرُّوا إلى ليبيا بعد إزالة مرسى من السلطة.
ووفقا لموقع (البوابة) فإن عناصر من فيلق القدس – ذراع القوات الخاصة المسئول عن العمليات الخارجية في الحرس الثورى الإيراني ۔۔ وصلت إلى ليبيا لتدريب قوات جيش مصر الحر في مصراته بشمال غرب ليبيا، وقد اجتمع ضباط فيلق القدس مع قادة جيش مصر الحر، ومنهم أبو داود زهيري، كرم عمراني، وهناك – أى في مصراته – انضم لجيش مصر الحر جهاديون لبنانيون قدموا من سوريا بقيادة أبو فهد الإسلام.
وتخطط إيران لهجوم ضد مصر، ليس فقط من اتجاه الغرب (ليبيا) ولكن أيضا من الجنوب (السودان) فقد أفادت صحيفة (الوطن) المصرية أن إيران تنشر أيضا عناصر من فيلق القدس في السودان، مستفيدة من تدهور العلاقات بين حكومة السودان التي يقودها إسلاميون، ونظام حكم السيسي في مصر، ويقوم الإيرانيون حاليا بتدريب ميلشيات للإخوان المسلمين في السودان.
وقد أكدت صحيفة (العرب اليوم) الأردنية هذه الأخبار، وذكرت أن إيران بالإضافة لذلك تقوم بتنظيم عمليات عنف لإثارة حالة عدم استقرار في مصر انطلاقا من ليبيا والسودان.
وبرغم أنه في منطقة الشرق الأوسط عادة ما توجد حالة صراع بين طائفتي السنة والشيعة، إلا أنه في هذا الوقت يوجد تحالف غير مقدس بين شيعة إيران، وسُنَّة جماعة الإخوان، لكي يحاربوا معا عدوهم المشترك: السيسي ۔
ولسنوات، كان النظام الإيراني يحلم برؤية جماعة الإخوان المسلمين في مصر كجزء من خطة لاسلمة الشرق الأوسط، وطبقا لهذه الرؤية سيكون لإيران دور الزعامة ۔۔ متجاهلا أن إيران والسعودية العربية كانت لسنوات تناوران من أجل أن تستحوذ إحداهما على زعامة العالم الإسلامي.
ولأن جماعة الإخوان المسلمين كانت دائما تعارض المملكة السعودية، فلقد كان أمراً مفروغاً منه أن نظام حكم الإخوان لمصر سيكون من الطبيعي حليفا لإيران.
ولقد وصف الكاتب والصحفي الإيراني أمير طاهري في صحيفة الشرق الأوسط المملوكة للسعودية، أن إيران تدعم الرئيس السابق لمصر محمد مرسى التابع لجماعة الإخوان، وطبقا لما كتبه طاهري فإن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله على خامينئى والرئيس مرسي ، كانا من المفترض أن يرمزا إلى انتصار الإسلام الراديكالي.
ولقد كان واضحا، أن الزعامة السياسية لايران شعرت أيضا أنه كان عليها أن تستفيد من وزنها السياسي والاعلامي، وحتى المالي لتأمين انتخاب مرسى.
ولقد اهتم خامينئي بجذب الرئيس المنتخب حديثا – محمد مرسى – إلى جانب إيران ۔ حتى أنه أخذ في الحديث عن «يقظة إسلامية في مصر»، وكثيرا ما أشار إلى أن ما حدث في مصر كان مشابها للثورة الإسلامية في إيران عام 1979، كما كشف طاهري أن وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي في إيران قامت بتوجيه وسائل الإعلام بألا تذكر بعد ذلك حملة (الربيع العربي) ولكن (الربيع الإسلامي) مؤكدة «أن ما حدث في الدول العربية هو نقطة إسلامية مستوحاة من ثورة الإمام الخوميني في إيران ۔ وفى هذا الصدد قال الدبلوماسي الإيراني ومستشار الزعيم خامينئى بفترة طويلة على أكبر ولاياتي – أنه من المفترض أن تحاول إيران تبني دور الأبوة لثورات الربيع
العربي».
ولكن الرئيس السابق محمد مرسى كان يعتبر نفسه بعد فوزه في الانتخابات قويا بدرجة كافية، ولكنه طبقا لما ذكره طاهرى – فشل في أن يجارى تفوق خامنيئى في ادعاءاته بزعامة الإسلامي السياسي.
