تعليم الفيوم يحصد 5 مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية فى المسابقة الثقافية    «مصادرة الآلة وإلغاء مادة الضبط».. إحالة 12 طالبًا ب«آداب وأعمال الإسكندرية» للتأديب بسبب الغش (صور)    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في أول أيام عمل البنوك    أسعار البيض والفراخ فى الأقصر اليوم الأحد 19 مايو 2024    الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 9 مجازر في اليوم ال226 للعدوان على غزة    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 61 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية    قبل زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا اليوم    اليوم.. الزمالك يسعى للفوز على نهضة بركان للتتويج بالكونفيدرالية للمرة الثانية في تاريخه    بعد نشرها على «شاومينج».. «التعليم» تكشف حقيقة تداول امتحان اللغة الأجنبية في الإسكندرية    مصرع 6 أشخاص وإصابة 13 آخرين في تصادم أتوبيس على الدائري بشبرا الخيمة    كشف تفاصيل صادمة في جريمة "طفل شبرا الخيمة": تورطه في تكليف سيدة بقتل ابنها وتنفيذ جرائم أخرى    الإثنين المقبل.. إذاعة الحوار الكامل لعادل أمام مع عمرو الليثي بمناسبة عيد ميلاده    دراسة طبية تكشف عن وجود مجموعة فرعية جديدة من متحورات كورونا    ترامب: فنزويلا ستصبح أكثر أمانًا من الولايات المتحدة قريبا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 19 مايو    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    ماس كهربائي وراء حريق أكشاك الخضار بشبرا الخيمة    الأهلي ينشر صورا من وصول الفريق إلى مطار القاهرة بعد التعادل السلبي أمام الترجي    الفنان سامح يسري يحتفل بزفاف ابنته ليلى | صور    حظك اليوم وتوقعات برجك 19 مايو 2024.. مفاجأة للجوزاء ونصائح مهمة للسرطان    جانتس يطالب نتنياهو بالالتزام برؤية متفق عليها للصراع في غزة    تعرف على سعر الدولار اليوم في البنوك    ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام    بأسعار مخفضة.. طرح سلع غذائية جديدة على البطاقات التموينية    انخفاض أسعار الفائدة في البنوك من %27 إلى 23%.. ما حقيقة الأمر؟    خبير اقتصادي: صفقة رأس الحكمة غيرت مسار الاقتصاد المصري    رامي جمال يتصدر تريند "يوتيوب" لهذا السبب    8 مصادر لتمويل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفقًا للقانون (تعرف عليهم)    استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحامها بلدة جنوب جنين    الخارجية الروسية: مستقبل العالم بأسرة تحدده زيارة بوتين للصين    القومي للبحوث يوجه 9 نصائح للحماية من الموجة الحارة.. تجنب التدخين    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهلباوي: الشعب يرفض المصالحة.. والمطبلاتية يحولون السيسي لمبارك جديد
نشر في التحرير يوم 15 - 06 - 2015

انشقاقات وأزمات وانقلابات داخل جماعة لطالما حاولت إظهار نفسها دائمًا على أنَّها دعوة ربانية لا صراع بين أعضائها على مناصب أو كراسي عملاً لوجه الله فقط، لكنها دائمًا ومع أول صراع يدبّ تبدأ التحول وتتناسى ما كانت تتحدث عنه.
منذ سقوط جماعة الإخوان في 30 يونيو 2013، رفع أعضاؤها شعار القتل للجميع وفي كل مكان، حرَّضوا في الداخل والخارج، واستهدفوا المصريين بكل أنواع العنف، والآن يتحدثون عن المصالحة.
"التحرير" التقت القيادي الإخواني المنشق، والمتحدث باسم التنظيم الدولي لها سابقًا، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان كمال الهلباوي، ليتحدث عن دعوات المصالحة المزعومة التي قيل إن مُطلقها هو القيادى الإخواني الهارب يوسف ندا، وعدد آخر من أعضاء التنظيم الدولي.
الهلباوي، في حواره، يتوقع رفض المصريين لدعوات التصالح، وكذا يقدم رؤيته لأسباب الانشقاقات ومآلها، ويشرح كيف صعد التيار القطبي ليتولى زمام الأمور في مكتب الإرشاد، وكيف تحول إلى تيار "داعشي".
