أعرب الاعلام الاسرائيلي عن خيبة أمل على المستوى السياسي في اسرئيل جراء الترحيب الامريكي والاوروبي باعلان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، في اعقاب اعلان المصالحة بين كل من فتح وحماس. ووجه مسؤولون إسرائيليون اتهامات الى ادارة الرئيس الامريكي "باراك اوباما" بتشجيع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" على الارتباط بمنظمة ارهابية بهدف اقامة حكومة، مشيرين إلى ان الادارة الامريكية بتشجيعها ذلك عملت على "غرس خنجر في ظهر اسرائيل". وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية، قائلا: "قال ابو مازن للارهاب نعم، وللسلام لا، ولا جديد في هذا، فهذه هي سياسة أبو مازن الرافضة للسلام". أما وزير الاتصالات الإسرائيلي "جلعاد اردان" فربط بين الموقف الامريكي مع ايران منذ نهايات العام الماضي، وموقفها من حماس، قائلا "لقد ضربت السذاجة الامريكية ارقاما قياسية، فامريكا تتعاون مع حماس التي تصنفها داخل اراضيها بمنظمة ارهابية، إن ادارة اوباما خاضعة بالكامل للاملاءات الفلسطينية الأمر الذي سينسف بالكامل مسيرة اوسلو، وسيدفع اسرائيل الى اتخاذ خطوات احادية الجانب ضد حكومة الارهاب الفلسطينية". وواصلت الصحف الإسرائيلية رصد ردود الأفعال على مستوى الحكومة الاسرائيلية، حيث خول المجلس الوزاري المصغر، الكابينيت، رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" كل الصلاحيات في سبيل فرض العقوبات على الحكومة الفلسطينية ومن دون الحاجة لاقرار الكنيست لها، وتقرر ان لا تلتقي "تسيبي ليفني" الرئيس الفلسطيني الا بناء على قرار من رئيس الوزراء. وكان الكابينيت الاسرائيلي عرض حزمة من الاقتراحات التي يجب تطبيقها كاجراء عقابي على الحكومة الفلسطينية الجديد، جاء على رأسها ضم أراضي الضفة الغربية باستثناء منطقتي "أ"، و"ب" مع توسيع بناء المستوطنتين فتصبح المنطقتان الفلسطينيتان متمتعتين بحكم ذاتي داخل بحر بشري من اليهود. وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" إن أكثر ما تخشاه اسرائيل هو توجه الحكومة الفلسطينية الجديدة لانتخابات ديمقراطية وتحظى باعتراف دولى بما تحويه من عناصر حمساوية ثم تتوجه الى الاممالمتحدة، وفي سبيل مواجهة هذا الاحتمال، قرر الكابينيت تشكيل فريق برئاسة وزير الدفاع "موشيه يعالون" لبحث سبل العمل في مواجهة الأمر الواقع وتداعياته، مشيرا إلى استجابته لمشروع قرار "نفتالي بينيت" الداعي الى ضم مستوطنة "غوش عتصيون" الى اسرائيل، حيث سيقوم الكنيست ببحث المشروع. من جهته، قال "بن درور يميني" بصحيفة يديعوت اوحرونوت" ان على اسرائيل ان تنتهج سبيل فضح ممارسات حماس ليس من خلال الرجوع الى ميثاقها الداعي لابادة اسرائيل فقط، ولكن من خلال الكشف عن تحريضها على القتل الذي يذاع على مدى الساعة عبر فضائية حماس "القدس"، ومن خلال ما يتم تدريسه بالجامعة الاسلامية بغزة. واضاف ان نتنياهو فشل في استخدام نقطة ضعف حماس باستمراره الاعلان عن غضبه ورفضه التعاون مع تلك الحكومة الفلسطينية الجديدة، فحماس ملفوظة من دول العالم الحر، ولا ترى فيها الا جهة لابد من التعامل معها بحكم الامر الواقع والتغيرات الاقليمية، ونقطة الضعف تلك هي شرط الرباعية، امريكا، روسيا، الاتحاد الاوروبي، الاممالمتحدة، المتمثل في "الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والارهاب، واحترام الاتفاقات السابقة، وهو الامر الذي اذا تعاملت اسرائيل من خلاله مع الحكومة الفلسطينية ستعيد حماس الى الزاوية، اما الرفض الاسرائيلي فيمنح لتلك الحكومة الارهابية امتيازات وقبولا دوليا على حساب اسرائيل. وشددت الصحيفة على ضرورة اعلان الحكومة الاسرائيلية ترحيبها بالحكومة الفلسطينية الجديدة معلنة موافقتها على التفاوض مع الفلسطينيين وحماس بشرط أن تتفضل حماس بالاستجابة لشروط الرباعية. وقالت الصحيفة انه في مقابل هذا الموقف الاسرائيلي، سترفض حماس الاعتراف باسرائيل، وسترفض يد اسرائيل الممدودة، الأمر الذي سيكشف حقيقتها، فحماس منظمة تنتمي لمنظمات الجهاد العالمي، ويجب الكشف عن وجهها الحقيقي ويُحتاج لذلك الى شيء قليل من الحكمة نفقده.