وللنظام الإيراني الآن خطط طويلة الأمد (للتعامل مع مصر)، كما أن جماعة الإخوان المسلمين في حاجة لمساعدة إيران لمقاتلة عدوهما المشترك: الرئيس المصري السيسي فهل ينجحان هذه المرة؟
إن إيران بلاشك سوف تطالب جماعة الإخوان المسلمين بأن تعترف علنا بأن إيران هي زعيمة
العالم الإسلامي ۔
رؤية تحليلية:
لم يكن العداء الإيراني لمصر الذي كشفت عنه هذه الخطة الإيرانية لزعزعة الاستقرار فيها بجديد، كما أنه ليس بغريب على نظام حكم الملالي في طهران ذلك أن تصريحات وممارسات هذا النظام ضد مصر
منذ قيام حكم الخوميني عام 1979 تعكس وتؤكد حقيقة عداء هذا النظام لمصر منذ هذا التاريخ باعتبار أن مصر بهويتها وثقلها الديني السُنِّى في منطقة الشرق الأوسط يعتبرها نظام الملالي في طهران منافسا قويا له، ومعرقلا لأهداق واستراتيجيات إيران في بسط نفوذها وهيمنتها على المنطقة، فضلا عن نشر الهوية الدينية الشيعية في بلدان المنطقة ۔
وقد ازدادت حدة العداء الإيراني لمصر بوجه خاص بعد رفض الشعب المصري في 25 يناير 2011 محاولات خامينئى أن ينسب الثورة المصرية آنذاك للثورة الإيرانية الإسلامية، وباعتبارها إحدى افرازات الثورة الخومينية ثم ازداد العداء الإيراني لمصر بعد سقوط نظام حكم الإخوان في مصر بثورة 30 يونيو التي أطاحت بهذا النظام الديني الفاشي، والذي كان يراهن عليه نظام الملالي في اختراق المجتمع المصري والوصول إلى عمقه، وهو الأمر الذي اضطر معه نظام الملالي أن يكشف عن وجهه الإرهابي الحقيقي والقبيح، بتصدير عوامل العنف والتخريب والفوضى إلى مصر عبر حدودها الشرقية والغربية والجنوبية،
وتدريب وتسليم وتمويل ميليشيات مسلحة تضم الجماعات المتطرفة والإرهابية وعلي رأسها
جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، وما تفرع عنهما من تنظيمات إرهابية عديدة تسعى فى محاولات غبية وفاشلة وخائبة لاعادة الإخوان لحكم مصر من جديد ۔
ذلك أن نجاح الشعب والجيش في مصر في الإطاحة بنظام حكم الإخوان في مصر ستتبعه بالضرورة سقوط جماعات الإخوان والقاعدة في دول الخليج العربية، فضلا عن تهديد نظم حكم الإخوان في بلدان الشرق العربي، وهو ما انعكس في اهتزاز حكم حركة حماس في غزة، وكذلك إخوان الأردن، وأيضا الإخوان في المغرب العربي، وهو ما انعكس أيضا في اهتزاز أنظمة الحكم الإسلامية في تونس وليبيا، ناهيك عما يعانيه نظام حكم البشير الإخواني في السودان من تصدع.
وعن مزاعم نظام حكم الملالي في إيران بوجود عداء جذري بين إيران والولايات المتحدة، وأنها «الشيطان
الأكبر» إلا على سبيل التقية والنزاع وتضليل العالم عن حقيقة التعاون السياسي والاستراتيجي التحتي بين طهران وواشنطن، واستخدام واشنطن ايران لتحقيق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في احداث صراع دموي في العالم العربي والإسلامي بين ما تطلق عليه «الهلال الشيعى» الذي يضم في المخطط الأمريكي البلدان ذات الأغلبية الشيعية (وتشمل إيران وسوريا ولبنان والمنطقة الشرقية من السعودية وباقي دول الخليج وجنوب العراق)، وبين بلدان «القوس السني» التي تشمل الأغلبية السُنيِّة (وهي بلدان المغرب العربي ومصر والسودان والأماكن المقدسة من السعودية والأردن) ۔
وقد انكشفت أبعاد التعاون والتنسيق بين امريكا وإيران في مواقف عديدة، أبرزها إطلاق يد إيران حزب الله لدعم نظام بشار الأسد في ضربة ثورة الشعب في سوريا والاعتراف بالنفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن (الحوثيون) وغزة (حركة حماس)، وعدم معارضة الولايات المتحدة للتوسع الإيراني مستقبلا وبما يتفق ومبادئ الجغرافيا السياسية لايران لنشر الثورة الايرانية في محيطها الجغرافي طالما لا يهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية ۔
ناهيك عن تقاضي ادارة أوباما عن الترسانة الكيماوية السورية، إلغاء الضربة العسكرية التي حشدت لها واشنطن وسائلها ضد سوريا فضلا عن الاتفاق النوووي الذي أُبرم أخيرا بين واشنطن وطهران في جنيف في يناير الماضي ويقضي بالسماح لطهران بتخصيب اليورانيوم، وبالتالي الاستمرار في برنامجها النووي كمصدر توتر مطلوب أمريكيا في منطقة الخليج لحمل الدول العربية الخليجية على الارتماء في أحضان أمريكا وعدم التفكير مستقبلا في إنهاء وجودها العسكري الذي يحمي منشآت النفط فيها، ويساهم في تشديد الحصار على كل من روسيا والصين، وأيضا مبررا لاستمرار بيع الأسلحة المتطورة الأمريكية لدول منطقة الخليج وبما يزيد من تحكم الولايات المتحدة في موارد هذه الدول، وما واكب كل ذلك من تجميد برنامج زيادة العقوبات الأمريكية والغربية على إيران، والافراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة توطئة لالغائها تدريجيا.