ما تقييمك لدعوات المصالحة التي أطلقها القيادي الإخواني يوسف ندا وزعيم "النهضة" راشد الغنوشي والتي ترعاها السعودية؟
في البداية إذا كانت السعودية غيَّرت سياستها تجاه الإخوان بعد أن كانت تعتبرها كيانًا إرهابيًّا فهذا شيء يخصها، ولا يعني ذلك أن علينا أن نتبع السعودية بعدما ذقنا من إرهاب الإخوان الكثير، وعليها أيضًا أن ترفع الحظر عن الجماعة التي لا تزال حتى اليوم تُعتبر "إرهابية" في المملكة.
أمَّا عن دعوات المصالحة والتي يدعو لها ندا والغنوشي فهي محاولات لإنقاذ الإخوان، كما أنَّ تحرك أكبر شخصيتين في التنظيم الدولي للإخوان يؤكد الخطورة التي يعيشها أعضاء الجماعة حاليًّا، فقد خسروا كل شيء وهناك انشقاقات، وشباب يتجه إلى العنف وفشل في كل التحركات الخارجية، لذلك لم تعد هناك محاولات أمام الإخوان إلا الدخول في مصالحة برعاية أطراف دولية لا تقدم الجماعة فيها تنازلات كثيرة، لكن أؤكد أنَّ الدولة لن تتصالح مع الإخوان لأنَّها تدرك جيدًا أنَّ الشعب المصري الوحيد هو من لديه الكلمة، ولن تدخل الدولة في صدام مع الشعب من أجل جماعة أذاقتنا ويلات القتل والإرهاب والتفجير، ولن يكون مقبولاً بأي حال المصالحة مع الإخوان، وكل المحاولات التي يقوم بها التنظيم الدولي أو أي أطراف دولية ستفشل.
كيف ترى الأزمة الأخيرة وموجة الانشقاقات التي هزَّت جماعة الإخوان؟
في كل مرة كنت أؤكد أنَّ الانشقاقات قادمة إلى الإخوان بسبب استمرار القيادات الفاشلة في إدارة التنظيم، هناك كارثة حدثت للجماعة بعدما سقطت عقب ثورة 30 يونيو بفضل قيادة فاشلة لم تقدّر قيمة الجماعة ولا الدولة ولا ترى سوى مصالحها الشخصية بقيادة بديع والشاطر ومحمود عزت، فكان الطبيعي أن تحدث بعد ذلك موجة من الانشقاقات الكبيرة داخل الجماعة وفي ضوء هذه الكارثة، بالإضافة إلى السلوك العنيف الذي انتهجته قيادات الإخوان، كان طبيعيًّا أن يحدث ما تمر به الجماعة من اضطرابات، هذه الانشقاقات لم توضِّح فقط ما أصبحت عليه الجماعة، لكنها أكَّدت أيضًا انحراف الإخوان الكبير عن منهج حسن البنا وفشلهم فى تربية شباب الجماعة وخطر دخول أفكار سيد قطب التي أفسدت "الإخوان".
كيف ترى موقف شباب الإخوان من المجموعة التي تدير مكتب الإرشاد حاليًّا؟
بعد الصراع في ظل الأزمات التي مرَّت بها "الإخوان" وهروب القيادات ودخول كثير منهم السجون، كان طبيعيًّا أن يرفض الشباب استمرار قيادة عاجزة وفاشلة كهذه، كما أنَّ المسجون لا يعلم متى يخرج، ولا ولاية له، والهارب يحرِّض الشباب ويُدخلهم في صراع مع الدولة فيُقتلوا بينما هو يعيش منعّمًا في الخارج، من هنا بدأ الصراع بين جيل يرى ضرورة إحداث تغييرات في الجماعة وجيل يرى أنَّه مهما فعل وارتكب من أخطاء فليس من حق الشباب مراجعته أو مطالبته بالاعتذار، والصدام بين الجيلين القديم والجديد سيستمر ولن ينتهي بشكل سريع وسيأخذ وقتًا كبيرًا ومن الممكن أن تتم الإطاحة بهم خارج الجماعة وصعود تيار جديد يدير التنظيم بدلاً منهم.
