قال الكاتب الشاب أحمد مراد، إن التاريخ لا يعيد نفسه كما يتردد كثيرا، لكن نحن من نعيد أخطاءنا بنمطية متكررة ولا ننظر للتجارب السابقة لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء مرتين. وأضاف مراد، خلال حفل توقيع روايته الرابعة "1919"، والذي أقيم بمكتبة "الكتب خان"، أن ثورة 1919 أشبه بمرآة لثورة 25 يناير، فما حدث فيها أشبه بما خضناه وعايشناه في الثورة المصرية 2011 من تصدٍّ للثورة من الشرفاء، ثم ظهور من اتخذ من التبريرات والشعارات الدينية وسيلة للقفز على السلطة وأنه ليس أسوأ من ثورة مبتورة إلا إنتفاضة لم تحقق شيئا. وأشار مراد إلى أنه استند في سرده لأحداث روايته الأخيرة 1919 إلى مذكرات نجيب الريحاني، ومذكرات يوسف وهبي، ومذكرات سعد زغلول والعديد من المصادر التاريخية المتعددة والمتنوعة والتي تعكس وجهات نظر مختلفة حول وقائع ثورة 1919 مما مثل له تحديا كبير في الموازنة بين التاريخ والتناول الفني له في القالب الروائي. وأضاف مراد: "إن هذه الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر اختلفت في تحليلها وتسجيلها ورصدها من مصدر لآخر، وكان تقديم الأحداث التاريخية من خلال عمل روائي يمثل نوع من أنواع المجازفة، خاصة أن القارئ كان غير معتاد على مثل هذه الكتابات في رواياتي". وأوضح مراد أن بعض الناس ندمت على 25 يناير وهذا طبيعي في الثورات التي يوجد فيها الثائرون المطالبون بالحرية والحق والعدل ووجود المنتفعين والمستفيدين لكن كان يعنيني في 1919 رصد النمطية التي نعاني منها كمصريين. كما أشار مراد إلى أن من شروط الكتابة التراكم المعرفي لدى الكاتب وهذا لا يجيئ إلا بالقراءات المتوسعة والعديدة في كل المجالات سواء التاريخ ٬ سياسية ٬ اجتماع ٬ مقارنة أديان ٬ كتب عن كتابة الرواية نفسها والمقالات النقدية مما يصقل أدوات الكاتب ومنها اللغة وانه شخصيا كان يهوي القراءة وعقب إنتهائه من كتابة رواية " فيرتيجو" بدأ في تلقى دروس في اللغة العربية لإجادتها. من جهته أشار الناقد الصحفي إيهاب الملاح إلى إنه منذ أن كتب نجيب محفوظ عن ثورة 1919 في ثلاثيته، كما كتب عنها توفيق الحكيم في "عودة الروح"، ومنذ ذلك الوقت، لم يتصدى أحد للكتابة عن ثورة 1919 حتى وقتنا هذا، ومجرد استدعائها في هذه الفترة يحتاج إلى حبكة شديدة في الرصد والتحليل، وهذا ما قام به أحمد مراد في روايته "1919".