ظل مسجد "فينسبوري بارك" بعيدًا عن الأنظار بقرميده الأحمر على شارع خلفي بشمال لندن، حتى ذكره "أبو حمزة المصري" المسجون بالسجون الأمريكية، أثناء التحقيقات ليعيده من جديد إلى عناوين الصحف البريطانية كموقع للعنة، وليؤكد ما كان قد أشار إليه أحد عملاء ال"M15" من أن المسجد هو "بؤرة للقاعدة في قلب لندن". ووصف المحرر "شيرلوت فيلبي" بصحيفة الإندبندنت البريطانية المسجد أثناء زيارته له قائلًا: يحوي الممر الرئيسي للمسجد العديد من المنشورات حول الأحداث المحلية، صورًا لرحلة استكشافية لسور الصين العظيم، بينما يثبت على حائط جانبي صندوق لتلقي "الأسئلة والفتاوى"، وعلى الرغم من تعبير فتوى يذكر بفتوى إيران قتل "سلمان رشدي" إلا أنه في الحقيقة يعمل هذا الصندوق على التعريف بالقواعد الإسلامية، ويحمل جدار مكتبة المسجد جائزة "خدمة المجتمع" من مجلس ايسيلينغتون. ويقول رئيس أمناء مسجد فينسبوري بارك "محمد كسبر" 47 سنة، قبل أن نتولى إدارة المسجد في العام 2005، لم يكن يأتي لزيارة المسجد وإقامة الصلاة إلا عدد قليل من الناس، وربما يعود ذلك إلى القضايا التي كانت مثارة آنذاك، أما الآن ففي صلاة الجمعة يحضر نحو 2000 مصلي يملأون القاعات الكبرى بالمسجد. وأوضح كسبر، أنه قبل العام 2005 كان جو من التوتر والعداء يسيطر على المجتمع، وكانت وسائل الإعلام والشرطة دائمي الوجود، حيث قام اليمينيون المتطرفون بالعديد من الاحتجاجات خارج المسجد لأسباب مختلفة، موضحا أنه كان هناك الكثير من سوء فهم للمسلمين. وأشار إلى أنهم في المسجد لا يزالون يتلقون رسائل كراهية، بأشكال عدة ومحاولات حرق للمسجد كثيرة، وقال: علينا دور كبير لنكون قدوة لغيرنا من المساجد ودور العبادة، من خلال تطهير المسجد من أتباع أبوحمزة المتطرفين، موضحًا أنهم مجموعة صغيرة يمكن السيطرة عليها، والتخلص من تركة أبو حمزة التي رسخت الانقسامات والتطرف، مؤكدًا على رغبة المسلمين في بريطانيا على أن يكونوا مواطنين بريطانيين وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية.