أثارت صفحة تدعى " فرسان الصليب " على الفيس بوك"، تنشر صورا ورسوما وعبارات مسيئة للدين الإسلامي، وللنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حالة من الهياج والغضب الشعبي بقرية المحاميد بحري بمركز أرمنت جنوب غرب الأقصر. جاء ذلك عقب قيام شاب قبطي بقرية المحاميد بحري بنشر صور من تلك الصفحة مسيئة للدين الإسلامي على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به، مما أثار حفيظة أهالي القرية وأشعل غضبهم مطالبين بالتنكيل بهذا الشاب. وعلى أثر ذلك قامت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة أرمنت، بتكثيف إجراءاتها بقرية المحاميد بحري من قبل قوة مشتركة من الجيش والشرطة لمحاولة السيطرة على موجة الغضب التي اجتاحت أهالي القرية منذ مساء يوم الأربعاء الماضي مع بدء فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وبالفعل نجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة الأقصر، في احتواء بوادر تلك فتنة الطائفية في مهدها وقمت بالقبض على الشاب قبل أن تتفاقم الأزمة في القرية. وكان اللواء مصطفى بكر، مدير أمن الأقصر، قد تلقى إخطارًا بالواقعة من اللواء عصام الحملي، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، يفيد بقيام المدعو كيرلس. ش ع، 29 سنة، حاصل على دبلوم تجارة، ومقيم بقرية المحاميد بحري بأرمنت غرب الأقصر، بنشر صور مسيئة للدين الإسلامي على صفحة موقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، وعلى أثر ذلك قام مجموعة من الشباب بالقرية بتحريض الأهالي على رشق منزل المذكور بالطوب والحجارة. وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن إلى موقع الحادث، تم القبض على المتهم صاحب الأزمة، كما تم القبض على 6 أشخاص حاولوا إشعال الموقف وقاموا بالتحريض على الاعتداء على منزل المتهم ورشق المنزل بالطوب والحجارة، وهم كل من على. أ. م، وياسر. م. ع، وأمين. ا. ح، ومحمد. ا. ع، وأحمد. ع. ا، ومحمود. م. ع، وجميعهم مقيمون بقرية المحاميد بحري في مدينة أرمنت وأحيل المتهم إلى نيابة أرمنت التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة ازدراء الدين الإسلامى على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك "، كما أخلت النيابة سبيل ال6 أشخاص على خلفية اتهامهم بالتحريض على رشق منزل المتهم بالطوب والحجارة، وقطع الطريق في مدينة أرمنت. وعلى صعيد جهود المسئولين لاحتواء الأزمة، قامت قيادات الدولة ببذل جهودا مضنية لوأد فتنة أرمنت في مهدها واحتواء الأزمة الطائفية في قرية المحاميد بحري، حيث أوفد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أمس الجمعة، قافلة تضم 16 من علماء الأزهر والأوقاف إلى القرية، لإلقاء خطبة الجمعة حول التسامح والسلام ونبذ الإسلام للعنف واحترامه للآخر، ذلك للعمل على تهدئة أهالي القرية. كما كشفت مصادر عن وصول نقيب الصحفيين، ضياء رشوان، اليوم السبت، إلى مدينة أرمنت – مسقط رأسه – لزيارة قرية المحاميد في محاولة منه لاحتواء بوادر الأزمة الطائفية في تلك القرية. وفى سياق متصل، قال صفوت سمعان الناشط الحقوقي، ورئيس مركز وطن لا حدود للتنمية البشرية وحقوق الإنسان وشئون اللاجئين، إن الشاب صاحب الأزمة يدعى كيرلس شوقي، وهو شاب يبلغ من العمر 29 سنة، أعزب ويقيم بقرية بالمحاميد بحرى أرمنت، لا يعمل سوى في كشك صغير لا يغطى تكاليف الحياة، مشيرا إلى أنه شخص مصاب بالمياه البيضاء وبالعشي الليلي، ليس عنده كمبيوتر، وإنما لديه تليفون محمول فرحان بدخوله على الفيس بوك من خلاله. وأضاف سمعان، أن هناك شخصًا من القرى المجاورة، اتهمه بنشر لايك على صفحة قيل إنها نشرت موضوعًا مسيئًا للإسلام اسمها " فرسان الصليب " ونزل منشور يطالب بالهياج عليه من كل البلد، وقد أعطت النيابة له حبس 4 أيام دون ووجود محامٍ في التحقيق معه، والمحامون الأقباط رفضوا الوقوف معه خوفا من الغضب، مشيرا إلى أن المتهم شكى من إساءة بندر الأقصر بالعوامية من جعله يرفع ايديه لمده ساعتين وسنواصل التحقيق في ذلك حيث الركن المادي في الجريمة غير متوافر. وتابع، أن استغلال الدين كأداة لنشر الفتن الطائفية غير موجود، وكذلك غير موجود أصلا الدليل حتى بنشر لايك وحبسه بالأقصر، خوفا على حياته ومن المنتظر طبقا للقضاء أن يعطى 15 يومًا، متسائلا كيف يتم حبس الضعيف لمجرد حمايته، وسيتم توكيل محامين يباشرون عملهم وليس للجبناء مكان في هذه القضية.