صُنفت هذه البطولة كواحدة من أسوأ بطولات كأس العالم على الإطلاق من حيث المستوى الفني بما في ذلك المقارنة مع البطولات التي تلتها ، وزاد على هذا موقعة "سانتياجو" الشهيرة خلال مباراة شيلى وإيطاليا في الدور الأول ضمن المجموعة الثانية والتي انتهت بطرد لاعبين من إيطاليا وكسر أنف الثالث عندما ضربه أحد لاعبي شيلي بقبضة يده! عادت البرازيل مرة أخرى لتحصل على الكأس للمرة الثانية على التوالي بعد بطولة السويد 58 ولكن هذه المرة فى غياب الجوهرة السوداء بيليه ، وكان البرازيليون فى أمس الحاجة للفوز بهذه البطولة للتأكيد على أن كرة القدم فى البرازيل ظاهرة طبيعية مثل الماء والهواء. جاء اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لشيلى لاستضافة هذه البطولة مثيرا لدهشة الكثيرين ، فهذه الدولة القابعة في الجنوب الغربي لقارة أمريكا الجنوبية كان ينقصها الكثير حتى تستحق شرف تنظيم هذه البطولة ، فقد لوحظ النقص الواضح فى الملاعب والفنادق وايضاً فى الطرق ووسائل المواصلات. ولعل السبب الأرجح لاختيار شيلي لاستضافة هذه البطولة هو إرضاء الدول اللاتينية الواقعة جنوب غرب الكرة الأرضية خاصة بعدما نظمت دورتي 54 ، 1958 في من أوروبا ، وقد شهدت التصفيات المؤهلة لكأس العالم 62 مشاركة 56 فريقا لأول مرة ، وحدثت مفاجآت كبيرة في تلك التصفيات ، حيث خرجت فرنساوالسويد اللتان كانتا تعدا من القوى العظمى في مونديال 58 التي استضافتها السويد وفازت بها البرازيل. وكانت انطلاقة البطولة بلقاء البرازيل حاملة اللقب مع المكسيك في المباراة الإفتتاحية التي شهدت إصابة الأسطورة بيليه وحرمانه من المشاركة في بقية مباريات الدورة.ورغم غياب المعجزة بيليه الملك المتوج لكرة القدم في العالم فقد تحقق النصر ل"راقصي السامبا". وأقيمت البطولة في الفترة من 30 مايو 1962 إلى 17 يونيو من العام ذاته ، أي ما يقرب من ثلاثة أسابيع بمشاركة 16 منتخبا ، تم تقسيمهم إلى 4 مجموعات يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة لدور الثمانية ، وشهد الدور الأول تسجيل أعلى نتيجة في البطولة وكانت خلال مباراة الاتحاد السوفييتي وكولومبيا في المجموعة الأولى ، حيث انتهت المباراة بتعادل الفريقين بأربعة أهداف لكل منهما ، في حين سجل 89 هدفا في 32 مباراة بمعدل 2,78 ، وتصدر السوفييتي إيفانوف قائمة الهدافين ومعه اليوجوسلافي جيركوفيك والتشيلي سانشيز والمجري ألبرت والبرازيليان فافا وجارينشا ولكل منهم أربعة أهداف ، وإن خطف الأخير قلوب عشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء العالم بسبب تألقه في البطولة وتقديمه مستوى لافت خاصة في غياب مواطنه بيليه الملقب "بالجوهرة السوداء". تأهلت منتخبات شيلي "المستضيف" والاتحاد السوفييتي ويوجوسلافيا وألمانياالغربية والبرازيل وإنجلترا وتشيكوسلوفاكيا والمجر إلى دور الثمانية الذي شهد نتائج منطقة إلى حد كبير ، حيث فازت شيلي على الاتحاد السوفييتي بهدفين مقابل هدف ، وبنفس النتيجة فازت تشيكوسلوفاكيا على المجر ، بينما تغلبت يوجوسلافيا على ألمانيا بهدف نظيف ، وسحقت البرازيل فريق إنجلترا بثلاثة أهداف مقابل هدف. وفي الدور قبل النهائي فاز البرازيل على تشيلي بأربعة أهداف مقابل هدفين، وتغلبت تشيكوسلوفاكيا على يوجوسلافيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، إلا أن يوجوسلافيا نجحت في اقتناص المركز الثالث بعد فوزها على شيلي بهدف نظيف. وجاء موعد المباراة النهائية الحاسمة بين أبرز فريقين في البطولة البرازيل وتشيكوسلوفاكيا ، مثل البرازيل في هذه المباراة جيلمار دي سانتوس ن. سانتوس زيتو ماورو زوزيمو جارنشيا ديدي فافا أماريلدو ماريو زاجالو ، في حين مثل تشيكوسلوفاكيا : شرويف تيشي نوفاك بلوسكال بوبلوهار ماسوبوست بوسبيشال شيرر كادرابا فاسناك جيلينيك ، وكان الحسم من نصيب "راقصو السامبا" بعد أن دكوا حصون التشيك بثلاثة أهداف مقابل هدف لتعود البرازيل من جديد لتحصل على الكأس للمرة الثانية على التوالي بعد بطولة السويد 58. نجم البطولة : كان غياب "الجوهرة السوداء" بيليه عن قيادة منتخب السامبا في النهائيات بسبب الإصابة فرصة كبيرة لبروز اسم نجم جديد في عالم الكرة العالمية هو جارينشيا. لقد كان جارينشيا احد أبرز نجوم منتخب البرازيل في مونديال شيلي ، وبفضل أهدافه المؤثرة اعتلت البرازيل منصة التتويج للمرة الثانية على التوالي وتساوت مع إيطاليا التي فازت بلقب بطولتي 1934 ، 1938 على التوالي أيضا. كما كان لجارينشا دورا كبيرا في فوز منتخب بلاده ببطولة 1958 في السويد بالتعاون مع زملائه قبل أن يتوج هدافا لبطولة شيلي. وقد توفى جارينشا وهو في حالة مزرية في التاسعة والاربعين من العمر في عام