«التوعوية بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم».. أبرز توصيات مؤتمر "تربية قناة السويس"    وزير المالية يعرض بيان الموازنة العامة الجديدة لعام 2024 /2025 أمام «النواب» الإثنين المقبل    انخفاضان متتاليان في سعر الدولار أمام الجنيه.. شوف بكام اليوم 19 أبريل    «النواب» يبدأ أولى جلساته العامة بالعاصمة الإدارية الأحد بمناقشة «التأمين الموحد»    الدولة ستفي بوعدها.. متحدث الحكومة يكشف موعد الانتهاء من تخفيف أحمال الكهرباء    انخفاض الأسهم الأوروبية مع تراجع أداء قطاعي البناء والصناعة    أسعار النفط العالمية تقفز بنحو 4% عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران    وكالة الطاقة الذرية: المواقع النووية الإيرانية لم تتضرر من الهجوم الإسرائيلي    تعرف على مواجهات الجولة السابعة عشر بمجموعتى الصعيد بدورى القسم الثاني    جدول مباريات اليوم.. ظهور مرموش.. افتتاح دوري "BAL" السلة.. ولقاء في الدوري المصري    موجة حارة على المحافظات.. «الأرصاد» تحذر من تقلبات حادة وسريعة في الطقس    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 19 أبريل 2024.. «الدلو» يشعر بصحة جيدة وخسائر مادية تنتظر «السرطان»    بهذة الطريقه.. رامي صبري يشكر جمهوره في الكويت    طائرات الاحتلال تشن غارتين على شمال قطاع غزة    أمريكا تعرب مجددا عن قلقها إزاء هجوم إسرائيلي محتمل على رفح    الدولار على موعد مع التراجع    توطين الصناعة.. الطريق إلى 100 مليار دولار صادرات    بسبب ال«VAR»| الأهلي يخاطب «كاف» قبل مواجهة مازيمبي    أضخم مخطط استراتيجى تنموى فى الساحل الشمالى    مطارات دبى تطالب المسافرين بعدم الحضور إلا حال تأكيد رحلاتهم    «العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية    ارتفاع أسعار الأسماك اليوم الجمعة في كفر الشيخ.. البلطي ب 95 جنيهًا    أخبار الأهلي : موقف مفاجئ من كولر مع موديست قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    تشريح جثمان فتاه لقيت مصرعها إثر تناولها مادة سامة بأوسيم    أحمد شوبير يوجه رسالة غامضة عبر فيسبوك.. ما هي    موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف.. تعرف عليه    طلب عاجل من ريال مدريد لرابطة الليجا    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    بعد عبور عقبة وست هام.. ليفركوزن يُسجل اسمه في سجلات التاريخ برقم قياسي    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    بعد تعليمات الوزير.. ما مواصفات امتحانات الثانوية العامة 2024؟    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    هدي الإتربي: أحمد السقا وشه حلو على كل اللى بيشتغل معاه    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    خبير عسكري: هجوم إسرائيل على إيران في لبنان أو العراق لا يعتبر ردًا على طهران    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كهوف الدم والخيانة..انفراد ..الحرس الثورى الإيرانى شارك فى تنفيذ مؤامرة قتل الحجاج
نشر في الموجز يوم 12 - 10 - 2015

جهاز المخابرات الايرانى وضع خطة تفجير الكعبة تحت تصرف الملالى
قصة الانتحاريون الذين جندتهم ايران لإدارة الحروب القذرة
الفرقة السرية يتم تكليفها باقتحام حقول الألغام قبل القوات التقليدية
تم الدفع بعناصر منهم الى القاهرة لتنفيذ عمليات تخابر وتخريب
أجهزة سيادية أحبطت عملياتهم وقامت بتصفية عناصر منهم
وسط اجواء تنذر بحرب عالمية ثالثة فلا صوت يعلو فوق صوت المؤامرة فى منطقة الشرق الاوسط وعندما تدور رحى المؤامرات والعمليات السرية فان الحديث لا بد ان يتطرق الى الحرس الثورى الايرانى تلك الشوكة التى تستخدمها ايران لرسم هلالها الشيعى فى المنطقة بالعمليات القذرة .
وكثيرا ما كشفت "الموجز" فى ملفات سابقة عن فصول مهمة وخطيرة من المؤامرات والعمليات القذرة التى نفذتها فرق ما يسمى بشهداء كربلاء والحرس الثورى الا ان المعلومات التى حصلنا عليها فى هذا الملف تعد هى الاخطر لانها تتعلق بابشع مخطط نفذه الحرس الثورى لقتل ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام لوضع المملكة العربية السعودية فى موقف لاتحسد عليه حيث اكدت المعلومات ان هناك فرق من الحرس الثورى الايرانى تم الدفع بهم فى موسم الحج باعتبار انهم جاءوا لاداء الفريضة بينما كانت هذه الفرق تتحين الفرص لتنفيذ اى مخطط تخريبى حتى سنحت لهم الفرصة للقيام بعملية انتحارية اثناء حادث التدافع ادت الى تضاعف الاعداد فى صفوف الضحايا بشكل مخيف .
وياتى هذا وسط معلومات عن قيام جهاز المخابرات الايرانى بوضع خطة تفجير الكعبة تحت تصرف الملالى .
المعلومات التى حصلت عليها "الموجز" اكدت ان هناك جثث لشخصيات تبين انها تنتمى للحرس الثورى وتحديدا الفرق الانتحارية وقد استغلت طهران الحادث منذ اللحظة الاولى لوضع المملكة العربية السعودية فى موقف المدافع والمدان بحجة ان لها ضحايا فى الحادث ودفعتها الى دائرة الارتباك فى نفس التوقيت الذى كانت ايران تعمل فيه باتجاه اخر داخل المشهد السورى .
