اهتمت الصحف الألمانية بتطورات الوضع في ليبيا بعد الهجوم على قوات اللواء خليفة حفتر بمقر البرلمان فيما اعتبر محاولة انقلاب عسكري، وتساءلت الصحف حول شخصية حفتر ومستقبل الديمقراطية في ليبيا، وكذلك مسئولية أوربا في ذلك. صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" كتبت معلقة: "ينازع جنرال سابق للقذافي الإسلاميين في ليبيا على السلطة، ففي مواجهات في العاصمة طرابلس اقتحم مسلحون نهاية الأسبوع مقر البرلمان مطالبين بتجميد عمله وعمل الحكومة المؤقتة. هؤلاء المسلحون تابعون للواء المتقاعد وقائد القوات البرية في عهد القذافي خليفة حفتر قبل أن ينشق عنه. في شهر فبراير، أعلن حفتر الحرب على الإسلاميين الذين يهيمنون على الحياة السياسية في ليبيا، إن محاولته الانقلابية قد تكون غير ناجحة لحد الآن، إلا أنها تساهم في تفاقم عدم الاستقرار، خطورة الوضع تظهر في ردود فعل البلدان المجاورة، فتونس عززت قواتها على الحدود مع ليبيا، فيما أخلت قوات جزائرية خاصة السفارة الجزائرية في طرابلس من موظفيها. كما أن الولاياتالمتحدة وضعت، وفقا لصحيفة "الجارديان"، وحدات من مشاة البحرية المتمركزة في صقلية في حالة تأهب". وذهبت صحيفة "فراننكفورته روندشاو" في نفس الاتجاه وكتبت: "وأخيرا حدث ما كان يخشى الكثيرون حدوثه في ليبيا: حرب بين الدولة والميليشيات المسلحة، إنه لمن مصلحتنا الخاصة دعم الحكومة الليبية، فقد أصبحت ليبيا مصدرا للسلاح والكراهية. وأضافت: "وحتى الآن يتمتع الأمريكيون والأوربيون بسمعة جيدة لدى قطاعات واسعة من الليبيين، فالضربات الجوية لحلف الناتو هي التي حالت دون سيطرة قوات القذافي على بنغازي في مارس 2011، أما اليوم فهناك تغير في مزاج الليبيين الذين يشعرون بالخذلان وفق شعار: تتدخلون أولا، ثم تنسحبون ويبقى لنا التعامل مع عواقب تدخلكم لوحدنا، إن انتقاداتهم مبررة، فغض النظر لا يجدي في شيء". وكتبت صحيفة "تاغستسايتونغ" تقول: "ستساهم عملية "الكرامة" التي شنها اللواء خليفة حفتر على المليشيات الإسلامية، في ميل ميزان القوة شيئا ما لصالح الجيش، إلا أن حفتر شخصية مستبدة ومثيرة للجدل، ولن يكون بإمكانه، كما هو الحال بالنسبة لباقي الشخصيات السياسية في البلاد تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود. وقالت الصحيفة إن التصعيد الذي حدث نهاية الأسبوع يجب أن يكون نداء لأوربا كي تساهم بشكل أوسع في بناء الدولة المدنية. إن التزام الاتحاد الأوربي اتجاه ليبيا ضئيل ومدعاة للسخرية، وتظهر ضرورة المساعدة الأوربية من خلال إلقاء نظرة على الخارطة: إن ترك ليبيا لوحدها لا يمس المهاجرين فقط، ولكن أيضا جماعات إرهابية ستأتي إلى أوربا بواسطة قوارب مطاطية". أما صحيفة "فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ" فاهتمت بدورها بشخصية حفتر وقالت: "إنه ليس بالمنقذ، فالمعارك الأخيرة ليست إلا خطوة إضافية نحو انهيار الدولة (الليبية). إن الأمر لا يتعلق بالمصلحة الوطنية وإنما بصراع على السلطة بالنسبة للمليشيات، والإسلاميين، والقبائل والجهات. واختتمت حديثها بقولها: "ويبقى الأمل في وضع حد لهذه الفوضى الهدامة قائما، ولكن بشرط أن تتم بلورة دستور يضمن توزيعا للسلطة وللثروة البترولية بشكل يجد قبول جميع الأطراف".