وما تأثير هذه الخلافات على شباب الإخوان؟
شباب الجماعة لن يؤيدوا أيًّا من الطرفين لأنَّهم كرهوا الجماعة ووجودهم فيها حفاظ على التنظيم فقط والدعوة، ولو قسمنا شباب الجماعة سنجدهم ثلاثة أقسام رئيسية، قسم "قِرف" من الإخوان وفشلهم وعدم قدرتهم على الحفاظ على الحكم وانحراف المنهج ولجوئهم إلى العنف، وفضّل العمل بالدعوة وترك الجماعة بشكل كامل، وقسم ثانٍ تمت "دعشنتهم" وتوجَّهوا إلى العنف يفجرون ويقتلون ويرتكبون المذابح، وغالبيتهم تربوا على يد محمود عزت والقطبيين في الجماعة، وقسم ثالث وهم مجموعة كبيرة من القيادات التقيتهم، وكثير منهم يأتي إلى منزلي، وهم قرروا الالتزام بالعمل الدعوي وتنمية المجتمع ويبحثون عن فرصة تصالح مع الدولة لخدمة وطنهم ودينهم ويعارضون العنف وهم أكثرية في الإخوان.
وكيف ترى الصراع بين الأجيال داخل الجماعة؟
السمع والطاعة أحد أبرز أسباب الأزمات التي عانت منها "الإخوان" لأنَّها تحوَّلت من حالة الانضباط التنظيمي إلى حالة ديكتاتورية القرار دون مناقشة، فالقوانين التي تُصدرها الدولة نلتزم بها لكن لو كان هناك قرار خاطئ فجميعنا يعترض، أمَّا مكتب الإرشاد وخصوصًا "الأخير" فقد حرم شبابه من حق الاعتراض وتحول الأمر إلى "سمع وطاعة"، فمنذ ثورة يناير حتى الآن خرج الآلاف من الشباب والقيادات لأنَّهم خالفوا الجماعة مثل الدكتور محمد حبيب، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، إضافةً إلى شباب التيار المصري وائل لطفي وغيرهم، فالجماعة تحوَّلت من قاعدة السمع والطاعة إلى "ما نريكم إلا ما نرى وما نهديكم إلا سبيل الرشاد".
أضف إلى ذلك تغيُّر منهج الجماعة من فكر حسن البنا ومبادئ أننا "دعاة لا قضاة"، كل ذلك تحول مع مكتب الإرشاد بقيادة خيرت الشاطر ومحمود عزت، فأصبح الفكر القطبي التكفيري مع السمع والطاعة مع التفجير والتكفير هو فقط المتحكم في الجماعة ولأول مرة تتجمع قيادة مثل هؤلاء في الإرشاد ليست لديهم أفكار ولا يقبلون الرأي الآخر، متطرفين يؤمنون بالفكر القطبي والعنف ولا يقبلون برأي مخالف، هذا أسوأ مكتب إرشاد أدار "الإخوان" على مدار تاريخها، وقاد الجماعة إلى مستقبل مجهول، وسبق وحذرناهم أنَّهم مقبلون على كارثة لكنهم لم يستجيبوا لنا.
لا أعرف كيف ستنتهي الأزمة الحالية لكنني أعتقد أنَّها ستظل مشتعلة وسنرى مزيدًا من الانشقاقات في الفترة المقبلة ما دامت القيادات الفاشلة والعنف داخل التنظيم وغياب الرؤية الإصلاحية الدعوية الصحيحة استمرت.
كيف ترى قيادات مكتب الإرشاد الحالي وإدارتهم للأزمة التي مرت بها الجماعة؟
قبل صعود مجموعة خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمود غزلان وعبد الرحمن البر ومحمود حسين للسيطرة على مكتب الإرشاد كانت هناك خلافات كبيرة وأمور تدار من خلف الكواليس "تحت الترابيزة"، فيذهب مثلاً محمود عزت إلى الشاطر في السجن ويتلقى المعلومات، ولم يكن محمد مهدي عاكف "المرشد وقتها" أو محمد حبيب قادرين على مواجهة هؤلاء من الأساس، فقد كانوا يخططون للاستيلاء على "الإرشاد" والسيطرة على الجماعة وطرد كل من يخالفهم في الرأي.
في الوقت الذي كنا نرى فيه هذا "اللعب" داخل الجماعة والأزمات المستمرة ومحاولة الإطاحة بعاكف، عرضتُ أكثر من مرة في فترة وجودي في لندن أن يكون المرشد من خارج مصر على أن تتجه الجماعة إلى الدعوة أكثر من تركيزها على السياسة، لكن الصراع داخل الجماعة كان أكبر بكثير من أي تعديلات فتمت الإطاحة بعاكف وجاء بديع ثم مع الوقت فرضت مجموعة الشاطر سيطرتها على الإخوان.