ورغم خطورة هذه المعلومات التى مازالت قيد التحقيقات لدى الجانب السعودى الا ان هناك شواهد كثيرة تدفعنا لهذا الاتجاه خاصة ان ايران دفعت بفرق تخريبية قبل ذلك فى موسم الحج وحاولت تفجير المسجد الحرام والكعبة وتشهد العلاقات السعودية الإيرانية خلال الفترة الماضية أعلى درجات التوتر، وسط تهديدات متبادلة بالانتقام العسكري على أرضية ازمة حجاج منى، والصراع في كل من سورية واليمن والعراق، وباتت احتمالات
الانتقال من الحرب النيابة الى صدام مباشر، واردة اكثر من من اي وقت مضى .
جاء التدخل العسكري الروسي في سورية لدعم الرئيس بشار الاسد ونظامه من خلال قصف مكثف لتجمعات المعارضة السورية، معتدلة كانت او متشددة، وادانة السعودية له بشدة، ليصب المزيد من المازوت على نار التوتر، ويعزز فرص الصدام، خاصة اذا ما حاولت القيادة السعودية تكرار الدور الذي لعبته في مطلع الثمانينات من القرن الماضي في حشد المجاهدين السنة وتعبئتهم وتسليحهم لقتال السوفييت في افغانستان، وطبقت السيناريو نفسه في سوريا، حسب العديد من التسريبات التي نشرتها وسائل اعلام سعودية وخليجية
ولا بد من الاعتراف بأن التهديدات الايرانية ضد السعودية هي الأقوى والأعلى صوتا، والاعنف لغة، وحاولت توظيف كارثة الحجاج في مشعر منى، كأرضية في هذا التصعيد، لحشد الشعب الايراني، وتعبئته خلف اي صدام مع السعودية، بسبب حالة الغضب الشدبد التي تسود اوساطه تجاه كارثة الحجيج التى كانت بمثابة الخطة محكمة التنفيذ والمؤامرة الأكبر على المملكة .
ولعل ابلغ دليل على اتصعيد ان اللواء محمد علي الجعفري القائد العام للحرس الثوري الايراني، والرجل الاقوى في ايران بعد المرشد، قال في تهديدات صدرت عنه "ان الحرس الثوري مستعد لتوظيف جميع قدراته لتوجيه رد سريع وعنيف، في اي زمان ومكان، ضد آل سعود، بسبب كارثة منى، واسترداد حقوق الحجاج الايرانيين الضحايا، وتحقيق طلب المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي ".
وكان المرشد الايراني الاعلى نفسه هدد في الاسبوع الماضي برد عنيف وقاس في حال اساءت السعودية للحجاج"، وطالبها بأن تتحمل مسئوليتها عن حادثة التدافع في منى، داعيا الى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق تضم ممثلين عن الدول الاسلامية ..وهذا ياتى دون شك فى اطار الضربة الاستباقية حتى لا تشير اصابع الاتهام الى طهران حول تورطها فى الحادث .
اما العميد مقتدى قرباني المقرب جدا من الجنرال قاسم سليماني رئيس فيلق القدس، ورئيس تحالف الثورة الايرانية، فذهب في تهديداته للسعودية الى ابعد من الجميع عندما قال "ان الفي صاروخ جاهزة لضرب السعودية اذا اصدر مرشد الثورة اوامره بالتنفيذ" .
في المقابل تلتزم القيادة السعودية حالة من الصمت ازاء هذه التهديدات، وباستثناء مقالات شرسة تهاجم ايران وتتهمها ببذر بذور الفتنة الطائفية، وتطالب بالتصدي لها .
وهناك تفسيران لهذا التصعيد الايراني المتصاعد واللغة غير المسبوقة التي تتسم بها التهديدات المرافقة له:
الاول: ان تكون ايران جادة فعلا في توجيه ضربات ضد المملكة، بعد ان وجدت نفسها في موقع صعب بعد عدم قدرتها على نصرة حلفائها في اليمن (الحوثيين)، وباتت موازين الحرب في سورية تميل الى صالح تحالفها، بعد تدخل الروس عسكريا، وتعزيز وجود النظام السوري، الامر الذي يخفف الضغوط عنها في الملف السوري بدرجة اكبر، والعراقي بدرجة اقل، ويحقق لها حرية اكبر في الحركة سياسيا وعسكريا
ثانيا: ان يكون هذا التصعيد يهدف الى ممارسة ضغوط على السعودية لدفعها الى موقف المدان في مسألة التحقيقات في وفاة 464 حاجا ايرانيا بينهم مسئولين كبار، وتقديم اعتذار رسمي عن هذه الكارثة وتعويضات لأسر الضحايا، لأن ايران، ومهما صعدت، من الصعب ان تدخل في حرب مباشرة لمعرفتها لحجم الخسائر المتوقعة، حتى لو كان الانتصار حليفها، وهذا ما يفسر سياسة ضبط النفس في اليمن، والحد الادنى من التدخل المباشر في سورية .
وتشير اصابع الاتهام ايضا الى شهداء كربلاء الذين تناولناهم فى ملفات سابقة وهى فرق سرية يحظر على افرادها التعامل مع اى جنود او قادة غير الموكل لهم تدريبهم كما ان اسماءهم يتم وضعها بكافة المعلومات الخاصة بهم تحت تصرف "الملالى ".
اما طبيعة المهام الموكلة لهم فهى فى مجملها مهام انتحارية متنوعة اى ان اى شخص ينضم الى جماعات شهداء كربلاء يعلم جيدا انه انتحارى يضع حياته تحت تصرف قادته وعلى سبيل المثال لا الحصر يكفى ان نعلم ان مجموعات شهداء كربلاء تكلف بعبور حقول الالغام على الاقدام قبل قوات المشاة التقليدية وتنفجر فى اجسادهم الالغام ثم تعبر باقى القوات على اثار اقدامهم فى امان ويتلاعب قادتهم بمشاعرهم بقصص واقعة كربلاء الشهيرة لخلق اجيال جديدة من الانتحاريين يدعون انهم شهداء .