وانطلاقا من هذا التعاون التحتي بين ايران والولايات المتحدة والذي صار مكشوفا للعيان، يجئ دور جماعة الإخوان في تسهيل مهمة الدولتين لتقسيم مناطق النفوذ في المنطقة بينهما، وتعزيز الدور الإقليمي لإيران، بل والاستفادة من العلاقات الإيرانية الإخوانية القديمة منذ عهد حسن البنا في مساعدة إيران للإخوان
في تثبيت دعائم حكم الإخوان في مصر خلال العام الأسود الذي حكموا فيه مصر، وهو ما انعكس
في مواقف كثيرة تمثلت في زيارات رسمية وسرية لمسئولين إيرانيين لمصر أبرزها زيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدى نجاد لمصر التي بّشر فيها بتحول مصر للمذهب الشيعي، ثم الزيارة السرية التي قام بها وزير الاستخبارات الإيرانية لمصر ومعه 8 من رجال المخابرات الإيرانية وقابل فيها عصام الحداد مسئول المخابرات في جماعة الإخوان ثم محمد مرسى وكان هدف الزيارة هو مساعدة إيران لجماعة الإخوان في إنشاء جهاز مخابرات خاص بالجماعة وكذلك حرس ثوري إخواني أشبه بالحرس تحت سيطرة المؤسسة العسكرية، فضلا عن عدم ثقة الإخوان في ولاء الجيش المصري للرئيس الإخواني السابق محمد مرسى، وبالتالي الرغبة في إنشاء قوة حراسة خاصة له من الإخوان تكون بديلة للحرس الجمهوري وهو ما طالب به النائب الإخواني في مجلس الشورى في مارس 2013
(عباس عبد العزيز) الذي قدم مشروع قانون يسمح بالغاء الحرس الجمهوري وتبديله بآخر
(ثوري) – صحيفة الوفد في 2013/3/17.
كذلك الوثيقة التي كشفت عنها الصحف المصرية حول شيك بمبلغ 250 مليون دولار قدمته قطر إلى خالد مشغل رئيس حركة حماس لتدريب قوة خاصة تتولى الدفاع عن محمد مرسى، فضلا عن الوثيقة التي أصدرها ما يطلق عليها (الحرس الثوري المصري) تحت رئاسة كل من أحمد عطا الله ومحمد الحضري، والتي كشفت عن أهداف هذا التشكيل في القضاء على أعضاء المجلس العسكري المصري الذي أدار الفترة الانتقالية في يوليو 2012، وجميع ضباط المخابرات الحربية وإذا تجاوزنا أحداث الماضي منذ الأربعينيات والتي حفلت بعلامات قديمة بين ملالي إيراني أبرزهم نواب صفوي، وزعماء الإخوان الأوائل أمثال حسن البنا وسيد قطب، مروراً بعلاقات الخوميني في الثمانينيات مع قادة الإخوان وإبرزهم المرشد عمر التلمساني وتصريح وزير الخارجية الإيراني في مارس 1979 الذي قال فيها بصراحة «سنُصدِّر الثورة الإسلامية إلى مصر» ثم تصريح المرشد مهدى عاكف في يناير 2011 لوكالة الأنباء الإيرانية (مهر) والذي أعرب فيها عن دعم الإخوان لمفاهيم وأفكار مؤسس الجمهورية الإسلامية خوميني خاصة فيما يتعلق بدور سياسي ديني للتنظيمات الدينية في العالم الإسلامي، وانتقلنا إلى ثورة 25 يناير في مصر، فستجد آية الله خاميئني في أول خطبة جمعة له باللغة العربية يوجه خطابه إلى «أحفاد حسن البنا» يطالبهم فيها بالاشتراك فيما أطلق عليه «شرق أوسط إسلامي» كما تجرأ على الجيش المصري وحثه على الانضمام للمتظاهرين، وأيضا المثقفين المصريين، مبديا استعداد إيران لدعم الثورة المصرية وهو ما دفع ثوار ميدان التحرير في الاسراع باعلان رفضهم هذه الوصاية، مما شكل خيبة أمل كبيرة عند النظام الإيراني ۔
ولم تكن خطبة خامينئى هذه هي الدليل الوحيد على عمق العلاقة بين إيران وجماعة الإخوان بل لقد استبتعها في نفس الفترة عقد لقاء بين كمال الهلباوي – عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان – وآية الله خامنيئى كشف خلاله الهلباوي عن عمق العلاقة بين الإخوان وإيران عندما قال: «إن جماعة الإخوان في مصر تترسم خطى الثورة الإيرانية».