هذه المجموعة تسببت في أكبر سقوط فى تاريخ الإخوان بعدما عانت 80 عامًا ووصلت أخيرًا إلى السطة بعد ثورة شعبية وسط تأييد كبير من المصريين لكنها لم تحسن انتهاز الفرصة، فاتجهت إلى العنف والإقصاء والسيطرة على البلاد وأخونتها، ولم تُحسن إدارة الأزمة أو تستمع إلى النصائح المتكررة لها واعتمدت على مجموعة من الإرهابيين وقادة العنف، فهل يُعقل أن ينظم رئيس جمهورية مؤتمرًا فى استاد القاهرة يدعو فيه إلى الجهاد في سوريا ويمسك بيد عاصم عبد الماجد؟!
هل ندم قيادات "الإخوان" بسبب الدخول في صدام مع الدولة؟
هناك الكثير من شباب وقيادات الوسط في الجماعة انفصلوا بالفعل وتركوا السياسة وركزوا في العمل الدعوى، ويديرون جمعياتهم ويمارسون نشاطهم بالاتفاق مع الدولة، وعدد كبير من القيادات جاءني وطلب مني أن أرسل إلى الرئيس عدلي منصور وقتها طلبًا باسمهم أؤكد فيه أنَّهم يريدون ممارسة العمل الدعوى وأنَّهم لم يعودوا من الإخوان، ورفعت مذكرة بالفعل إلى الرئيس منصور وتم الاتفاق على أن تسمح الدولة لهم بممارسة نشاطهم تحت أعين الدولة وبالفعل حدث.
الإخوان لم يعودوا صفًّا واحدًا، والأزمة فقط في التيارات العلمانية والفلول الذين يهاجمون كل من يخرج عن الإخوان، كأنَّها أصبحت سُبّة بدلا من أن نفتح الباب أمام كل من يتوب ويعود للعمل في صفوف الوطن.
هل تمت "دعشنة الإخوان"؟
الجيلان القديم والجديد كلاهما يؤمن بالعنف وإن كان الجيل القديم أقل عنفًا من الجيل الحالي، لكن الأمر لم يأتِ مفاجأة لكن جاء بالترتيب، ففي البداية تمت عملية "قطبنة الإخوان"، إذ اختار الشاطر كل رجاله وكل من يؤمن بفكر سيد قطب وبعدها بدأت مرحلة الدعشنة وتحول شباب الإخوان وقياداتهم إلى داعشيين يفعلون نفس تصرفاتهم ويقتلون ويفرحون بالقتل ويؤيدون حتى ما يفعله "داعش" أو "أنصار بيت المقدس" في سيناء.
والدليل على ذلك أنَّه بعد فض "رابعة" أحرق شباب الجماعة جامعتيّ الأزهر والقاهرة وفجّروا أماكن حيوية دون مراعاة هل هناك مدنيون أم لا، ولم يعودوا يفرّقون من الأساس، فكل مَن يخالفهم كافر ومصيره القتل.
هل تتوقع انشقاقات قادمة في التنظيم؟
هناك انشقاقات حدثت بالفعل في صفوف الجماعة قبل الأزمة ثم جاءت الأزمة لتكشف للجميع أنَّ قيادات الإخوان لا يهمهم سوى المناصب والكراسي والأموال القادمة من الخارج والتمويلات بينما الشباب الذي يُقتل أو يموت لا قيمة له ولا دية، الشباب لمح ذلك وقرأه بشكل أوضح مع الأزمة الحالية، وتساءل: لماذا يتصارعون بهذا الشكل على عضوية مكتب إرشاد؟ أليس من الطبيعى أن يخدموا الجماعة فى أى مكان؟ واسترجعوا شريطًا تعلّموه من هؤلاء القيادات فلم يجدوا أي شيء تعلموه، كل الكلام ذاب وانتهى عندما أتى الصراع على الكراسي.
بصفتك متحدثًا سابقًا باسم التنظيم الدولي للإخوان.. كيف تتحرك الجماعة في الخارج الآن؟
الفترة الحالية وتحركات الإخوان من بعد ثورة يناير حتى اليوم تختلف كثيرًا عن العقود السابقة، حيث لم يكن هناك تنظيم دولي فعليًّا وكانت تحركاته عادية تتحدث عن ظلم النظام في مصر والفساد السياسي والاضطهاد وغير ذلك ولم تكن بهذه الكثافة والتحركات الواسعة كما تفعل "الإخوان" حاليًّا، لكن بعد الثورة بدأت شخصيات من التنظيم الدولي وقيادات الإخوان في مصر التواصل مع الدول الأجنبية وعرض نفسها كبديل للنظام في مصر وتحول التنظيم الدولي إلى تنظيم فاعل يتحرك بقوة في الخارج، أمَّا التحركات فتتم بأي شكل، والتركيز يكون على الشخصيات السياسية المعارضة في بلادهم وكل من له تحفظات على النظام في مصر وبعض البرلمانيين، ويقدمون معلومات خاطئة كما يتواصلون مع كتاب أجانب وأصحاب أعمدة مشهورين في عديد من الدول الأوروبية وأمريكا ويستميلونهم إليهم.
كما اعتمدت "الإخوان" في الخارج على أنَّها الجماعة الأقدم في العالم الإسلامى وهناك تقدير لها من المسلمين فى أوروبا واستغلت ذلك فى جمع تبرعات وإقامة تجمعات للمسلمين ومساجد وجمعيات، ومن هنا تمكنت من جذب دعم كبير جدًا في أوروبا وآسيا وأمريكا ولها مؤسسات كبيرة تديرها.
هل فعلاً حذَّر القيادي في التنظيم الدولي إبراهيم الزيات ألمانيا قبل زيارة السيسي؟
كلام غير صحيح.. تربطني علاقة قريبة بإبراهيم الزيات رئيس التجمع الإسلامي في ألمانيا، والرجل بعيد تمامًا عن السياسة، الأزمة أن "الإخوان" تدّعى على هذه الشخصيات لجذب الدعم بينما هم لا يتعاملون أصلاً مع الإخوان أو في السياسة لكن في العمل الخيري الدعوي ودعم الجاليات الإسلامية، وهناك شخصيات إسلامية دولية الجماعة أساءت إليهم وشوهت صورتهم، وحتى تجربة تركيا وتونس تسبب فشل إخوان مصر في تشويهها وأضرار كبيرة لها.
ما مصادر تمويل الجماعة حاليًّا؟
قيادات الإخوان في الخارج تحركاتهم كما في الداخل "فاشلة"، واهتموا فقط بالتمويلات الكبيرة التي تأتي لهم وتقدَّم لدعم قيادات الإخوان من قطر وتركيا ومن منظمات دولية تدعم الجماعة، والجماعة تعتمد على هذه الأموال في تحركاتها وتقدم هدايا لمسؤولين كبار وتعقد لقاءات مع مختلف البرلمانيين والحكومات في أوروبا للتحريض على مصر وترفع دعاوى قضائية ضدنا لكن الأزمة ليست هنا بل فى وزارة الخارجية وأجهزة الدولة التى تفشل حتى الآن فى التعامل مع تحركات الإخوان في الخارج، صحيح أنَّها لم تعد تؤثر لكن في نفس الوقت لا يمكن أن تسمح لهم بالتحرك بكل راحة في حين أنك حتى لا ترد عليهم أو تواجه ادعاءاتهم ومزاعمهم بشأن الأوضاع في مصر.
لكنك كنت عضوًا في التنظيم الدولي ولديك معرفة بالتبرعات والأموال التي تأتي للجماعة؟
كنت بعيدًا عن الملف المالي ل"الإخوان" وكنت متحدثًا فقط، إبراهيم منير وجمعة أمين كانا المسؤولين عن الملف المالي، وكما ذكرت، الوضع تغير كثيرًا بعد ثورة يناير ومنذ خروجي من الجماعة الأموال تدفقت بسبب الحسابات والمشاريع التي أقامها الإخوان وكل ذلك فُعِّل بشكل كبير في الأعوام الثلاثة الماضية.
هل تم تشكيل المكتب الإداري الأخير في تركيا بسبب حدوث فضائح مالية كما زعم البعض؟
هناك أموال تدفقت بشكل كبير في الإخوان "مال سايب" ومافيش حد حاكم لهذا المال..أنا ليس لديّ معلومات عن فضائح مالية لكنى سمعت كما سمع غيري أنَّ هناك اختلاسات وفضائح مالية داخل الجماعة وربما تكون سبب الأزمات الأخيرة والخلافات بين القيادات لكن ليس لديَّ معلومة حقيقية بذلك.