أما فيلق القدس الذى تتداوله وسائل الاعلام كثيرا دون الخوض فى خلفياته التاريخية وتكوينه من الداخل فيحتاج وحده الى ملفات كبيرة لرصد جرائمه المستترة وشعاراته الزائفة وسنحاول رصد جزء بسيط منها ..وتعود بدايات فكرة تشكيل قوة القدس الايرانية إلى العام الاول من الثورة الايرانية عندما قرر الخميني فرض ولايته الدينية المسلحة على العالم فأطلق نداءه التعبوي؛ (يامستضعفي العالم إتحدوا)، وهو النداء الذي إستعاره من "المانفيستو" الاممي الذي أصدره ماركس وأنجلز عام 1848
بشر الخميني معذبي الارض بأنه المنقذ الجديد ،وفى سبيله للقيام بمهمة التحرير الكوني أعلن عن الشروع في تأسيس جيش المهمات العالمية الذي عرف ب(جيش العشرين مليون مقاتل) .. ثم سمّاه (جيش تحرير القدس) الذي حدد خط سيره منحدرا من الهضبة الإيرانية إلى بغداد ثم يتجه بعد أن يسقط العاصمة العراقية إلى كربلاء ، وقد علق أنصار ولاية الفقيه على طول الطريق الممتد من طهران إلى الحدود العراقية (المنذرية) لوحات رقمية كتب عليها (الطريق إلى كربلاء) وعندما يؤدي جيش العشرين مليون مراسم الزيارة يسأذنون الإمام الحسين بالتحرك نحو القدس .
وسائل الاعلام الايرانية ظلت طوال سنوات الحرب تعد مستضعفي العالم بأن جيشهم قادم لتحطيم أغلال العبودية فور إنتهائه من إزالة العراق .
واستمر الحال على هذا المنوال وفي عام 1981 جرى تأسيس الطلائع المليونية تحت اسم (قوة القدس) الذي عهد إليه التنسيق مع قيادة (وحدة الحركات التحررية) التي استحدثها الخميني منذ بداية الثورة ، والغاية منها اقامة علاقات مع القوى والاحزاب والحركات الدينية المتواجدة في دول المنطقة او التي تدخل ضمن المجال الحيوي لايران .
وقد جاء هذا الاجراء مع بداية الحرب العراقية –الايرانية وتصاعد وتيرة الصراع في لبنان، واستمرت وحدة الحركات التحررية بالعمل حتى منتصف 1990 وحينئذ قامت ايران بحشد جميع المنظمات العائدة لها في الخارج وشكلت منها فيلق القدس .
اما مهام هذه القوات فمعقدة وبعضها ظاهر والاخر يحمل شعار سرى للغاية لكن الاهم ان دورها جاء مرتكزا على أدبيات الثورة في إبراز التجربة الإيرانية بوصفها النموذج الثوري الإسلامي الوحيد، وبالتالي فهي ملزمة بمساندة الحركات الدينية الراديكالية في بقية أنحاء العالم الإسلامي، مما يجعل تصدير الثورة واجبا دينيا وليس مجرد هدف سياسي يتمثل في جعل علاقات إيران الخارجية مع الشعوب وليس مع الدول، ويتطلب من إيران تقديم مساعدات مالية وعسكرية بالإضافة إلى التدريب العسكري والتلقين العقائدي لهذه الحركات، وعدم الاكتفاء بالدعاية الخارجية للثورة .
وقد اجرى مجلس الدفاع الأعلى في إيران وإنطلاقا من أممية الولاية وتنفيذا لاوامر المرشد الاعلى تقدير موقف تفصيلي بشأن إمكانية إحداث ثورة عالمية؛ كان من بين مدخلات الخطة تشكيل جبهة إسلامية متحدة ضد الاستكبار العالمي وحلفائه ويكون قوامها الحركات الإسلامية المعارضة خاصة في العراق والسعودية ودول الخليج العربي الأخرى .
وتتضح المؤامرة الايرانية من دائرة مهمة لم يلتفت اليها احد وهى الدستور الايرانى وقد انعكست هذه الآراء عليه فقد حددت ديباجة الدستور الإيراني - ضمن أهداف الجمهورية الإسلامية - السعي مع الحركات الإسلامية والجماهيرية الأخرى لبناء الأمة العالمية، وإنقاذ المحرومين في كل مكان على الأرض وهذا هو الغطاء الانسانى الذى تتخفى فيه الاهداف التوسعية والانتهازية .
كما أن الدستور أعطى الحرس الثوري والجيش في الجمهورية الإسلامية مهمة النضال من أجل توسيع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء العالم.
كما أكدت المادة الثالثة من الدستور الدعم المطلق لمستضعفي العالم كهدف من أهداف الجمهورية الإسلامية.
وأشارت المادة 154 إلى التزام إيران العمل على إقامة (حكومة الحق والعدل في أرجاء الأرض)، وحماية الكفاح الشرعي للمستضعفين ضد المستكبرين في أي مكان في العالم
وذهب الدستور الإيراني إلى أبعد من ذلك عندما جعل للحرس الثوري واجب نشر حاكمية الله في الأرض، وبناء مجتمع عالمي موحد
فالجمهورية الايرانية وطبقا للوثيقة الدستورية ؛ تنهض بمسئولية الدفاع عن المستضعفين في كل انحاء العالم وهذه النقطة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .
وبمعنى ادق واوضح تعنى انه من حق ايران التدخل في الشئون الوطنية لاي بلد بدعوى نصرة المستضعفين اضافة الى مشروع الخميني الذي يلزم تعميم هذه التجربة على بلدان العالم الاسلامي كافة تحت مايسمى (تصدير الثورة) واستنادا لهذا الامر جرى تحديد واجبات رئيسية لفيلق القدس على النحو التالي
أولا . الواجبات العامة
1 جمع المعلومات العسكرية والاستراتيجية عن دول الجوار
2 دعم الحركات الدينية في العالم الاسلامي على قاعدة الموالاة وتبادل المصالح
3 دعم الحركات السياسية في البلدان غير الاسلامية وفق معادلة المصالح
مكافحة وتصفية معارضي الجمهورية الاسلامية الايرانية.4
تدريب وتسليح وتمويل الحركات الموالية في البلدان الاسلامية .5
ثانيا. الواجبات الخاصة
1 اقامة علاقات متميزة مع الحكومات والاحزاب الموالية كما هو في العراق ولبنان وبلدان الخليج العربي
2 جمع المعلومات عن القوات الاجنبية والاجهزة الامنية العاملة بالساحة العراقية واللبنانية والخليجية
3 اقامة علاقات مع الرموز والشخصيات وطبقات المجتمع المدني وتنظيم زيارات لهم الى ايران وتقديم هدايا ومساعدات مادية لغرض كسبهم وتنسيق العمل معهم
4 إحكام السيطرة والتنسيق على دخول الزائرين وغيرهم من دول الخليج العربي والعراق وسوريا ولبنان وتأسيس شركات نقل وتجارة .
