يلعب العمق الإستراتيجي الذي يشكله البحر المتوسط دورا مهما بصورة متزايدة في خطط وبرامج إسرائيل الدفاعية وذلك بالنظر إلى كثافة احتياطيات الغاز الطبيعي المتوافرة في منطقة شرق المتوسط، وسيتم اختبار جدوى هذا العمق الإستراتيجي بالنسبة لإسرائيل بالتزامن مع تقليص عدد السفن الأمريكية الحربية في البحر المتوسط مستقبلا وتزايد الوجود الحربي البحري لروسيا في المنطقة كما أن هذا العمق الاستراتيجي الذي يوفره البحر المتوسط لإسرائيل سيتم اختباره في ضوء سعي البحرية التركية المتطورة إلى التأثير على ميزان القوى في المنطقة والذي تكشف في ديسمبر 2013 بالتعاقد على شراء سفينة هجومية عملاقة برمائية بوسعها أن تكون في الوقت ذاته حاملة طائرات. يقول سيث كروبسى مدير مركز معهد هادسون للقوة البحرية الامريكية ان الدفاعات الإسرائيلية قد تواجه أيضا ضرورة حماية إسرائيل من هجوم إيراني بالصواريخ النووية مشيرا الى ان حالة عدم الاستقرار في شرقي البحر المتوسط تتزايد مع هشاشة وضع حقول كبيرة للغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية التي تعتبرها إسرائيل تابعة لها في عرض البحر امام سواحلها. وان شركة نوبل الامريكية للطاقة اكتشفت خلال السنوات الخمس الماضية مع شركاء اقليميين 35 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي امام سواحل إسرائيل وداخل المنطقة الاقتصادية الاقليمية التابعة لإسرائيل. و يقدر المركز الجيولوجي الأمريكي احتياطي الغاز الطبيعي في حوض المياه الاقليمية لإسرائيل وقبرص واليونان ب122 تريليون قدم مكعب، وفى هذا الصدد يعتبر كروبسى الذى شغل منصب نائب قائد البحرية الامريكية في ادارة ريجان ثم جورج دابليو بوش الاب ان إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي في المياه الاقليمية لإسرائيل وقبرص واليونان يكفى احتياجات الدول ال 22 الاعضاء في الاتحاد الأوروبي لمدة 20 عاما قادمة. ويقول كروبسى ان الدفاعات البحرية لازمة لحماية حقول الغاز الطبيعي هذه المنطقة التي تشكل قيمة اقتصادية ودبلوماسية كبيرة ،وتحقق لإسرائيل الثروة والاستقلالية المتزايدة في مجال الطاقة، وعلاقات تجارية تضفى على الجيران الاعتدال اكثر من أي عملية سياسية، ولمواجهة هذه التحديات اعدت إسرائيل استراتيجية بحرية تقوم على عدة ركائز من اهمها بناء تحالفات مع دول اخرى لها مصالح بحرية كبيرة في المنطقة وهو ما تمثل في اقامة شراكة إسرائيلية ناجحة مع اليونان وقبرص وما تبقى من الاسطول الأمريكي في المنطقة. وفى هذا الاطار حرصت إسرائيل واليونان وقبرص والولايات المتحدة على اجراء مناورات بحرية مشتركة سنويا على مدى الاعوام الثلاثة الماضية كان اخرها في الشهر الماضي واستهدفت التدريب على حماية حقول الغاز الطبيعي والمعدات اللازمة لاستخراج ومعالجة ونقل الغاز ومنصات استخراج الغاز الطبيعي في المياه العميقة ضد اية اعتداءات وحماية الحدود البحرية لإسرائيل من أي هجوم بحرى او بر مائي، وقد اختبرت تركيا هذه الحدود في عام 2010 عندما حاولت إرسال أسلحة بحرا إلى غزة، كما تعكف إسرائيل حاليا على تطوير أسطولها في المجال البرمائي وتعزيزه بامتلاك المقاتلة الامريكية اف 35. وبصورة عامة، تعمل إسرائيل على نشر صواريخ استراتيجية فائقة السرعة على غواصات ليكون هناك رد استراتيجي نووي على إيران في حالة الإقدام في أي لحظة من جانب طهران على تنفيذ تهديدات نووية واشترت إسرائيل من ألمانيا مؤخرا ست غواصات المانية ديزل/كهرباء فائقة التطور من طراز دولفين ستدخل الخدمة بحلول نهاية العقد الحالي.