قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية: في ضوء الدعم العربي الكامل للمصالحة الفلسطيينة، وترحيب الاتحاد الأوروبي، ووعود الولاياتالمتحدة بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية الموحدة الجديدة، فإن ذلك يجعلها أمرًا واقعًا يفرض على إسرائيل الاعتراف بها والتعامل معها. وشددت الصحيفة العبرية على أن مقاطعة إسرائيل وفق تهديدات بنيامين نتنياهو لحكومة الوفاق الفلسطيني وعدم الاعتراف بها سيحصرها في زاوية الرافض المتعنت للمسيرة السلمية، الأمر الذي سيهددها بالعزلة الدولية من جديد، خاصة مع إعلان الحكومة الجديدة تمسكها بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، واستمرار تعاونها معها، وإعلانها عن رغبتها استئناف المسيرة السلمية. وأعلن الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، أنه سيعلن اليوم الاثنين عن تشكيل الحكومة الفلسطينية الموحدة الجديدة، في الوقت الذي يعمل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" منذ أمس على تحذير القوى الدولية من الاعتراف أو التعامل مع هذه الحكومة. وكان قد أعلن نتنياهو وحكومته مقاطعة حكومة المصالحة الفلسطينية، مع استمرار جهود التنسيق الأمني بين الطرفين. واعتبرت الصحيفة أن تحذيرات نتنياهو وإعلان حكومته المقاطعة مع الإصرار على استمرار التنسيق الأمني يعد تناقضًا واضحًا، معتبرة أن استمرار التنسيق الأمني مع الحكومة الفلسطينية الجديدة يعد اعترافًا بها في حد ذاته. وأشارت الصحيفة إلى تناقض حماس مع توجهاتها، موضحة أن السلطة الفلسطينية نشأت في أعقاب اتفاق أوسلو، التي أعلنت حماس رفضها له، ومع ذلك فإن توحد حماس مع السلطة اليوم يعد اعترافًا منها بأوسلو. من جهتها نقلت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" دعوة نتنياهو في بداية جلسة الحكومة أمس الأحد، "الأسرة الدولية إلى عدم التسرع وإعلان الاعتراف بحكومة تعتبر حماس الإرهابية جزءًا منها". وأضاف نتنياهو في خطابه للمجتمع الدولي، أن "حماس منظمة إرهابية تدعو إلى إبادة إسرائيل، فاعتراف المجتمع الدولي بحكومة تتضمن حماس لن يعزز الجهود السلمية وإنما يعزز الإرهاب". وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس، عن القلق الذي يسود الحكومة الإسرائيلية من ردود الفعل الدولية تجاه إعلان الحكومة الفلسطينية الجديدة، مشيرة الى ترحيب الاتحاد الأوروبي بتطورات الساحة الفلسطينية، وإشادتها بحكومة الوحدة الوطنية بشرط إعلانها نبذ الإرهاب واعترافها بإسرائيل. بينما أشارت "معاريف" إلى شعور السلطة الفلسطينية بخيبة الأمل إزاء إعلان الخارجية الأمريكية بأن "الإدارة الأمريكية ستعلق الاعتراف بالحكومة الجديدة، حتى الإعلان عن تركيبتها، وتتابع تصريحاتها وتوجهاتها، وحينها إما أن تعلن أمريكا الاعتراف بها أو شجبها". وحذر الوزير "عمير بيرتس" من حزب هاتنوعاه في جلسة الحكومة أمس، من أن إعلان إسرائيل المقاطعة التامة للحكومة الفلسطينية سيصب في خدمة حماس وحدها، موضحًا أنه بإعلان إسرائيل انعدام فرص الحوار مع الحكومة الفلسطينية سيؤدي ذلك إلى الدفع بفتح وحماس إلى حل الخلافات بينهما بشكل أسرع.