5 إجتذاب التجار ورجال الاعمال عبر تأسيس شركات استيراد وتصدير وتقديم التسهيلات اللازمة لانجاح هذه الواجهات
6 تشكيل احزاب ومنظمات وتحت اغطية متعددة مثل جمعيات انسانية وهلال احمر ومؤسسات رعاية الايتام والطفولة ومستشفيات وغيرها من النشاطات والاغطية
7 تقديم الاسناد والدعم اللازم الى المليشيات والاحزاب والخلايا النائمة لتنفيذ عمليات ضد الاهداف المطلوبة كما يحصل في العراق ولبنان واليمن
ثالثا . وسائل الاعلام
التوجيهات كانت واضحة لهذا السلاح الخطير وتم التركيز على الجانب الاعلامي وخصوصا القنوات الفضائية لما لها من اهمية وتاثير نافذ في نقل الافكار والنظريات التي تبشر بها ايران بغية بث روح التفرقة بين ابناء المنطقة من خلال منهج طائفي مدروس واهم هذه القنوات ( العالم – سحر- كربلاء- الفرات- المسار- المنار- بلادي- الانوار- الكوثر- الزهراء- الفيحاء- السلام) ويتم التنسيق والاشراف والمتابعة بين هذه القنوات من قبل متخصصين في الاعلام والحرب النفسية .
رابعا: المؤسسات الثقافية والخيرية والإغاثية
تركز الاهتمام بتاسيس ونشر العديد من المؤسسات الثقافية والخيرية في لبنان والخليج والعراق بعد الاحتلال لتقوم بنشر الافكار وتجنيد الموالين اضافة انها لاتجلب الشك لكونها تعمل بغطاء انساني وثقافي واهم هذه المؤسسات (دار القران – الامام الهادي- المدينة المنورة- روح الله – الخطيب الاسلامية –الامام الصادق – انوار المهدي- الرحمة- ال البيت –الكوثر –بارسيان ).
خامسا. المقرات
لدى شبكة تنظيم فيلق القدس (6) ست دوائر رئيسية ترتبط بقائد الفيلق و(7) سبع أخرى ، ترتبط بالمعاون و(13) ثلاث عشرة مديرية ترتبط برئيس أركان الفيلق كما لديها مايزيد على عشرين محطة ومقرا تعمل داخل الدول التالية : العراق، لبنان ، سوريا، اليمن ، الكويت ، الامارات العربية (دبي) ،الجزائر ، المغرب ، السودان ، باكستان، أفغانستان ، والدول الافريقية وغيرها, وتضم كل محطة رئيسية ، شبكة من مقرات فرعية ففي العراق مثلا ؛ هناك اربع مقرات وهي ( ظفر، نصر، رعد، فجر) وجميعها قريبة من الحدود العراقية وتشرف على ادارة المجاميع المرتبطة بها .
سادسا : العمليات الخارجية
1 يعتبر فيلق القدس مسئولاً عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، وتعهد إليه كافة المهام السرية خارج حدود الجمهورية الاسلامية ، وقد يكلف عند إقتضاء الضرورة بواجبات في الداخل وعلى هذا الاساس فإن الفيلق شبه العسكري يحظى برعاية القيادة العليا كما يعد الأقوى نفوذاً في إيران .
2 نظرا لطبيعة التنظيم المخابراتي فإنه ينتهج السرية المطلقة في حركته، واليقظة والحذر والتامين في تنقلات منتسبيه، بسبب طبيعة المهام الموكلة وماتفرضه من الكتمان في أسلوب مطاردة الشخصيات والقوى المعارضة .
3 كثف فيلق القدس عام 2011 مهامه وحدود مسئولياته ، بحيث أصبح اليوم مسئولا عن شئون العراق وأفغانستان والخليج العربي والبلدان العربية والإسلامية ، فهو معني بمتابعة الاحداث وهو مسئول أيضا في إستغلالها ، بموجب أوامر قيادة البلاد العليا ، وحسب إرشادات مكتب المرشد .
وعندما وقع العراق في قبضة الامريكان ، كان التاسع من ابريل 2003عيدا قوميا للقيادة الإيرانية ، فقد استذكر الولائيون مرارة الهزيمة التي تجرعها الامام الخميني وقد أذن الوقت وحان الوعد للنيل من العدو اللدود الذي أوقف مشروع ولاية الفقيه وردها خائبة حسيرة على حد اعتقادهم .
هنا تشير الوقائع الميدانية التي تم رصدها بالعين المجردة تسرب مئات المجاميع الايرانية التي دفع بها فيلق القدس في ذات اليوم الذي إقتحمت الدبابات الامريكية بغداد ، وأن عناصر جهاز مخابرات فيلق القدس ومخابرات الحرس الثوري تولوا منذ الاسبوع الاول للاحتلال الامريكي البغيض توزيع المهام الاستخبارية والعملياتية على غالبية المناطق الحيوية وعلى النحو التالي :
أولا . الانشطة الاستخبارية والمهام الخاصة
1 أنشأ فيلق القدس التابع لقوات الحرس الإيراني مقراً له تحت غطاء مستشفى في منطقة الكاظمية ببغداد لاستغلاله من قبل منتسبي هذا الفيلق والإرهابيون التابعون له كملاذ ورأس جسر، وأنشأ مؤسسة بارسيان خفراء الإنسانية التابعة لقوات الحرس وقد قال أحد الإرهابيين والذي يرافقه اثنان من الإيرانيين بأنهم قاموا بعمليات استطلاع في بغداد وقد توجهوا إلى النجف ثم إلى السليمانية ومن ثم عادوا إلى مدينة مريوان الإيرانية .