وأضاف عندما سُئل عن مقارنة علاقة إيران بالإخوان في مصر مع علاقتها مع حركة حماس التي تدعم إيران منذ أوائل التسعينيات، أجاب: «إن إيران دولة شيعية كبرى، دعَّمت ساعدت حماس علنا برغم أنها حركة سُنية، وعلى النقيض من ذلك فإنه سيكون من المخاطرة بمكان بالنسبة لجماعة الإخوان أن تكون لها علاقة علنية مع إيران «خصوصا أنها تستعد لخوض الانتخابات ثم اضاف الهلباوي موضحا تعتبر جماعة الإخوان الحليف الرئيسى لايران في مصر الجديدة،
لذلك تحث إيران من أجل تقوية جماعة الإخوان ۔۔ ذلك أنها أكبر منظمة إسلامية في العالم العربي والتي تتجاهل القومية العربية والهوية السنية لتسهيل تحالفاتها مع الحركة الإسلامية خارج العالم العربي ويقصد
بذلك إيران المقدمة) ۔
كما لم يتوقف التعاون العميق والعريض بين إيران وجماعة الإخوان على هذا الحد من التصريحات والزيارات بل نجد الرجل الأخطر والأهم وهو الجنرال قاسم سليماني – قائد فيلق القدس في الحرس الثوري – والمسئول عن العمليات الخارجية، الذي ألقى خطابا يوم 24 نوفمبر 2011 أمام حشد ضم خمسين ألفا من ميليشيات الحرس الثوري والباسيج في مدينة كرمان جنوب ايران، قال فيه: "تمخضت المنطقة اليوم عن عدد من (ايرانات جديدة) يجمعها العداء للولايات المتحدة". وعن مصر تحديدا قال سليماني "ان مصر ستكون ايران جديدة سواء أردتم أم لم تريدوا". حيث تعمد طهران إلى تصدير ما يطلق عليه الربيع العربي إلى (صحوات إسلامية) تستقي إلهامها من الثورة الإسلامية في ايران، كما يقنع النظام الايراني في اعتباره انتصار الثورات العربية انتصاراً لإيران، وتحقيقا متأخرا لمشروعها الهادف إلى تصدير ثورتها إلى دول المنطقة العربية والاسلامية، وهو ما عبر عنه خامنئي ب "شرق أوسط اسلامي جديد".
واذا نظرنا بعمق إلى تصريح قائد فيلق القدس هذا حول رؤيته لايران جديدة في المستقبل تضم في مخيلته مصر وليبيا واليمن والبحرين، فسنجد في قوله الفاجر:"سواء أردتم أم لم لتريدوا".، أنه تصريح لا يأتي من فراغ، فلابد له من اساس وجذور يعتمد عليها قائد فيلق القدس في أنها ستكون الاساس لتحول مصر إلى "إيران جديدة"، وهو ما يتمثل في جماعة الاخوان التي فازت في انتخابات 2012 وتولت السلطة في مصر، والقادرة على اقامة علاقات استراتيجية وطيدة بين مصر وايران تحقق الاهداف الاخيرة في المنطقة، الامر الذي انعكس بعد ذلك ليس فقط في الزيارات الرسمية وغير الرسمية التي جرت بين المسئولين في البلدين، ولكن ايضا زيادة وتيرة الدعوات الايرانية للاعلاميين ورجال الاعمال المصريين، بل وايضاً عائلات شهداء الثورة، لزيارة طهران وأصفهان ومدينة قم، وزيادة محاولات الاستقطاب داخل طبقة النخبة وصناع الرأي العام، كانت نتيجته زيادة دعوات الكُتَّاب المصريين في الصحف إلى سرعة تطبيع فوري للعلاقات بين البلدين، وليذكروا منبهرين بما شاهدوه ويكتبوا ما تريده طهران بالضبط.
