بالتزامن مع زيادة أعداد الاشتباه بالإصابة بفيروس "كورونا" بين القادمين من الخارج، وخاصة من المملكة العربية السعودية، خلال الفترة الأخيرة، كثفت سلطات مطار الأقصر الدولي، من إجراءاتها الوقائية بقسم الحجر الصحي بالمطار تحسبا لظهور حالات اشتباه بالفيروس بين القادمين من الخارج. يشهد الحجر الصحي بمطار الأقصر الدولي، استعدادات مكثفة من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية، من خلال فريق العمل بالحجر الصحي، من أطباء ومراقبين وتمريض لمواجهة ظهور حالات لفيروس "كورونا" بالتنسيق الكامل مع جميع الطائرات القادمة من الأماكن الموبوءة وعلى رأسها طاقم الطائرة والإسعاف. انتقلت "البوابة نيوز" إلى مطار الأقصر الدولي، للتعرف والوقوف على أهم الإجراءات الوقائية التي تقوم بها سلطات المطار لمكافحة ظهور المرض قبل دخوله. أكد الكابتن محمود العربي، مدير مطار الأقصر الدولي، أنه تم الاتفاق على تطبيق مجموعة من الإجراءات والتعليمات الخاصة بمنظمات الصحة العالمية من خلال التعاون المشترك بين وزارتي الطيران والصحة لرفع درجة الوعي عند ركاب الطائرة والعاملين بالمطارات لمنع انتشار عدوى الفيروس. وأضاف العربي، أن المطار اتخذ عدة إجراءات لمقاومة ظهور مرض الكورونا، ومنها تفعيل دور جهاز الماسح الضوئي الحراري لاكتشاف الحالات المصابة، كما يتم توزيع كمامات طبية واقية وقفازات بلاستيكية لجميع الجهات المتعاملة مباشرة مع الركاب القادمين من المناطق الموبوءة، حرصًا على سلامتهم وخوفا من إصابتهم بفيروس كورونا. وتابع، أنه تم التنسيق مع وزارة الطيران لتوعية المسافرين بالمرض وطرق الوقاية منه، من خلال فيلم تسجيلي يوضح طرق الوقاية من الفيروس وكيفية التعرف عليه، ومن المنتظر عرضه على الطائرات المتجهة إلى السعودية خلال الأيام القادمة لتوعية جميع المسافرين سواء حجاج أو معتمرين. وأضاف مدير مطار الأقصر الدولي، أنه تم التدريب أيضا على عدة إجراءات من بينها التأكد من إجراءات تنظيف وتطهير الطائرات، وقيام قائد الطائرة بسرعة إبلاغ برج المراقبة في مطار الوصول فور الاشتباه في أحد الركاب حتى يتمكن فريق الحجر الصحي من التعامل مع الحالة فور وصولها، وكذلك التعليمات بمحاولة عزل الحالة المشتبه بها في مقعد منفصل بالطائرة، كلما كان ذلك ممكنا وتزويده بقناع واق بتغطية الأنف والفم لمنع انتشار العدوى المحتملة، مع محاولة تخصيص فرد واحد من طاقم الضيافة للتعامل مع الحالة. وأوضح العربي، أن الحالة التي أشتبه في إصابتها بفيروس الكورونا الأسبوع الماضي، لم تكن قادمة من العمرة، وإنما كانت من ضمن المستقبلين لأحد الركاب وليس من الركاب، مؤكدًا أنه لا توجد أي حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا حتى الآن بالأقصر. وأوضح الدكتور ماجد بشرى، مدير الحجر الصحي بمطار الأقصر، أن الحجر الصحي بالمطار، يخضع لإشراف فريق طبي ذا خبرة عالية، ويضم 7 أطباء بالحجر الصحي بالمطار يتناوبون على ورديات، و4 مراقبين صحيين، و5 تمريض لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع هذا النوع من الفيروس، مؤكداً أنهم اجتازوا دورات تدريبية مكثفة لكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها عند وصولها من الطائرة. كما وجه بشرى، عدة نصائح للمعتمرين قبل سفرهم، منها المداومة على غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسل الأيادي وبعد استخدام دورات المياه وقبل التعامل مع الأطعمة وعند التعامل مع المصابين، واستخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطس ووضعها في سلة النفايات، وفي حالة عدم وجود مناديل يفضل العطس على أعلى والابتعاد عن الأيدي، كما يجب أن يحاول المعتمر قدر المستطاع تجنب لمس العينين والأنف والفم باليد بعد ملامسته الأسطح الملوثة بالفيروس وتجنب الاحتكاك بالمصابين وعدم مشاركتهم بالأدوات الشخصية، ولبس الكمامات في الأماكن المزدحمة والمصابة بالأمراض أو عند زيارة قريب مريض، والمحافظة على النظافة الشخصية وعلى العادات الصحية الأخرى مثل الأكل المتوازن وغسل الفواكه والخضار قبل الأكل وأخذ قسط كاف من النوم ليساعد على تقوية مناعة الجسم والمحافظة على الحماية من الأمراض. وأوضحت الدكتورة ميرفت صادق علي، نائب مدير قسم الحجر الصحي بالمطار، أنه في حالة الاشتباه في أي حالة مصابة بالمرض، يتم حجز الحالة بغرفة مخصصة للعزل داخل المطار، وتؤخذ بيانات الحالة ويتم نقلها للمستشفى عبر سيارة إسعاف مجهزة، وفي حالة التأكد من عدم الإصابة سيتم نقلها إلى المنزل مباشرة، مع متابعتها أيضا بعد تسجيل بياناتها مشيرة إلى أن دور الحجر الصحي بالمطار هو رصد حالة الاشتباه والإصابة بالمرض وليس العلاج. يذكر أن فيروس كورونا، هو من أخطر الفيروسات على الإنسان ويتشابه مع الأنفلونزا والبرد الشديد، وهو الذي يدمر الجهاز التنفسي ومعروف باسم المتلازمة التنفسية الشرق الأوسطية، وهو نوع جديد من الفيروسات أصاب العالم بعد السارس وأنفلونزا الطيور والخنازير، خاصة بعد انتشاره بشكل كبير ومفاجئ.