2 كلَّف فيلق القدس هادي العامري ( الذى كان وزيرا في حكومة نوري المالكي) قائد (فيلق بدر) التابع لعبد العزيز الحكيم وجماعة المجلس الإسلامي، كلَّفه بترتيب الاغطية المناسبة والتنسيق معه في تنفيذ العمليات الخاصة .
3 كشف مسئول في القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية في شهر مارس 2011 انقطاع الاتصالات بين احد كبار ضباط فيلق القدس في العراق وطهران مدة 3 أسابيع.
وأضاف انه من غير الواضح بعد الأسباب وراء اختفاء العسكري العقيد أمير محمد محسن شيرازي، لكنه قال إن من المحتمل أن تكون القوات الأمريكية في العراق اعتقلته ضمن مجموعة من ثمانية ضباط في الحرس الثوري وفيلق القدس وخمسة من عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية منتشرين في العراق .
4 كشف أحد أبناء البصرة عن أن ضباط فيلق القدس الإيراني هم حكام البصرة الحقيقيين، وكشف الرجل على أن قيادات الأحزاب الشيعية التي تعمل في الشارع البصري لديهم رتب عسكرية في فيلق القدس، كما كشف أيضا أسماءهم المستعارة والحركية التي كانوا يعملون تحت غطائها داخل إيران .
5 تشير المعلومات الاستخباراتية أن إيران استأجرت واشترت 2700 وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في مختلف أنحاء العراق، وخاصة في النجف وكربلاء، ليسكن فيها رجال الاستخبارات الإيرانية ورجال فيلق القدس الاستخباراتي الذي يبلغ عددهم 32 ألف إيراني في العراق حسب تقارير منظمة الرصد والمراقبة الوطنية وهذا المخطط حاول الشيعة تنفيذه فى القاهرة وتحديدا فى مدينة 6 اكتوبر بعد سقوط بغداد بشراء وحدات سكنية كثيرة هناك الا ان اجهزة المعلومات رصدت هذا المخطط واحبطته مبكرا .
6 تمكن فيلق القدس من إدخال تسعة نواب في البرلمان العراقي المنتخب، ليكون هؤلاء في خدمة فيلق القدس الإيراني برتبة عميد في الحرس .
7 يسعى محامون عراقيون يقيمون في اوروبا إلى رفع دعوى في المحاكم العراقية لاسقاط عضوية هؤلاء النواب من البرلمان بوصفهم ضباطا في الجيش الايراني وعناصر فاعلة في اجهزة مخابرات ايران
واصدر المحامون العراقيون بيانا من باريس وقتها بتوقيع المحامي خضير عبدالله مرهون اكد ان محكمة جنائية عراقية ستبت في عضوية من ينتمون الى قائمة الائتلاف الايرانية .
وطبقا للبيان فان هؤلاء النواب هم عناصر فاعلة في اجهزة المخابرات والاجهزة الامنية والعسكرية الايرانية الاخرى وقد عاشوا مدة طويلة في ايران وعملوا مع مختلف الأجهزة الايرانية العسكرية والأمنية مثل قوات الحرس أو وزارة المخابرات أو تعاونوا معها .
ومن بين هؤلاء النواب سبعة لايزالون في خدمة ''فيلق القدس'' الايراني برتبة عميد في الحرس وهم :
محمد حسين صالح الحسيني الملقب بابو احسان عضو البرلمان من البصرة: وقد انخرط في الاجهزة الايرانية عام 1985 في ايران. وهو من أهالي البصرة واسمه الإيراني محمد حسيني وكان يعمل في ايران في مديرية التخطيط والمشاريع في فيلق بدر. وهو من كبار قادة قوات بدر ولايزال يتلقى رواتبه من الجيش الايراني. ويتسلم شهرياً مبلغ 2597431 ريالا ما يعادل راتب عميد في قوات الحرس الثورى الايراني .
وداغر جاسم كاظم اسمه المستعار سيد داغر الموسوي وهو قائد احدى المجموعات المحلية في البصرة باسم ''حركة سيد الشهداء''. ويحمل موسوي اسماً آخر ''ابو احمد الشامي'' . وهو عضو رسمي في قوات الحرس برتبة عميد وتخرج من كلية القيادة والاركان التابعة لقوات الحرس في طهران. وأقام داغر الموسوي لمدة عشرين عاماً في الاهواز وكان مكتب عمله في معسكر الفجر التابع لمقر الحرس في الاهواز، وقد دخل البرلمان كنائب من محافظة المثنى .
و حسن راضي كاظم الساري: اسمه المستعار ابو مجتبى الساري وهو أمين عام حركة حزب الله.
ولد راضى في مدينة العمارة ويحمل الجنسية الايرانية.. انضم خلال عامي 1979 - 1980 الى الحرس الثوري وكان يعمل أثناء الحرب الإيرانية العراقية مع كبار قادة الحرس. وكان مستشارا سياسيا لمحسن رضائي وعلي شمخاني ومحسن رشيد ومحمد باقر ذوالقدر واحمد فروزنده وكبار قادة الحرس وبعد انتهاء الحرب تم نقله الى قيادة معسكر الفجر التابع لمقر رمضان
و يحمل مجتبى الساري في الوقت الحاضر رتبة عميد في قوات الحرس وهو خريج دورات (دافوس) في قوات الحرس من جامعة الامام الحسين .
وعبدالكريم عبدالصاحب محمد عضو البرلمان من بابل، الذي انخرط عام 1983 في قوات الحرس وكان يعمل في قسم صندوق الأنصار وبعد فترة انضم إلى قوات بدر وشارك في الانتخابات البرلمانية في قائمة الائتلاف .