وبالمقابل فتحت مصر أبوابها بمباركة من مرشد جماعة الإخوان أمام حجيج شيعي لم يتم إيقافه (مؤقتا) إلا لرفض الشعب المصري الذي اعترض على محاولات تشييع مناطق معينة في مصر.
ثم جاءت أخيرا في فبراير 2014 تصريحات الجنرال محمد رضا نقدي قائد قوات التعبئة (الباسيج) في ايران، وهي قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين (ذكور وإناث) وتتبع الحرس الثوري الايراني لتدق ناقوس الخطر مجدداً، حيث أكد نقدي أن ايران تسعى لتطويق اسرائيل بانشاء وحدات لقوات الباسيج في مصر والاردن، وهو ما جعل مصدراً عسكرا مصريا يرد بسرعة أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بوجود أي ميليشيات مسلحة أجنبية داخل الاراضي المصرية، مؤكداً أن من يحاول التسلل إلى مصر سيكون مصيره الموت. واكب ذلك استدعاء رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة في ابريل 2014 احتجاجا على إجراءات إيرانية مناهضة للامن القومي المصري، منها لقاءات بين قيادات ايرانية مع قيادات اخوانية تابعة للرئيس المعزول محمد مرسي أثناء وجوده في الحكم للسيطرة على الاوضاع الامنية، بالإضافة إلى التحركات الإيرانية الكبيرة بعد ثورة 30 يونيو والمد الشيعي بعدة محافظات، فضلا عن تدعيم، ما يسمى بجيش مصر الحر في كل من ليبيا وغزة، وما كشفت عنه أجهزة الأمن عن ما اسفر عنه إجتماع وزير الاستخبارات الإيرانية مع القيادي الاخواني عصام حداد في ديسمبر 2012.ثم مع محمد مرسي، من أجل سحب البساط من تحت الأجهزة الأمنية في ظل تخوف الاخوان من تعاطف الشعب المصري الذي هدد الاخوان بالقيام بثورة بعد 6 أشهر، واتفق الطرفان على عمل ما يسمى ب "النهايات الطرفية" من خلال عمل شاشات كبيرة تحتوي على جميع المعلومات عن أي مواطن مصري، وشاشات خاصة ببيانات المرور، وشاشات ثالثة خاصة بالاحوال المدنية ويكون مقرها في عابدين، مع سحب الاجهزة من مقر مصلحة الاحوال المدنية في العباسية الى المقر الجديد بعابدين، على أن يكون جميع موظفيه، من الاخوان للعمل بطاقات رقم قومي وشهادات لغير المصريين سواء من حماس أو بعض الاشخاص الموالين لجماعة الاخوان من غير المصريين.
ثم امتد التعاون بين الاخوان وايران إلى الاشراف على القنوات الفضائية بما يروج للتعاون بين الاجهزة الاعلامية في البلدين.
أما عن تهديد ايران للأمن القومي المصري في مرحلة ما بعد إزاحة نظام حكم الاخوان، فإن المعلومات أشارت إلى أن إيران لم تتوقف عن التدخل في شئون مصر، حيث شاركت قطر وتركيا في تدعيم ما يسمى بالجيش المصري الحر في معسكرات ليبيا مستغلين سوء الاحوال الأمنية هناك بعد سقوط نظام القذافي حيث أُنشئت 10 معسكرات في المنطقة الشرقية من ليبيا، وبالقرب من الحدود المصرية عند درنة وشاطئ بردي، وذلك بتدعيم من ايران لاحداث الفوضى في مصر وارباك الاجهزة الامنية، الا أن الامن المصري نجح في توجيه ضربات موجعة للعناصر الارهابية المتسللة من هذه المعسكرات تحت الاشراف الايراني، كان آخرها ضبط ثروت شحاتة القيادي الجهادي المعروف كما تؤكد مصادر المعلومات بأن إيران لم تقف عند هذا الحد، وإنما حرصت على المد الشيعي في مصر، بالإضافة إلى استضافة مصريين عاديين بطهران حيث أصبحت هناك قرى معروفة في الدلتا بالتردد على إيران مثل قرية العصافرة بالدقهلية.
