إسرائيل تلاعب الأردن بجزرة الاقتصاد وعصا الإخوان والحرب السورية لتحديد سيطرة الأردن على الأضرحة بالقدس. قال "عوديد عيران" الباحث الإسرائيلي في معهد "دراسات الأمن القومي" أن العلاقات الاردنية – الإسرائيلية تواجه العديد من التحديات إثر تداعيات التغيرات الاقليمية، الأمر الذي يفرض على الطرفين التحلي بضبط النفس، وتعزيز الجهود الإسرائيلية لتوثيق العلاقات على المستويين السياسي والعسكري مع الاردن، في إطار الحفاظ على المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب في سوريا، وإيران النووية، وتجميد المسيرة السلمية الإسرائيلية – الفلسطينية. ترتبط المصالح الاردنية ارتباطا وثيقا بالاحداث على اراضي الضفة الغربية، خاصة تلك المتعلقة بالقدس، فالواقع الديموغرافي للاردن يفرض ذلك حيث أن أكثر من نصف المواطنين الاردنيين هم من اصل فلسطيني، كما منحت قضية القدس مكانة خاصة للملكية الهاشمية في العالم العربي. ولقد أعرب الاردن عن مصالحه الحيوية في القدس عبر وثيقتين، ففي معاهدة السلام بين الاردن واسرئيل العام 1994، نصت المادة 9 على أن "تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص بالمملكة الاردنية الهاشمية على الاضرحة المقدسة الخاصة بالمسلمين في القدس"، وان تمنح إسرائيل عند التفاوض حول الوضع النهائي اولوية خاصة للدور الاردني التاريخي على هذه الاضرحة. وفي المادة الثانية من الاتفاق الموقع بين الملك عبدالله ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس 31مارس2013، نجد صيغة لهذا المعنى، حيث يذكرالملك عبدالله بأنه "خادم المقدسات في القدس"، من دون تمييز بين المسيحية والإسلامية، ويؤكد من جانبه ملك الاردن على أن "كل المسلمين، الآن والى الابد، يمكنهم السفر من والى المواقع الإسلامية المقدسة والعبادة بها"، ولم تتضمن الاتفاقية أي تعهدات خاصة بالمسيحيين، فلملك الاردن "إدارة على المواقع المقدسة الإسلامية، والحفاظ عليها"، وسوف تمثل الاردن مصالح المواقع المقدسة في المحافل الدولية ذات الصلة، كما تخضع إدارة مؤسسة الأوقاف الإسلامية بالقدس للقانون الاردني. اندلع الغضب في البرلمان الاردني ضد إسرائيل، خلال الشهور الماضية، بسبب بعض القضايا المتعلقة بالقدس، حيث طالب عدد من النواب الاردنيين بتجميد اتفاقية السلام الاردنية الإسرائيلية، وطرد السفير الإسرائيلي من على الاراضي الاردنية، في اعقاب مقتل المواطن الاردني عند جسر اللنبي، وعندما اشعل النائب الإسرائيلي "موشيه فايغلين" مناقشة بالكنيست حول السيادة الإسرائيلية على "جبل الهيكل" القدس، وعملت القيادتين السياسيتين في الاردن وإسرائيل على إنهاء النقاشات حول تلك المسائل من دون الوصول إلى قرارات يمكن أن تمس بالعلاقات بين البلدين مسا خطيرا. وفي 2ابريل 2014، صدر بيان في الاممالمتحدة حول الاحداث في القدس، حيث قال الأمير "زيد بن رعد" سفير الاردن لدى الاممالمتحدة أن "تصرفات الحكومة اليمينية الإسرائيلية تمثل تهديدا للاردن"، مشيرا إلى "عمليات التوغل الإسرائيلية، والحفريات غير المشروعة، إضافة إلى تجديد اجزاء من جدار المسجد الأقصى من دون موافقة الجانب الاردني". وعقب "رون بروسور" سفير إسرائيل لدى الاممالمتحدة بذكره للمادة 9 من معاهدة السلام الإسرائيلية الاردنية، وان السلطة الاردنية قاصرة على الاضرحة المقدسة، واسهب في وصف الجهود التي تبذلها إسرائيل لاستعادة الهدوء في الحرم القدسي ومن ناحية أخرى، قال عيران أن تجميد المسيرة السلمية أثر على العلاقات الإسرائيلية الاردنية، وقال عيران أن "النظام الاردني حساس جدا للتغييرات التي تطرأ على العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية، خاصة مع توقف مسيرة سلمية"، موضحا أن تجميد المسيرى السلمية يثير قلق الاردن حيث قد يؤدي ذلك إلى تصاعد أعمال العنف، كما أن الاردن لم ترحب فعلا باتفاق الصلح بين فتح وحماس، حيث أعلن رئيس الوزراء من التليفزيون الاردني عن دعم بلاده للاتفاق وفقط، فللنظام الاردني علاقات معقدة مع الإخوان المسلمين، ويبقى من المتوقع أن يستمر الاردن في العمل من وراء الكواليس لدعم نظام ابومازن وحركة فتح التي يتزعمها. واختتم عيران قائلا أن العلاقات الاقتصادية، حيث وقعت اتفاقات حول المياه والغاز، والتعاون السياسي والأمني يفرض على قادة البلدين فصل المصالح السياسية عن محاولات الاستفزاز التي تهدف لافساد العلاقة السياسية، كما أن التعاون الأمني بين البلدين يتعزز خاصة مع التحديات التي فرضتها الحرب السورية على الحدود مع الاردن.