و محمد راج علوان المرزوق الملقب بابو سيف عضو البرلمان من بابل، كان رائداً في الجيش العراقي السابق. وهرب الى ايران عام 1986 وعمل في قسم مديرية التدريب العسكري في فيلق بدر. وشارك في الانتخابات كعنصر مستقل. وهو لا يزال يتلقى رواتبه من الحرس الايراني .
وقاسم عطية رسن (الجبوري) عضو البرلمان من البصرة، وكان ضابط ميرة في الحرس الثوري
و حسن حميد حسن عضو البرلمان من ذي قار كان مسؤولا عن الفتوة في فيلق بدر الايراني عدة سنوات ومركزه في مدينة قم
اما أدوات فيلق القدس فتتمثل فى
1 كتائب حزب الله : تشكلت «كتائب حزب الله» في أوائل عام 2007 كوسيلة تستطيع من خلالها «قوة القدس» التابعة ل "فيلق الحرس الثوري الإيراني" نشر أفرادها الأكثر تمرساً ومعداتها الأكثر حساسية. وعهد لأبي مهدي المهندس (واسمه الحقيقي جمال الإبراهيمي- وهو نائب في البرلمان العراقي حاليا) مسؤولية قيادة «كتائب حزب الله». وهو مستشار لقائد «قوة القدس» التابعة ل "فيلق الحرس الثوري الإيراني".
وعمل أبو مهدي المهندس مع «قوة القدس» لتنفيذ عمليات إرهابية ضد العائلة المالكة الكويتية والسفارات الأمريكية والفرنسية في الكويت في أوائل الثمانينات من القرن الماضي. ثم التحق ب "حركة بدر" عندما كان مقيما في إيران في عام 1985، حيث ارتقى السلم الحزبي ليصبح أحد نواب قادة "فيلق بدر" مطلع عام 2001
بالاضافة الى مسئولياته في فيلق القدس وقيادته لكتائب حزب الله فإنه يتمتع بعضوية البرلمان العراقي في دورته التي بدأت في عام 2010 رغم أنه يقضي معظم وقته في إيران. وقد تطورت «كتائب حزب الله» في ظل قيادة المهندس إلى حركة تضم أقل من 400 فرداً تقع تحت السيطرة الوثيقة ل "قوة القدس".
2 عصائب أهل الحق : تعتبر من أخطر المنظمات الارهابية في العراق ظهرت «عصائب أهل الحق» عام 2006 كجزء من جهود بذلتها «قوة القدس» التابعة ل "فيلق الحرس الثوري الإيراني" بهدف إنشاء منظمة شعبية على غرار «حزب الله» اللبناني. وقد أُقيمت «عصائب أهل الحق» بقيادة قيس الخزعلي،.
ورغم أن ترتيبه القيادي في «قوة القدس» لا يزال أقل بكثير من ترتيب المهندس فضلاً عن أنه يصغره في السن بعشرين عاماً، إلا أن قيس الخزعلي يمكن أن يصبح قوة سياسية مؤثرة في الحياة السياسية العامة، وفضلاً عن ذلك يتودد إليه كل من المالكي والصدر لأنه - على وجه التحديد - يتمتع بالقدرة على سحب جزء من أنصار مقتدى الصدر إذا اختار ذلك .
3 كتائب اليوم الموعود : هي الأقل فهماً من بين الجماعات الخاضعة للنفوذ الإيراني؛ فمن الناحية النظرية، إن « كتائب اليوم الموعود» هي ميليشيا محلية توفر لأتباع مقتدى الصدر المتشددين وسيلة لتبرير بقائهم داخل منظمته .
يبدو أن العديد من الأعضاء المزعومين في «كتائب اليوم الموعود» يتعاونون مع مُنظمي «كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق» تحت امرة فيلق القدس الايراني 4 منظمة بدر : هكذا تدعى بعد أن أبدلت أسمها من (فيلق) إلى منظمة ، ولاؤها لايران وتحت رعاية مباشرة من حكومة طهران.
ولاتزال المنظمة تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ النفوذ الايراني في العراق ، بإعتبارها أداة من أدوات ولاية الفقيه إعدادا وتمويلا ، وهي تقوم ومنذ عام 2003 وحتى الوقت الحاضر بتنفيذ المهام الايرانية في العراق وتعد إحدى ركائز فيلق القدس في العراق في الدفاع عن مصالح ولاية الفقيه، وهو النهج الثابت الذي دأب عليه آل الحكيم باقر وعبد العزيز وولده عمار.
5 بالاضافة الى المنظمات الاربع فأن التعاون المتبادل بين الحكومات العراقية المتعاقبة وفيلق القدس وصل في السنوات الاخيرة إلى أقصى مدياته على الصعيد السياسي والامني والاستخباري ، وعمليا في ملاحقة وتصفية القوى والشخصيات الوطنية ، ويقف في الصف نفسه وبذات الدرجة مليشيات حزب الدعوة وقياداته بشقيه ابراهيم الجعفري والمالكي ، وعلى قائمة التنسيق أيضا حزبا الطالباني وبارزاني أما حامل وسام الحذاء البيروتي من الطبقة الاولى الجاسوس أحمد الجلبي فإن إيران تعده من رجالاتها المقربين وبالاخص دوره الإرهابي في تغذية الفتن وإشعال الحرائق في العراق وفي البحرين على حد سواء .
ومما سبق يتضح لنا ان الاختراق الاستخباراتى الايرانى له عدة قنوات سواء اعلامية وسكانية او عسكرية تتخذ شكل الميليشيات المسلحة وفرق الاغتيالات وان الدوائر المستهدفة بلا حدود وتتسع لابعد المجالات .
وحتى لا نتهم بالمبالغة ونسرد للقارىء العزيز بالوقائع خطورة هذه الدوائر الشيعية وعدم ابتعادها عن القاهرة لا بد ان نؤكد اولا على حقيقة هامة ان ايران سعت فى السنوات الققليلة الماضية الى تجنيد بعض العملاء لها خاصة فى مجال الاعلام .