وقد دخلت إيران على خط المؤامرة في سيناء منذ تولي نظام الاخوان الحكم في مصر بالتعاون مع حركة حماس في غزة، والتي تحولت إلى قاعدة لوجيستية لتصدير الارهابيين والاسلحة والذخائر والاموال عبر الانفاق إلى تنظيمات أنصار بيت المقدس، وأنصار الشريعة، والتوحيد والجهاد.. وغيرها، بل وتدريبهم بواسطة عناصر في الحرس الثوري داخل قطاع غزة.
فقد دفعت ايران باثنين من كبار التنظيمات الموالية لها في غزة لكي تتواجد بكثافة في سيناء من خلال علاقات وثيقة تربطها بحركة الجهاد الاسلامي التي يقودها رمضان شلح، فضلا عن علاقاتها مع حماس، خاصة الفصيل الذي يدين بالولاء الكامل للقيادي الحمساوي محمود الزهار.
أما أخطر ما في التواجد الايراني في سيناء أنه يلعب على ذات الأوتار التي تعزف عليها اسرائيل، حيث
نجحت الأخيرة في اقناع الولايات المتحدة بالموافقة على ما يطلق عليه مشروع "جيور آيلاند" لمنح حماس 750كم2 من شمال سيناء لضمها لقطاع غزة لانشاء ما يسمى (بغزة الكبرى) لتكون مقرا للدولة الفلسطينية على أن يتم ضم الضفة الغربية إلى المملكة الاردنية، وبذلك تنتهي مشكلة الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي التي تعتبر جوهر الصراع العربي – الاسرائيلي. وبمجرد أن عرضت الادارة الامريكية هذا المخطط على قيادات الاخوان أبدوا موافقة صريحة عليه، وهذا هو السر في مساندة واشنطن لنظام حكم الاخوان في مصر، وتقديم الادارة الامريكية 4 مليار دولار لخيرت الشاطر باعتباره الرجل الاقوى في جماعة الاخوان، مقابل موافقتهم على تنفيذ المخطط الاسرائيلي، وهي الرشوة التي كشف عنها أحد أعضاء الكونجرس وأحدثت ارتباكا في الإدارة الأمريكية.
وكان اتفاق الاخوان مع قيادة حماس على أنيتم تنفيذ هذا المشروع تحت غطاء اقتصادي يتمثل في انشاء منطقة حرة على الحدود بين مصر وغزة، وسماح الاخوان للفلسطينين من قطاع غزة بالاستيطان في سيناء وتمليكهم الاراضي في منطقة الحدود ومنح 50.000 جنسية مصرية للفلسطينيين وبما يمكنهم من تحقيق هذا الهدف ، وهو ما انعكس في اصدار حماس جوازات سفر للفلسطينين مختومة بخاتم (غزة- سيناء) وتعيين خالد مشعل مسئولا عن قطاع غزة واسماعيل هنية مسئولا عن شمال سيناء.
وبالتوازي مع ذلك حرص الإخوان على تقنين هذه الخيانة بوضع نص في الدستور الإخواني بمنح رئيس الدولة الحق في تعديل حدود الدولة المصرية.
لذلك كان سقوط الاخوان في مصر مثار غضب الامريكيين الذين راهنوا على هذا المشروع منذ عام 2008 الذي يقضي بفصل سيناء عن مصر واقامة دولة فلسطينية على جزء منها واقامة دولة بدوية على الجزء الباقي، وهذا ثابت في خرائط نشرتها مجلة اتلانتك الامريكية القريبة من الادارة الامريكية في عام 2008. ومن هنا يمكننا أن نفهم لماذا كانت ولا تزال سيناء هدفا لاجهزة مخابرات عالمية بلغ عددها 12 جهازأً تسللت بعملائها إلى سيناء، وكونت داخلها جماعات وميليشيات موالية خلال السنوات الاخيرة، وبعضها موال لاسرائيل والبعض الآخر موالي لايران التي لها كثير من العرابين الذين يدينون لها بالولاء والطاعة.
ولقد كشفت برقيات موقع ويكيليكس عن محاولات ايران لتجنيد بدو سيناء للمساعدة في تهريب الاسلحة، ومساعيها لتشييد بنية تحتية هناك، وتجنيد عملاء لها في أنحاء مختلفة من مصر، وهو الامر الذي أكده الكشف عن خلية حزب الله التي تم ضبطها في عام 2010، ولم يكن خافيا عنها أصابع ايران.
وقد حدث بعد ثورات الربيع العربي تعديل في السياسة الايرانية حيثن استبدلت شعار تصدير الثورة الايرانية بآخر عنوانه تصدير خلق الأزمات.
وقد شاهدنا تطبيقات لهذا الشعار فيما خلقته طهران من أزمات في البحرين واليمن ولبنان وفلسطين والعراق ومصر، ولا تزال طهران تبذل جهودا لتصدير الازمات إلى باقي الدول العربية .
