- الجماعة لن ترشح مرسي للرئاسة مرة أخرى - الأعضاء العسكريون انضموا للإخوان بعد الثورة - الشاطر يغري السلفيين بالمناصب سامح عيد.. هو أحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين، عاش معهم سنوات طوال، وخلال تلك التجربة اكتشف حقيقة الجماعة عن قرب، وبدأ- عبر بعض التنظيرات والمؤلفات- يضع المواطنين أمام الصورة الحقيقية لها، وفي هذا الحوار الذي أجرته معه “,”البوابة نيوز“,” أكد أن وصول الجماعة للسلطة أصاب كثير منهم بالانتفاخ والصدمة التي أربكت نفوسهم، وأخرجت أسوأ ما فيها، كما أكد أن الرئيس مرسي ليس له حرية التصرف المطلقة في أمور الدولة . عيد في حواره توقع أن هناك قيادات تدير الجماعة من الخلف، وأنها ستختلف مع السلفيين مستقبلاً، كما أن الجماعة ستتخلص من مرسي في الفترة المقبلة ولن ترشحه مرة أخرى . نص الحوار .. كيف ترى الإخوان بعد وصولهم للسلطة؟ وما الذي تغير فيهم بالضبط؟ - تسيطر على أفكار الجماعة فكرة الدولة المكية والدولة المدنية، فالدولة المكية “,”صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة“,”، أما الفترة المدنية “,”قاتلوهم حتى لا تكون فتنة“,”، وفكرة التمكين ناهيك عن فكرة الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والدولة المسلمة فأستاذية العالم، وفاجأتهم الثورة وفاجأهم تنحي مبارك، ولم يكونوا مستعدين لذلك، وكانوا يسعون فعلاً لمشاركة لا مغالبة ولكن تغير الظروف ورؤيتهم لضعف الأحزاب ناهيك عن نزول أبو الفتوح، وأعتقد أن الموضوع من أبو الفتوح شخصي أكثر منه شيء آخر، ناهيك عن معرفته لكل تفاصيل الجماعة، جعلتهم يصعدون لكرسي السلطة، وهذا أصاب كثير منهم بالانتفاخ والصدمة التي أربكت نفوسهم وأخرجت أسوأ ما فيها، وقد رأينا ذلك في تصريحات أبو بركة والعريان والبرنس وغيرهم، وبعد أن كان الناس العاديون يتباعدون عنك لأنك تهمة فجأة أصبح الكل يتقرب منك رغبة في خدمة، في استقواء بك، وهذا كله بعد السجن والإبعاد يغير النفوس إلا ما رحم الله . هل بالفعل قيادة الجماعة قطبيون ويكفرون المجتمع؟ - الحقيقة أن المسيطر على الجماعة هو التنظيم الخاص، وقد انتهى- تقريبًا- أعضاء تنظيم السندي ولم يتبق غير أعضاء 65، وهؤلاء هم تلامذة سيد قطب الأوفياء ولكنهم عند التصريح شفاهة يقولون لا نكفر مسلمًا أقر بالشهادتين، ولكن في كل استدلالاتهم القرآنية والأحاديث الشريفة التي يستدعونها عند الحديث عن الآخر فهي عن الكفر أو النفاق، فهؤلاء الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وشياطين الإنس وموتوا بغيظكم؛ لأن من يعارضهم فهو يعارض دعوة الحق والدعوة إلى الله، وهو لا يكره الإخوان بل يكره الإسلام . إذن.. المجموعة 95، المتهمة بقتل المتظاهرين هي حقيقة؟ - في ظل النظام السابق لم يكونوا يستطيعون تكوين أي ميليشيات، ولكن هناك توجيهات للأفراد بالانضمام لفرق الكاراتية والكونغوفو بشكل فردي، وتشجيعهم للصعود إلى أعلى الدرجات في هذه الرياضات، ثم في فترة التجنيد بالقوات المسلحة يشجعونهم على الاهتمام بالتدريبات، حتى أني أتذكر أنني تعلمت من أعضاء الجماعة الإسلامية أن يعربوا عن اتجاهاتهم أو الإعلام أنهم سبق اعتقالهم قبل دخول الجيش حتى يُستبعدوا، “,”بدل ما يدخلوا وبعدين ياخدوا رفد بعد عدة أشهر“,”، ففعلت مثلهم، فعُنِّفت تعنيفًا شديدًا؛ لأنه كان في نظرهم أن تدخل الجيش وتتدرب على السلاح بشكل رسمي، “,”حتى لو رفدوك بعد كده مش مشكلة تكون تدربت على السلاح “,”. أما بعد الثورة هل تم تجميع هؤلاء المحترفين في تجمع واحد لا أستطيع أن أجزم بذلك، ولكن المؤكد أنهم نزلوا الاتحادية بشبابهم ليدافعوا عن ما يسمونه المؤامرة ضد مرسي لأني أعرف بعضهم . كيف ترى إدارة الدولة؟ وهل هي فعلاً تدار الآن من قبل مكتب الإرشاد؟ - من المؤكد أن الرئيس مرسي ليس له حرية التصرف المطلقة في أمور الدولة إلا ما ندر، ولكن مكتب الإرشاد له الكلمة العليا في اختيار المحافظين والوزراء والسياسة العامة للدولة، والدليل الارتباك الموجود داخل مؤسسة الرئاسة، وهو دائم الاستماع دون إعطاء ردود؛ لأنه لا يملك الرد، وإذا تسرع وتصرف واتخذ قرارًا فكثيرًا ما يكون النكوث في الوعود والاتفاقات، والسبب هو عدم موافقة من بيده الأمر الفعلي، ولقد تسربت بعض الأنباء عن خلافات بينه وبين الشاطر؛ لأنه تصرف في بعض الأمور بطريقة منفردة في أمور بسيطة . هل يمكن أن يحدث انشقاق حقيقي داخل الجماعة؟ - الانشقاقات حدثت بالفعل بداية من مختار نوح، وسيد عبد الستار المليجي، والزعفراني، ومحمد حبيب، وأبو الفتوح، وخالد داود، وحزب التيار، وحملة أبو الفتوح، ومجموعة الوسط، فالانشقاقات تتوالى، ولكن بدأ تعويض هذا الفاقد بالمتأخونين الجدد الطامحين إلى حزب الأغلبية، هؤلاء سيكونون وبالاً على الجماعة؛ لأنهم دخلوا الجماعة وهي في سدة الحكم، فهم ليسوا كمن دخل الجماعة وهي على فوهة البركان ومعرضة للسجن والتشريد، وليس عندهم إخلاص الأوائل وإنكارهم للذات، بالإضافة للاستحقاقات القادمة من عمل قانون للجمعيات الأهلية أو المؤسسات والضغط الإعلامي والسياسي الشديد لتقنين الأوضاع، كل هذا سيضع الجماعة وقادتها في خانة جديدة . بصفتك عضو سابق هل كنت ترى أن هناك قيادات تدير الجماعة من الخلف؟ - الجماعة لديها “,”هيرالكية“,” ورُتب، فخلاف القيادات التقليدية والإعلامية المشهورة إعلاميًّا هناك الرتب الأعلى وهم النقباء، وعلى رأسهم الرجل القوي داخل الجماعة وهو محمود عزت، وهؤلاء هم من يحسمون الأمور داخل المحافظات، ويختارون من سيترشح للمجالس ومن يترشح للمحافظة، وهؤلاء معظمهم غير معلومين للعامة ولا للإعلام، وهم من يديرون الدولة بشكل حقيقي . ما المستقبل الذي تراه للجماعة؟ الجماعة إن لم تعرف استحقاقات اللحظة والعلانية الحقيقية وتفكيك هذا التنظيم الحديدي وتفكيك أعضائها داخل الجيش والمؤسسة القضائية، فإنها ستضع نفسها في موقف صعب من جميع المؤسسات، وخاصة بعد انفضاض النخبة من حولها، فمن الممكن أن تنقلب الدائرة عليهم ويتعرضون للمحاكمات من جديد، ووقتها لن يبكي عليهم أحد . وكيف ترى العلاقة بين السلفيين والإخوان؟ - الإخوان يتعاملون ببراجماتية عالية، ولكن للأسف من الصعب التوفيق بين استحقاقات جميع الأطراف، مع ارتفاع كلفة الفواتير، فالجماعة الإسلامية لها فواتيرها وكذلك السلفيون بجميع أطيافهم، كذلك حزب غد الثورة، وحزب الحضارة، وحزب الوسط، كل هؤلاء لهم فواتير لدى الجماعة، ولم يستطيعوا أن يوفوا بجميع هذه الفواتير، فخرجت الغالبية غاضبة ما عدا غد الثورة والحضارة، فقد رضوا بما نالوه من استحقاقات، القضية المهمة أن نظام الإخوان سيسقط أمام جمهور السلفيين بسبب دعاوى تطبيق الشريعة التي لن يستطيع تلبية متطلباتها، فالسياحة الشاطئية موجودة، وصالات القمار موجودة، وشارع الهرم موجود، والبنوك الربوية موجودة، مما سيضع القيادات السلفية في حرج أمام جمهورها، وسيجعلهم يوجهون ألسنة اللوم وربما التكفير لجماعة الإخوان، وقد بدأت مثل هذه الدعاوى تظهر في العلن، وستزداد في المرحلة القادمة . هل الإخوان تدير بعض السلفيين من الخلف كالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح؟ - خيرت الشاطر تاجر شاطر، بالإضافة أنه بطبعه أميل للسلفيين، وهو قادر على استيعاب الآخرين، وأحيانًا يكون هذا الاستيعاب عن طريق تقديم بعض الخدمات كتعيين أقاربه بمرتبات مجزية وأمور من هذا القبيل “,”كسر عين“,” لاستمالة الغالبية لصفه، بالإضافة للوعود بتطبيق “,”الشريعة “,”. ما توقعك لأداء الإخوان في البرلمان المقبل؟ - لو تمت الانتخابات بنزاهة حقيقية فلا أتوقع أن يفوز الإخوان بأكثر من 25% من كراسي البرلمان، وهنا سيكون برلمان مليء بالمشاكل؛ لأن الرئيس مبدئيًّا سيختار رئيس الوزراء وسيكون رئيس الوزراء المختار مضطرًا للدخول في تفاوض مع أعضاء البرلمان للوصول لوزارة مختلطة، وستكون مرحلة سياسية صعبة مليئة بالمشاكل والانتقادات، وأظن أن هذا البرلمان لن يستمر كثيرًا، وسيلجأ الرئيس لحله.. إذن فنحن أمام فترة سياسية غير مستقرة ومليئة بالمشاكل . ما هي العلاقات التنظيمية والاجتماعية بين أفراد الجماعة؟ وهل يؤدي ذلك لإدارتها الناجحة للجماعة؟ - أفراد الجماعة بينهم علاقات نسب وعلاقات تجارية وبزنس، بالإضافة إلى أدبيات السمع والطاعة كل هذا يحافظ على التماسك النسبي للجماعة، ولكن مع انتهاء فترة الابتلاء والسجن جاءت فترة الولاية والاستحقاقات، فستبدأ المشاكل الحقيقية وستبدأ الغيرة، فهذا أخذ كرسي البرلمان ب 12 ألفًا شهريًّا، وهذا كرسي الشورى بعشرة آلاف، وهذا مجلس محلي وخلافه، وستبدأ لغة “,”إشمعني وده قدم إيه للجماعة وأنا اعتقلت وضحيت وخلافه“,”، وستبدأ الفضايح والمشاكل والزمن سيحكم والله أعلم . كيف ترى شخصية الرئيس مرسي؟ وهل سترشحه الجماعة مرة أخرى للرئاسة؟ - شخصية الرئيس مرسي ضعيفة، والكرسي كبير عليه جدًّا، وأظن أن الجماعة ستتخلص منه في الترشيح القادم؛ لأنه “,”حيشيل الليلة التقيلة“,” وهي أربع سنوات- إن أكملها- من الإخفاق والفشل حتى وإن تحقق إنجاز فسيكون أقل كثيرًا من طموحات المجتمع، وأقل من التحديات التي ستواجه الفترة الانتقالية من ارتفاع في الأسعار وانقسام وقلاقل، وسيستبدلونه بوجه أكثر قبولاً لعله يلقى استحسان الشارع المصري . وكيف ترى تصريحات العريان بشأن عودة اليهود؟ - شراء وجه عند اليهود والأمريكان، ولكن عندما ارتفعت الموجة الإعلامية ضده كان مصيره إخراجه من القصر الرئاسي، وأظنه كان قرار الشاطر ومن وراءه مكتب الإرشاد بعد أن تبرءوا من التصريحات واعتبروها تصريحات شخصية . الترشيح / تصريحات / الإرشاد / الجماعة / البرلمان