وسوف نكشف فى ملفات اخرى بالاسماء عملاء الشيعة فى الاعلام المصرى والذين حصلوا على اموال طائلة نظير خدماتهم القذرة كما انهم سعوا منذ وقت مبكر لزرع بؤر تجسسية تم تدريبها على ايادى ايرانية والدفع بها وقد نجحت الاجهزة فى ضبط العديد منها وبعضها تم الاعلان عنه والاخر ما زال فى الغرف المغلقة وجميعها تعبر عن التاريخ الاسود للمحاولات الايرانية التى استهدفت منذ وقت مبكر عملية اختراق الامن القومى المصرى .
وبين ايدينا احدى الوقائع يمتد عمرها الى عشر سنوات سابقة شهدت تفاصيلها قاعة محكمة أمن الدولة العليا طوارئ في صبيحة ال29 من يناير 2005، حين وقف الرجل المصرى الذى لايتحث العربية ، الذي جلس في القفص مرتديًا الزي الأبيض للحبس الاحتياطي، متحدثًا بكلمات لم يفهمها أي من الحاضرين، فالكلمات لم تكن باللغة العربية التي يتحدثها المصريون، فالمتهم، المصري أبًا عن جد، كان يتحدث بلغة لا يعرفها الكثيرون في القاهرة، إلا أنها هي السائدة في طهران، عاصمة البلد التي يحاكم بتهمة التجسس لصالحها.. كان المتهم محمود عيد دبوس يتحدث الفارسية .
وامام ذهول الجميع رفض «دبوس»، الذي كان قد بلغ عامه ال31 وقت المحاكمة، ترجمة ما نطق به بلغة الإيرانيين، قائلًا إنه «كان يوجه رسالة إلى الشعب الإيراني». هذا المشهد الذي يقارب المشاهد السينمائية في درامته، لم يكن سوى مشهدًا في نهاية القصة، التي بدأت قبل تلك اللحظة بعدة أعوام، وتحديدًا عام 1999، بمكالمة هاتفية.
وكان الشاب صاحب ال25 عامًا، محمود دبوس، في غرفته يطالع عدد من كتب الأدب الفارسي، الذي كان مغرمًا به، وبكل ما يتعلق بالثورة الإسلامية الإيرانية، حين راودته فجأة فكرة: لماذا لا أدرس هذا الأدب في بلاده؟ لماذا لا أبحث عن منحة في جامعة بطهران؟
لم يتردد كثيرًا «دبوس» وبالفعل بحث عن رقم مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر، ليرفع سماعة هاتفه الأرضي ويتصل بهم، غير مدرك أن هذا الاتصال سيقلب حياته رأسًا على عقب، كان الاتصال أول الطريق إلى طهران..ثم السقوط فى بئر الخيانة والسجن فيما بعد .
طلب «دبوس» في مكالمته، كما أتى في اعترافاته الاستفسار عن دراسة اللغة والأدب الفارسي بإيران، ليتم تحويله إلى المسئول في المكتب، والذي لم يكن سوى ضابط مخابرات بغطاء دبلوماسي يدعى محمد رضا حسن دوست.
وفي مكالمته مع «دوست»، ادعى «دبوس»، الذي كان في الحقيقة من مواليد السويس وحاصل على دبلوم المعهد الفني الصناعي بمدينة بورسعيد، أنه كاتب ومفكر إسلامي ينتمي للصف الثاني من الجماعة الإسلامية، لإدراكه اهتمام حكام طهران بالجماعات الإسلامية، ما يسهل فرصة حصوله على المنحة المرجوة.
وبالفعل اهتم المكتب به، وقدم هو أوراقه للحصول على المنحة في عام 1999
لم يمر الكثير، قبل أن يدعوه «دوست» إلى المكتب لحضور الاحتفال السنوي بعيد الثورة الإيرانية، قبل أن يجد نفسه بعدها بأيام واقفًا على أرض طهران، التي طالما حلم بها، بعدما دعاه رجل المخابرات الخفي إلى مؤتمر في العاصمة الإيرانية للاحتفال بالثورة الإسلامية، حيث أقام 10 أيام تحت نظر جهاز المخابرات الإيراني "اطلاعات " .
عاد «دبوس» إلى القاهرة، وأصبح مقربًا من الدبلوماسي الإيراني «دوست»، وتعددت لقاءاتهما، ليفاتحه «دوست» أخيرًا في مبتغاه، بعد أحاديث هامشية عن كيفية تحسين العلاقات بين مصر وإيران، حيث طلب منه التعاون مع الحرس الثوري الإيراني في تنفيذ عملية اغتيال لشخصية لم يذكر اسمها، بعناصر مصرية، بحيث يتولى هو الإشراف على تنفيذ المخطط الذي سيعده الحرس الثوري الإيراني، فيما سيوفر الحرس الدعم المادي للعملية. وتحت تأثير هوس «دبوس» بالإيرانيين، وافق على التعاون مع ضباط الخميني، واتفقا على تدريب العناصر التي سيقع عليها الاختيار في معسكرات تحت إشراف الحرس الثوري قبل تنفيذ أي عمليات، كما تشاورا حول أفضل الطرق لإدخال السلاح إلى قلب مصر .
وفي نهاية عام 2001، حصل «دبوس» على المنحة التي تمناها للدراسة في جامعة «الإمام الخوميني»، وفي خلال تلك الفترة من 2001 وحتى 2003، كان «دبوس» يتنقل بشكل منتظم بين إيران والسعودية،و لم تكشف تفاصيل تلك الزيارات، قبل أن يعود إلى القاهرة، في يناير 2003، حيث قام بإجراء معاينات للمناطق الصالحة لتنفيذ عمليات إرهابية، ليرسل نتائج استطلاعاته إلى طهران من السويس، عبر بريد إلكتروني بالشفرة، التي كان قد حصل عليها من «دوست»، موقعًا البريد الإلكتروني باسمه الحركي، محمود الفيصل كاجراء احترازى .