والغريب أن ايران تظل هي اكبر مستفيد في كل التدخلات لامريكية.. من أفغانستان والعراق وحتى سوريا. أما الازمة التي تشارك فيها ايران في سيناء فيتمثل في محاولاتها العبث بالامن المصري، مستفيدة من الخيوط التي تربطها بمتطرفين في غزة وسيناء، وسعيها لتوظيف الغضب الامريكي ضد النظام الجديد في مصر بعد سقوط نظام حكم الاخوان، في تقديم نفسها كوكيل يمكن الوثوق به في نشر التوتر في سيناء داخل مصر، والمثير أن واشنطن لم تتخذ أي إجراء عملي أو حتى موقف سلبي من طهران بالنظر لمسئوليتها في تهريب الارهابيين والاسلحة عبر الحدود المصرية الشرقية والغربية والجنوبية الى مصر، واستمرارها في دعم الاخوان على أمل اعادتهم لحكم مصر لتنفيذ المخططات الامريكية لتقسيم مصر، فضلا عن مواصلة مرونتها مع ايران.
ويتصور أصحاب سيناريو العبث بأمن سيناء أن بإمكانهم أن يؤدي ذلك إلى إثارة أزمة اقليمية جديدة تشكل عقبة ضد النظام الجديد في مصر، وتجبره على الانصياع للضغوط الأمريكية.
أما الدور الذي لعبته حماس لتنفيذ هذا المخطط فيتمثل في محاولة اقناع شباب سيناء بأنها ليست مصرية، وهو ما يتمثل في المواقع الالكترونية حمساوية التي تنشر خرائط ووثائق تزعم ان سيناء في الاصل "شامية"، وليست مصرية ولم تتوقف أكاذيب حماس عند هذا الحد، بل وصل الخداع لدرجة الزعم بأن ما تشهده سيناء حاليا هو حرب بين الجيش المصري وبدو سيناء.
لذلك فان اعلان رئيس الباسيج الايراني عن تكوين ميليشيات مسلحة تابعة لطهران في سيناء يعني أن ايران دخلت على الخط، وأنها صارت لاعبا اساسيا في العصابة التي تحاول تنفيذ اقامة دولة فلسطينية في سيناء، تلك العصابة التي تضم اسرائيل وامريكا وحماس وجماعة الاخوان، والآن انضمت لها ايران، وهو ما يعني أن المعركة التي يخوضها الجيش المصري الآن وبنجاح في سيناء، إنما هي معركة مصير من أجل إسقاط هذا المشروع الذي تحيكه تلك العصابة، ومن أجل المحافظة على وحدة واستقلال الاراضي المصرية.
كما لم يكن نظام حكم البشير الاخواني في السودان بعيداً عن هذه المؤامرة وهذه المخططات، وهو الذي فتح الاراضي والمطارات والموانئ السودانية لاستقبال الايرانيين واسلحتهم ولنشات صواريخهم في ميناء بورسودان، وسمح لايرانب اقامة مصنع (اليرموك) لصناعة الصواريخ في جنوب الخرطوم، تنقل منه الاسلحة الايرانية بالشاحنات إلى سيناء وغزة عبر صحراء مصر الشرقية، وهو المصنع الذي تعرض لغارة جوية اسرائيلية في عام 2012 دمرته وداخله قافلة من 20 شاحنة كانت محملة بالاسلحة والصواريخ جاهزة للانطلاق نحو سيناء، كما قامت اسرائيل ايضا قبل وبعد هذه الغارة بتنفيذ غارات جوية أخرى ضد قوافل سودانية كانت متجهة لنفس الغرض وقبل ان تعبر الحدود نحو مصر، فضلا عن غارة أخرى مماثلة ضد ميناء بورسودان لتدمير سفن كانت تنقل اسلحة ايرانية إلى السودان، ناهيك عن السفينة الايرانية التي احتجزتها اسرائيل في مارس الماضي في البحر الاحمر وكانت تحمل عشرات الصواريخ الايرانية في طريقها إلى غزة وقادمة من ايران.
وبالطبع لم يكن قيام اسرائيل بهذه المهام من اجل عيون مصر، ولكن حفاظا على أمنها ودفاعا عن مصالحها، وادراكا منها أن هذه الصواريخ ستستخدمها حماس وحركة الجهاد الاسلامي ليس انطلاقا من أراضي غزه، ولكن انطلاقا من سيناء لتوريط مصر في حرب معها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى للفت أعين أمريكا إلى خطورة التهاون في التعامل مع ايران التي صارت مصدراً لتصدير الإرهاب والأزمات
لبلدان الشرق الأوسط.
