افتتح جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة اجتماعًا للمنتدى الحكومي المختص عالميًا بقضايا مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وغير ذلك من التهديدات المسلطة على استدامة مصايد الأسماك والأرصدة السمكية. وبدأت لجنة "فاو" لمصايد الأسماك أعمال دورتها الحادية والثلاثين (9-13 يونيو) لبحث جملة قضايا ذات انعكاسات طويلة الأجل بالنسبة لسلامة مصايد الأسماك البحرية والمصايد الداخلية، وعمليات تربية الأحياء المائية؛ وكذلك الإجراءات المحتملة من قبل الحكومات والهيئات الإقليمية لمصايد الأسماك والمنظمات غير الحكومية، والعاملين في صناعة الأسماك وغيرهم من الجهات الفاعلة على هذا الصعيد في المجتمع الدولي. وقال غرازيانو دا سيلفا أن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية تقدم "مساهمة مركزية للأمن الغذائي والتغذية"، مضيفًا أن التنمية المستدامة في جزر العالم ودولة الساحلية إنما تتوقف خصيصًا على "حيوية المحيطات والأرصدة السمكية. وحذر من أن "الصيد الجائر والتلوث وتغير المناخ يعرض هذا الدور الحيوي للخطر"، مضيفًا أن "الآثار واضحة بالفعل حيث بات فقراء العالم، بالمناطق الريفية والساحلية، من بين الأشد تضررًا من جراء ذلك. وأوضح المدير العام للمنظمة، "وأود أن أؤكد على الحاجة الملحة للعمل الفردي والجماعي تصديًا لتغير المناخ، على اعتبار أنه من أكثر التحديات إلحاحًا في عالمنا اليوم"، مشيرًا إلى أن المنظمة أصبحت تمنح أولوية قصوى في أنشطتها لتحسين التنمية المستدامة من خلال "مبادرة النمو الأزرق. وأشار المدير العام إلى أن مصايد الاسماك وتربية الأحياء المائية هي مصدر لنحو 17 بالمائة من البروتين الحيواني المستهلك في العالم، ويصل ذلك إلى 50 بالمائة في حالة بعض الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الآسيوية؛ مثلما "تؤدي دورًا مركزيًا لمعيشة بعض الأسر الأشد ضعفًا على صعيد العالم أجمع. ونبه غرازيانو دا سيلفا إلى أن "سبل معيشة 12 بالمائة من سكان العالم تتوقف على هذا القطاع. وعلى وجه الخصوص، فإن مصايد الاسماك الطبيعية الصغرى هي مصدر عمالة لأكثر من 90 بالمائة من صغار صيادي العالم والعاملين في صناعة الاسماك، ونحو نصفهم من النساء. وفي الوقت نفسه، فإن "صغار الصيادين هم مصدر لمعظم الاسماك المستهلكة في العالم النامي، في حين أن أعدادًا كبيرة من أسر هؤلاء أنفسهم تعاني من انعدام الأمن الغذائي". وقال أن "هذا هو التناقض الذي نسعى جاهدين للتغلب عليه"، مشددًا على أن صغار الصيادين يمثلون جزءًا لا يتجزأ من الجهود الرامية إلى تحسين الاستدامة وتعزيز الأمن الغذائي. وانضم المدير العام إلى رئيس الدورة 31 للجنة مصايد الاسماك، يوهان وليامز، في الترحيب بالوزراء المسئولين عن قطاعات الثروة السمكية والزراعة والتنمية الريفية من الجزائر، وبنغلاديش، والبرازيل، وجمهورية غينيا، وإندونيسيا، ومالي، وسري لانكا. ومن بين أبرز المشاركين أيضًا نواب الوزراء، ووزراء الدولة من أذربيجان، وغانا، وغواتيمالا، وهندوراس، وجمهورية إيران الإسلامية، وجزر المالديف، وناميبيا، وبيرو، والمملكة العربية السعودية، واليمن. ومن أهم القضايا الأخرى المطروحة للبحث يتطلع المشاركون إلى التصديق على مجموعتين من المبادئ التوجيهية الطوعية الأساسية التي ترمي إلى تحسين الاستدامة والصيد الرشيد، وهما: الخطوط التوجيهية الطوعية لتأمين المصايد الصغيرة المستدامة، والخطوط التوجيهية الطوعية لأداء دولة العلم. ومن المقترح أن يُطرح على بساط البحث أيضًا خلال أعمال لجنة مصايد الأسماك لدى منظمة "فاو"، مدى التقدم الذي تحقق في تنفيذ مدونة السلوك الدولية بشأن الصيد الرشيد والصكوك القانونية ذات الصلة بالتعاون الدولي في مجال الثروة السمكية.