قال مسئول أمريكي كبير يوم أمس الجمعة، إن إيران والقوى العالمية الست لم تحقق تقدما يذكر في المحادثات الرامية لإنهاء الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، مما يذكي الشكوك في احتمالات حدوث انفراجه بحلول الموعد الذي حددته الأطراف للتوصل إلى تسوية شاملة في يوليو. وكان الجانبان يخططان لأن يبدآ خلال المحادثات صياغة مسودة اتفاق نهائي قد يضع حدا لأعوام طويلة من العداء وانعدام الثقة ويقلص مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه "نعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من الواقعية" ورفض الإدلاء بتفاصيل عن القضايا المسببة لأكبر الصعوبات وأضاف "الوقت له حدود." وأضاف "في أي مفاوضات هناك أيام جيدة وأيام سيئة... صعود وهبوط. كانت هذه لحظة صعبة جدا لكنها لم تكن غير متوقعة."وقال "نحن في بداية عملية وضع المسودة وامامنا طريق طويل لنقطعه." وبدأت هذه الجولة وهي الرابعة من المفاوضات في العاصمة النمساوية يوم الأربعاء واختتمت يوم الجمعة. وقال المسؤول الأمريكي إن محادثات فيينا ستستأنف في موعد لم يتحدد بعد في يونيو حزيران وإن كافة الأطراف تريد الإلتزام بالموعد النهائي الذي يحل في 20 يوليو تموز لاستكمال اتفاق يوقف أجزاء حساسة من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات تدريجيا. وأضاف المسؤول "كانت هذه عملية بطيئة وصعبة جدا ونحن نشعر بالقلق لضيق الوقت المتبقي... لأكون واضحا جدا: نعتقد أننا مازلنا قادرين على إنجازه." وقال مسؤول غربي آخر إن من الممكن التوصل لاتفاق بحلول 20 يوليو تموز لكنه أضاف أن القوى الست تتوقع المزيد من إيران. وأضاف "كنا نتوقع القليل من المرونة من جانبهم فيما يتعلق بعدد من القضايا." وللمرة الأولى منذ بدأت القوى الست وإيران التفاوض على اتفاق طويل الأمد في فيينا في فبراير شباط قررت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تتحدث نيابة عن القوى ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ألا يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للصحفيين في ختام المحادثات بين إيران والقوى الست "المحادثات كانت جادة وبناءة لكن لم يتحقق أي تقدم." وقال عراقجي "لم نصل إلى النقطة التي نبدأ منها صياغة الاتفاق النهائي." وربما تهدف التصريحات الأمريكيةوالإيرانية إلى زيادة الضغط المتبادل لكنها كشفت أيضا عن خلافات كبيرة ينبغي التغلب عليها حتى تنجح المساعي الدبلوماسية المكثفة في إبرام اتفاق نهائي. وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم نشر اسمه في وقت سابق إن "المحادثات بطيئة وصعبة... مازالت هناك فجوات كبيرة. يتعين على إيران أن تتخذ بعض القرارات الصعبة. ونشعر بالقلق لأنه لم يتحقق تقدم والوقت ضيق." لكن الأجواء ظلت عملية بما يكفي خلال المحادثات الأمريكيةالإيرانية التي استمرت أكثر من ساعتين. وأصبحت هذه الإجتماعات - التي كانت غير واردة فيما مضى - مسألة عادية منذ سعى البلدان الخصمان لإعادة فتح قنوات الاتصال الرسمية التي أغلقت منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وكشف دبلوماسيون أن بعض التقدم أحرز خلال الجولات الثلاث الماضية بشأن واحدة من أكثر القضايا حساسية وهي المتعلقة بمستقبل المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل الذي تعتزم إيران بناؤه في اراك. ويخشى الغرب أن يصبح المفاعل بمجرد بدء تشغيله مصدرا للبلوتونيوم الذي يمكن أن يستخدم في تصنيع القنابل النووية لكن إيران عرضت تعديلا في تشغيله بحيث يصبح إنتاج البلوتونيوم ضئيلا وغير مؤثر. لكن دبلوماسيين يقولون، إن المواقف لا تزال متباعدة بشأن مسألة تثير قلق الغرب بشدة وهي قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم في توليد الكهرباء لكن قد يستخدم في انتاج قنابل إذا تم تخصيبه لمستوى أعلى. وتريد القوى من إيران تقليص عمليات تخصيب اليورانيوم وغيرها من الأنشطة النووية الحساسة لحرمانها من أي قدرة على انتاج أسلحة نووية بشكل سريع، وترفض إيران الاتهامات بأنها تسعى سرا لتطوير السبل والخبرة لتصنيع هذه الأسلحة وتقول إنها لا تهدف إلا للحصول على الطاقة النووية لأغراض مدنية.