وقد رصدت أجهزة الاستخبارات المصرية وجود حوالي 1000 جهادي يتلقون تدريبات في السودان على ايدي مدربين من الحرس الثوري الايراني، وذلك في ثلاث معسكرات قرب الحدود مع مصر تمهيدأً لنقلهم إلى مصر لتنفيذ عمليات ارهابية.
وعن تعاون أجهزة الاستخبارات الغربية مع مثيلتها الايرانية لتهديد الامن المصري، رصدت الاجهزة الامنية المصرية اجتماعاً في الاسبوع الاخير من شهر مايو الماضي في المانيا كان أطرافه أعضاء أجهزة مخابرات امريكية والمانية وايرانية وتركية وقطرية من اجل وضع خطة عرقلة اعمال الرئيس السيسي بعد توليه المسئولية، وتمثلت الخطة في تأسيس المزيد من الميليشيات الشيعية المسلحة على حدود مصر الشرقية والمغربية والجنوبية، وذلك من خلال الاعلان عن تأسيس أول جماعة شيعية مسلحة في غزة باسم (حركة الصابرين) يتم تسريبها عبر الانفاق الى داخل سيناء لخلق بؤر مسلحة لتنفيذ عمليات ارهابية ليس فقط في سيناء، بل وفي داخل العمق المصري، ويقود هذه الحركة الجهادي الشيعي (هشام سالم) وهو أحد قيادات الجهاد الاسلامي قبل انشقاقه بعد افتضاح أمره، إضافة إلى شخص يدعى (محمود جودة) قائد جماعة التكفير والهجرة السابق والذي أعلن تشيعه قبل سنوات.
هذا بالاضافة الى السعى قدما في الوقت الراهن لتاسيس المزيد من الحركات الشيعية المسلحة في فلسطين وليبيا والسودان لتكون نوايات مستمرة للارهاب وزعزعة الاستقرار في هذه الدول، وبما يجعل حدود هذه الدول ملتهبة باستمرار، ويشتت جهود الجيوش العربية وعلى رأسها الجيش المصري.
يدخل في إطار هذه التهديدات تقديم الدعم المادي واللوجيستي والاعلامي ومنظمات المجتمع المدني بما يؤدي إلى شن حرب إعلامية ضروس ضد النظام الجديد في مصر، واتهامه بأنه نظام انقلابي وغير ديموقراطي وجزء من نظام حكم مبارك، فضلا عن إثارة الاحتجاجات والاعتصامات والازمات بواسطة النقابات العمالية والمهنية، وتقويض الدولة اقتصادياً، ولا يمكن فصل هذه المخططات التآمرية من جانب إيران ضد مصر عن مجمل المخططات الفكرية الاخرى ضد جميع دول الاقليم والتي عبر عنها تصريح الجنرال يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري لخامنيئي والقائد السابق للحرس الثوري والذي قال فيه إن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هي عليها الآن، بل تنتهي عند شواطئ البحر المتوسط عبر الجنوب اللبناني. وذلك في اشاره وكأنها المرة الثالثة التي يبلغ فيها نفوذ ايران إلى حدود الامبراطوريتي الأخمينية والساسانية الفارسيتين قبل الاسلام. وترجمة مثل هذه التصريحات إلى مخططات لتدمير دول الخليج برعاية أمريكية – إيرانية، تشارك فيها اسرائيل وبريطانيا وأمريكا وايران بهدف نقل ما يطلق عليه ثورات الربيع العربي إلى دول الخليج بعد فشلها في مصر أما آليات تخطيط هذه المؤامرة فيتمثل بشكل رئيسي في مكتب رعاية المصالح الاسرائيلية في قطر برئاسة سامي ريفيل والذي يستخدم مراكز الابحاث ومنظمات المجتمع المدني والحرس الثوري الايراني متمثلا في فيلق القدس لتأجيج الأوضاع واشعالها في البحرين واليمن والكويت والمنطقة الشرقة من السعودية عن طريق العمليات الارهابية والاشتباك مع الامن والجيش في هذه الدول، وبما يدفع السعودية الى خوض حرب ضد ايران، وتعتبر قطر طرفا فاعلا في هذه المخططات التي تسعى إلى نقل مسرح العمليات من سوريا إلى منطقة الخليج وسيناء ومصر، وذلك اعتماداً على قواعد الاخوان في هذه الدول، واستناداً إلى التوافق القائم بين أمريكا وايران وتركيا وقطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.