كان لك اعتراض على أحكام الإعدام الأخيرة التي صدرت بحق قيادات الإخوان؟
بالتأكيد لديَّ اعتراض كبير ليس على الحكم لكن على الإجراءات لأنها تسببت في إحراج مصر دوليًّا وتسببت في إحراج الرئيس السيسى نفسه في ألمانيا عندما سألته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أحكام الإعدام، وهو ما شكل حرجًا كبيرًا أمام المجتمع الدولي..الكثير هاجمني عندما رفضت هذه الأحكام، لكن لم يسأل نفسه عن أسباب الاعتراض ولم يسأل عن موقفنا أمام دول العالم، أنا مع حكم الإعدام لكن هل يمكن أن يخرج أحد يوضِّح لنا الإجراءات التي تم اتخاذها؟ وهل تم تطبيق هذه الإجراءات؟ بالتأكيد لم يحدث، وإجراءات التقاضي غير صحيحة ولن تكون لنا حجة أمام العالم، و"الإخوان" تستغل هذه الأحكام في الترويج لها وهناك دول كبيرة تتربص وتستغل هذه الأحكام عند مراجعة ملف حقوق الإنسان، في فيينا منذ أشهر قليلة تقرير سيئ جدًا قدِّمت في مصر من 122 دولة منها بريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول تقارير حقوقية تؤكد أنَّ الوضع في مصر كارثي، وكنا في موقف حرج، ونحن من نضع أنفسنا فيه.
هل هناك محاولات من البعض لتحويل الرئيس السيسي إلى مبارك جديد؟
المطبلاتية والمنافقون كتير ومش قابلين أي اعتراض على الأخطاء، وهناك محاولات تجري على قدم وساق لتحويل السيسى إلى مبارك، لكن السيسى واعٍ وفاهم ولن يسقط في هذا الفخ لأنه يعرف جيدًا قيمة دوره والمسؤولية الملقاة عليه، لذلك لن يحدث أبدًا أن يتحول السيسى إلى مبارك.
ما رأيك في الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي وزيارة الفنانين لألمانيا لمرافقة الرئيس؟
الزيارة نجحت بشكل كبير ولم يسقط الرئيس السيسي في الفخ الإخواني لأنَّهم حاولوا إفساد الزيارة، ولو رفض السيسي الذهاب إلى ألمانيا كانت ستُحسَب عليه أنه خاف ولم يذهب، لكنه كان واعٍ فذهب وشارك ووقَّع عقودًا اقتصادية وعمق العلاقات مع ألمانيا وكل هذا في مصلحة مصر.
أمَّا عن زيارة وفد الفنانين إلهام شاهين ويسرا وغيرهما واستهزاء البعض بها، فعليه أن يعلم أن الرئاسة لم تدعُ أحدًا لكنها وفود شعبية..هناك الكثير من رجال الأعمال والفنانين يخرجون على نفقتهم الشخصية من أجل دعم الرئيس فى زياراته الخارجية، وأنا شخصيًّا وُجهت إليّ دعوة للسفر إلى ألمانيا من قِبل بعض رجال الأعمال لمرافقة الرئيس لكنى لظروفي الصحية لم أتمكن من السفر.
لماذا لم تعلن بريطانيا "الإخوان" تنظيمًا إرهابيًّا؟ وهل هناك ضغوط مورست على بريطانيا لمنع إصدار قرار بإدانة "الإخوان"؟
الإخوان لم ترتكب أو تنفّذ أي عمليات إرهابية في لندن، وجميع أنشطتها تتم وفقًا لاتفاقات سياسية مع البريطانيين، كما أنَّ لهم نفوذًا كبيرًا هناك، بالإضافة إلى أنَّ قطر وتركيا ضغطتا بشكل كبير جدًا على بريطانيا ودفعتا استثمارات كبيرة من أجل عدم إعلان الجماعة منظمة إرهابية، والأهم هي أمريكا التي طالبت بريطانيا بعدم إدانة الإخوان والجميع يعلم أنَّ أمريكا تسيطر وبشكل كامل على السياسة البريطانية وتحركاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.