كلمة إيطالية شاع استخدامها منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، للتعبير عن جماعات سياسية ذات نزعة اشتراكية ثورية، ثم ارتبطت بالزعيم الإيطالي موسوليني فتحولت إلى مصطلح يشير إلى الديكتاتورية ومعاداة الديمقراطية ورفض منظومة القيم الليبرالية بشكل عام. يقترن صعود ونجاح الحزب الفاشي إلى أسس موسوليني، وتمكن من تشكيل الحكومة سنة 1922، بالأزمة الخطيرة التي واجهتها إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، وصنعت حالة من الفوضى العارمة، تصدى لها موسوليني مشددًا على ضرورة الاستعانة بالقوة التي تفرض القانون وتعيد هيبة الدولة. تعلي الفاشية من شأن السلطة التنفيذية ومكانة الزعيم، وهي في هذا التوجه تتشابه مع الحركة النازية الألمانية بقيادة هتلر، ومع حركة الفلانجية الأسبانية التي يمثلها فرانكو. على الصعيد الاقتصادي، تنادي الفاشية بالجمع بين العمال وأرباب العمل تحت راية الولاء للحزب، وتدعو إلى التعاون والانسجام الطبقي لتحقيق السلام الاجتماعي، وفي هذا السياق فإن الرفض كامل لحق الإضراب والاحتجاجات العمالية. من السمات البارزة للفاشية نزعة التطرف الوطني، والأخذ بسياسة التوسع عبر تقوية المؤسسة العسكرية، واضطهاد الأقليات وتحميلهم مسئولية صناعة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. لم يمتد العمر طويلاً بالتجربة الفاشية الإيطالية، فقد انهارت حزبًا وزعيمًا بعد الهزيمة المدوية في الحرب العالمية الثانية، لكن الأفكار والممارسات نفسها انتشرت في كثير من بلدان العالم الثالث، تحت مظلة الشعارات الوطنية الزاعقة.