في عام 1950 عاش الصبي البرازيلي الذي نشأ في بيئة فقيرة لدرجة أنه عمل ماسحا للأحذية في بعض الأوقات حالة من الاحباط الشديد بعد خسارة راقصي السامبا نهائي كأس العالم أمام أوروجواي بملعب الماراكانا، هذه الحالة من الاحباط ولدت في داخل الصغير رغبة في الانتقام وهو ما تحقق بعد 8 سنوات فقط حين وصل عمر اديسون أرانتس دو ناسيمنتو إلى ال17 لينضم لصفوف المنتخب الوطني فكانت هذه هي مجرد البداية للأسطورة البرازيلية الحية (بيليه) الذي سطر لنفسه تاريخا ناصعا مع كرة القدم للجوهرة السوداء والقديس بالنسبة لعشاق كرة القدم ليس في البرازيل فحسب ولكن في العالم أجمع نظرا لمهارته الفذة في عالم الساحرة المستديرة. ففي السويد أقيمت النسخة السادسة ببطولة كأس العالم وجاء الدور على راقصي السامبا للصعود لمنصة التتويج بعد 5 بطولات عجاف اكتفوا فيها بدور (الكومبارس) حيث أصبح البرازيليون أول منتخب يحمل كأس العالم خارج حدود قارته بعد أن تفوق عرض السويد على نظيره الأرجنتيني والتشيلي والمكسيكي ولكن الملف السويدي تفوق في نهاية المطاف وتحديدا في 23 يونيو 1950. تفوق برازيلي ضم الدور الأول بالبطولة 4 مجموعات صعد عن الأولى أيرلندا الشمالية وألمانيا وعن الثانية فرنسا ويوغسلافيا والسويد وويلز عن الثالثة والبرازيل والاتحاد السوفيتي عن المجموعة الرابعة وذلك للعب دور الثمانية حيث فازت السويد على الاتحاد السوفيتي 2/0 واكتحست فرنسا أيرلندا الشمالية 4/0وتخطت البرازيل ويلز بهدف وبذات النتيجة تغلبت ألمانيا على يوغسلافيا. وفي المربع الذهبي واصل المنتخب البرازيلي طريقه للنهائي بنجاح بعد الفوز على فرنسا 5/2 في حين استفاد منتخب السويد من عاملي الأرض والجمهور وتخطى ألمانيا 3/1 ليصل الفريقان للنهائي. وجاءت المباراة النهائية مثيرة حيث تقدم البرازيل 2/1 في الشوط الأول قبل أن يضيف راقصو السامبا 3 أهداف في الشوط الثاني ليتوج الفريق بالمونديال الأول في تاريخه وقد كان بيليه من أكثر اللاعبين تأثرا بهذه البطولة بعد أن عاش الفارق بين لحظة الانكسار في 1950 وسط أهله والتفوق بعيدا عن الأرض. بيليه يأتي من بعيد الثنائي بيليه وجارنشيا كان بمثابة كلمة السر في تفوق البرازيل والوصول لمنصة التتويج فضلا عن الأهداف الحاسمة التي سجلها فافا الذي هز الشباك 5 مرات كثالث هدافي البطولة في حين حل بيليه ثانيا برصيد 6 أهداف. المنتخب البرازيلي خاض البطولة بطريقة 4/2/4 وهي طريقة لعب مبتكرة في ذلك الوقت بعد معسكر اعدادي طويل للفريق امتد 3 شهور قبل أن يتوجه اللاعبون إلى السويد بتصميم على العودة باللقب. والمثير أن بيليه وجارنشيا لم يلعبا مع البرازيل أول مباراتين في البطولة قبل أن يعتمد عليهما الجهاز الفني بقيادة فسنتي فيولا في المباراة الأخيرة أمام الاتحاد السوفيتي والتي فاز بها السليساو بهدفين نظيفين ليصعد الفريق لدور الثمانية. الأسطورة فونتينيه وشهدت البطولة بزوغ نجم الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا جوستين فونتنيه الذي سجل 13 هدفا في البطولة واحتفظ طويلا بلقب هداف كأس العالم على مدى التاريخ حتى حطم رقمه الظاهرة رونالدو نجم هجوم البرازيل في أواخر التسعينيات من القرن الماضي ومطلع الألفية الحالية. أرقام 16 فريقا شارك في البطولة . 35 مباراة أقيمت في المونديال. 126 هدفا تم تسجيلهم في البطولة بمعدل 3.6 هدفا في المباراة. 819810 مشجعا في البطولة بمعدل 23423 مشجعا في المباراة. 23 هدفا سجلهم المنتخب الفرنسي كأكثر الفرق تهديفا. 3 كروت حمراء في البطولة واحد لتيتوس بوبرنك التشيكي وآخر للمجري فرنك سيبوس وثالث للألماني اريتش جوسكوفياكا. 13 هدفا سجهلم فونتنيه الفرنسي كهداف البطولة.