في ظل توتر العلاقات بين مصر وتركيا، بعد دعم الأخيرة لجماعة إرهابية لزعزعة الاستقرار في مصر، على أمل أن تحول تركيا المنطقة إلى منطقة خلافة إسلامية، تحقق بها أطماعها القديمة في الشرق الأوسط، وتصبح دولة لها دور ووزن يفوق الدور المصرى، تسعى أنقرة اليوم إلى استغلال كل شاردة وواردة لتوريط مصر أمام العالم، بخلقها أكاذيب لا تمت للواقع بالصلة. واليوم، بعد أن كان لمصر يد في المصالحة الفلسطينية وأصبح الفلسطينيون يدينون لمصر بمعروف بعد لم شملهم من جديد، خرجت تركيا بأكذوبة جديدة لتضليل الرأى العام العربى وتحريضه ضد مصر، بالادعاء أن القاهرة من كانت وراء الحصار على غزة وأنها كانت حجر الأساس في إشعال أحداث سفينة المرمرة التي هاجمتها إسرائيل وراح ضحيتها تسعة نشطاء أتراك. وفى هذا، زعم سفير تركيا السابق في إسرائيل "أحمد جيليكول"، في كتابً له، صدر اليوم الجمعة، أن مصر هي من كانت وراء حادث سفينة المرمرة التركية التي هاجمتها إسرائيل، مدعيًا أنه كان على السفينة أحد ضباط المخابرات المصرية، وأن القاهرة أعطت تل أبيب معلومات خاطئة حول وجود أسلحة على سفينة المرمرة، التي كانت تحمل مساعدات لغزة، من أجل خلق صراع بين تركيا وإسرائيل. ووفقًا لما ذكره موقع "واللا" الإخبار الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه بعد أربع سنوات من حادثة الأسطول التركى والذي قتل خلاله تسعة أشخاص، خرج السفير التركي بإسرائيل "أحمد جيليكول"، زاعمًا أن لمصر يدًا في أزمة أسطول المرمرة، والذي أدى إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وأضاف السفير التركي السابق خلال كتابه، أنه من بين المتواجدين على السفينة كان يشتبه أن أحدهم من رجال المخابرات المصرية، وأنه من المحتمل أن يكون أدلى بمعلومات مبالغ فيها للجانب الإسرائيلي حول احتواء السفينة على أسلحة. وقال "جيليكول" خلال كتابه: "كان على أن أذكر الحادث الذي وقع أثناء إخلاء السفينة والذي من الممكن أن أشرح ملابساته كاملة الآن"، موضحًا أنه أخذ أمرا من أنقرة لإرسال كل المواطنين الأتراك ومواطني الدول الأخرى لتركيا بعد وقوع الحادث، لافتًا إلى أنه على الرغم من ذلك حصلت السفارة على معلومات بأن هناك مواطنا مصريا صعد إلى الطائرة التركية وهبط منها في اللحظة الأخيرة. وأشار السفير التركى إلى أن مصادر رسمية إسرائيلية أطلعته بأن مسئولا من السفارة المصرية بتل أبيب، استلم المواطن المصرى بعد تركه للطائرة بإرادته الحرة، مضيفًا أنه بعد ذلك علمت تركيا أن هذا المواطن يتبع المخابرات العامة المصرية، وأنه ترك الطائرة بعد أمر مباشر وصله من القاهرة. ولفت موقع "واللا" إلى أن السفير السابق تطرق في كتابه إلى التعاون بين مصر وإسرائيل في فرض الحصار على غزة، بقوله: "إن رئيس المخابرات المصرية الأسبق عمر سليمان زار إسرائيل قبل وقوع الحادث بأسبوع فقط، وحصلنا على معلومات تؤكد أنه تحدث عن أسطول المرمرة أثناء زيارته لإسرائيل". وتابع السفير التركي السابق: "إن ضابط المخابرات المصري الذي كان على سطح السفينة هو من أعطى معلومات خاطئة ومبالغ فيها لجهاز المخابرات العامة المصرية والذي نقل تلك المعلومات لإسرائيل، ولكن الرغم من ذلك حينما هاجم الجنود الإسرائيليون على السفينة باعتبار أنها مليئة بالسلاح والمسلحون لم يجدوا أي شيء من ذلك". وأدعى السفير التركى السابق في كتابه أن التصرف الذي قامت به مصر يرجع إلى رغبتها في خلق صراع بين تل أبيب وأنقرة، وخصوصًا بعد أن أصبحت تركيا دولة بارزة في المنطقة ولديها تطلعات في أن تكون دولة رائدة بين الدول العربية. جدير بالإشارة أن الجيش الإسرائيلي هاجم في 2010 سفينة مرمرة، التي كانت ضمن "أسطول الحرية" الذي كان يحمل مساعدات لقطاع غزة، ويسعى لكسر الحصار المفروض عليه، ما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك وإصابة آخرين. وأدى الحادث إلى توترات سياسية حيث استدعت تركيا سفيرها لدى إسرائيل، واشترط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تقديم اعتذار ودفع تعويضات لأسر ضحايا الهجوم لتهدئة التوترات، وقدم بالفعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارًا، وبدأت بعد ذلك مفاوضات بين إسرائيل وتركيا بشأن دفع تعويضات.