وبدأ الجاسوس مهامه بشكل رسمى وكانت المعلومات التي يرسلها «دبوس» تتحول تلقائيًا إلى أوراق مالية خضراء في حسابه البنكي، فنتائج رحلة السويس قابلها زيادة في حسابه 10 آلاف دولار، فيما كان الاتفاق الأكبر يتمثل في الحصول على مليون دولار، بالإضافة إلى إقامة في دولة أوروبية، عقب الانتهاء من العملية الإرهابية التي يتم التحضير لها.
وبعد انتهاء عمله بالسويس، انتقل الشاب، الذي كان قد وصل عمره إلى 29 عامًا، للإقامة بالمملكة العربية السعودية، وتحديدًا مدينة ضبا، حيث استطاع أن يؤمن عملًا بإحدى الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، ليبدأ عمله على الفور وتنفيذ تعليمات جهاز المخابرات الإيراني بجمع معلومات عن الوجود والشركات الأجنبية في المدن السعودية وتفاصيل العاملين بها، حتى يتسنى لهم تنفيذ عمليات تستهدفهم.
وبالفعل استطاع «دبوس» أن يجمع تلك المعلومات، ليرسل تقريرًا، كان هو الأبرز، عن مجمع البتروكيماويات بمدينة ينبع وعدد العاملين فيه والحراسة وأسلوبها، ليقع بعدها بفترة صغيرة هجومًا استهدف المجمع، قتل فيه ثلاثة ماليزيين، وإنجليزيين، وسوري، واسترالي، وأصيب 18 من الأمن السعودي.
وتعددت المهام وفي المدينة المنورة، كان اللقاء الأخير بين العميل دبوس وممثلي «اطلاعات»، حيث تقابل «دبوس» مع سيدة إيرانية سلمته مبلغ 50 ألف دولار نظير تقاريره .
رحلة السقوط فى بئر الخيانة لم تخل من كلمات مأثورة لم تفارق ذهن الجاسوس منها "على السادة الركاب ربط أحزمة الأمان والتزام المقاعد استعدادًا للهبوط بمطار القاهرة الدولي"، رنت تلك الكلمات في أذن «دبوس» غير مدرك أنها ستكون المرة الأخيرة التي يستمع فيها إليها، وهو الذي كان ينوي العودة إلى السعودية ومنها إلى طهران مجددًا .
فى احد ليالى الشتاء القارص اعتكف «دبوس» في منزله بمدينة السويس، في ذلك اليوم من نوفمبر عام 2004، يطالع التليفزيون ويحلق بعينيه فى كشف حسابه البنكي الا انه فوجىء بحرارة اجساد ضباط احد الاجهزة المصرية تحاوطه من كل اتجاه فتأكد انه سقط الى الابد .
لم يستطع «دبوس» سوى الاكتفاء بالذهول واسترجاع شريط ذكرياته القذرة وتم التحفظ على كل المستندات، والتي كانت أوراق حساب في «بنك إيران»، وكارنيه دراسة، ودفتر علاج في إيران، وجواز سفر بتأشيرة دخول إيران، وخطاب الموافقة على المنحة الدراسية من الجمهورية الإيرانية، بالإضافة إلى 3 رسائل متبادلة باسمه الحركي محمود الفيصل، وحساب بنكي بأحد البنوك السعودية، وأوراق حساب آخر في بنك «ملي» الإيراني، وإيصال بمبلغ 600 دولار من شركة «الراجحي» السعودية .
وبعدها وجهت نيابة أمن الدولة العليا لدبوس تهم التخابر لصالح الحرس الثوري الإيراني، وتلقي تكليفات لتخطيط، وتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، من بينها اغتيال شخصيات داخل مصر، وخارجها، وتلقي رشوة دولية، والقيام بأعمال عدائية، من شأنها قطع العلاقات الدبلوماسية، بين مصر والسعودية، فما كان منه الا ان وقف أمام المحكمة ينفيها كلها ويصرخ: «أنا بريء والجمهورية الإسلامية بريئة. هذا محض افتراء.. هذا لم يحدث أبدًا. هذا محض افتراء.. تم تعذيبي داخل المخابرات والنيابة كانت متواطئة مع المخابرات
وبدا أن اهتمام «دبوس» بالدفاع عن إيران كان أقوى حتى من اهتمامه بالدفاع عن نفسه، ليقول للصحفيين يومها من داخل قفص المحكمة: "إيران هدف الكونية الجديدة. وتعرفون ما يحدث في العراق.. إيران آخر قلاع الإسلام. سواء كنا شيعة أو سنة كلنا مسلمون. كلنا في مركب واحد. لابد أن ندافع عن أنفسنا ".
أما إيران نفسها، فنفت أي علاقة بينها وبين المتهم بالتجسس لصالحها،
وقد حُكم على «دبوس» بالسجن 35 عامًا، فيما هرب المتهم الثاني، ضابط المخابرات الإيرانية، «دوست»، لينتهي هذا الفصل من فصول الصراع المخابراتي الخفي بين الثلاث قوى الإقليمية في الشرق الأوسط، مصر والسعودية وإيران، بخسارة طهران، فيما كان الخاسر الأكبر العميل المصري الذي باع وطنه فباعه من باع وطنه لأجلهم .
وعندما تأكدت ايران من فشل مخطط زرع الجواسيس لجأت لحيلة اخرى للاختراق خاصة فى السنوات القليلة الماضية وهى شراء ذمم بعض الابواق الاعلامية التى سافرت الى ايران وتلقت اموالا طائلة واخرى تلقت تحويلات وتدير مؤسسات اعلامية متخصصة فى سب الصحابة الكرام وامهات المؤمنين رضى الله عنهم جميعا وستقوم الموجز بفضح عملاء ايران فى ملفات اخرى واذا كان هؤلاء يتخيلون ان الدولة قد غضت الطرف عنهم فانهم جهلاء ولا يدركون قواعد اللعبة السياسية على الاطلاق .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.